مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #2  
قديم 05/06/2014, 02:06 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
( 2 - 4 )

كانت الطائرة قد حطت في مطار شارل ديجول ( باريس ) .. حملت اغراضي وانهيت اجراءاتي واتجهت الى اكثر شئ أكرهه في السفر وهو شراء شريحة هاتف ! .. وحقيقة انني كنت قبل الزواج عندما اسافر للاجازة فانني القي بجهاز الهاتف الخلوي الى مهاوى الردى ! .. وبعد الزواج اصبحت مجبرا أخاك لا بطل بحمل هذا الجهاز المنحط ! .. لذلك توجهت الى سوبرماركت بالمطار وقدمت لي الخدمة امراءة عربية من الجزائر لم أكن افهم من جل حديثها سوى ( هذرة ) ! .. لذلك كلما كانت تشرح لي امر ما واعجز عن فهم ما تقول اجد مفردة ( هذرة ) حاضرة بين كلماتها واتمسك بها مثل قصيدة نزار قباني تحت الماء وانا اقول : هذرة .. نعم هذرة .. هيا بنا نهذر ! .. لقد كانت امراءة لديها فزعة العرب ونخوتهم بالرغم من سنين الغربة الطويلة ! .. غادرتها وانا أنشد :

جزائرنا يا بلاد الجدود
قسمنا ازالة عنك القيود
وفيما قسمنا له فاعلون
ونسحق الظلم والظالمين !

حتى اذا ما غادرتها بعد القصيدة العظيمة والحماسية اعلاه توجهت الى اقرب ( حانة ) مثل اي عربي مسلم يشعر بالفخر والانتماء لدينه ووطنه !

استأجرت سيارة وقد تنبهت هذه المرة ان اشتري واجلب معي الـ ( GPS ) الخاص بي .. فكفاني ما عانيته في رحلتي الأخيرة بجنوب افريقيا حيث كنت اشرح للـ ( GPS ) كيف يمكن ان نصل للمكان الذي نريده ! .. وكما قيل : المؤمن يجب ان يلدغ مرتين ! .. مرة لأنه مؤمن .. وأخرى بسبب ارتفاع الاسعار !

وصلنا باريس في اجواء لطيفة .. فكتبت قصيدة عاطفية مليئة بالاشواق ومفردات الهيام والحب مطلعها : تعددت الاسباب والموت واحد

حملت نفسي وتوجهت الى الفندق ووضعت اغراضي وبدأ برنامج الرحلة بزيارة ميدان كونكورد الشهير في نهاية شارع الشانزلزيه ،،،

وللكونكورد قصية لطيفة .. فقد كان ميدان بأسم أحد ملوك فرنسا .. ثم قامت الثورة الفرنسية فاطلق عليه ميدان الثورة .. حتى اذا ما انتهى الثوار من اعدام وقتل بعضهم البعض حولوه الى الكونكورد

وشهرة هذا الميدان تكمن بسبب المسلة المصرية في قلب الميدان والتي اهداها احد ملوك مصر الى فرنسا تقديرا للدور الفرنسي في الاكتشافات الفرعونية

والسبب الآخر .. ان اخر ملوك فرنسا وهو لويس السادس عشر وزوجته الشهيرة ماري انطوانيت وجميع افراد الاسرة المالكة الفرنسية تم اعدامهم بالمقصلة والقضاء على نسلهم في هذا الميدان ،،،

وهنالك ايضا قصة أخرى توافق قول العرب حول من حفر حفرة لأخيه وقع فيها .. حيث ان المقصلة وهي اداة اعدام كان ان اختراعها احدهم لقتل وارهاب الشعب الفرنسي من الثورة على الدولة .. وكان ان اقترح عليه لويس السادس عشر ان يضع حد الشفرة مائلا حتى تحسن قطع الرقاب ! .. وقدر الله بعد ذلك ان يقتل الملك وصاحب الفكرة بالاداة التي اخترعوها لقتل الناس ! .. وهذا يعلمنا ان ندفع الناس لفعل الخير وليس لفعل الشر حتى لا نعاقب بما نريد ان نعاقب به عباد الله


المسلة المصرية في ميدان الكونكورد




أحدى نوافير الميدان




كنيسة بنيت في عهد نابليون




الماضي والحاضر بين المسلة وبرج ايفل !




شارع الشانزلزيه ويبدو في الطرف الآخر قوس النصر




لن اتحدث عن شارع الشانزلزيه .. فهو شارع لطيف ومعروف ينقسم في امتداده الى قسمين احدهما يحيط به الحدائق والاخر يحيط به المحلات .. اما بخصوص قوس النصر فهو صرح تاريخي اراد به في زمن نابليون بونابرت ان يكون تخليدا لانتصارات امبراطوريته .. كما يقال ايضا ان اول جندي فرنسي سقط في الحرب العالمية الأولى كان بالقرب من هذا الصرح ،،،

مدينة باريس متخمة حد الجنون بالتماثيل والنقوش والتحف والرسوم ! .. لذلك عندما وجدت نفسي بها فهمت لما اطلق عليها مدينة الفن والحب .. ففي كل مكان تمثال وتحت كل حجر نقش ! .. حتى انني تخيلت ان بعض النقوش والتماثيل قد صنعت ومن يعمل عليها كانوا معلقين بين السماء والأرض !

ثم انني بحثت عن هذا الموضوع .. وكان خلاصته من وجهة نظري .. ان الطغاة والفن وجهان لعملة واحدة .. ولا يزدهر فن الا بوجود الطغاة .. ولا ينوجد طاغي دون فن !


صورة لأحد التماثيل




القصر الكبير




في منتصف المسافة بين ميدان الكونكورد وقوس النصر تجد شارع متفرع من الشانزلزيه يتجه نحو معلم القصر الكبير وبالرغم من ضخامة القصر وجماله المعماري الا انه لم يسكنه إي ملك أو رئيس ! .. لذلك فكرت ان اتواضع واشتريه واهديه لجدتي اليزابيث ملكة بريطانيا العجوز التي لا تريد ان تموت ! .. وحقيقة ان احد كوابيس حياتي ان انتقل الى الرفيق الأعلى وهذه الجنيه لا زالت على قيد الحياة ! .. تبا لها ! .. اتمنى ان اسألها : ما نوع غيار الزيت الذي تستخدمه

من المفارقات اللطيفة .. أن القصر الكبير ليس من المباني المألوفة اعلاميا مثل اللوفر وبرج ايفل على سبيل المثال .. لذلك سألت الكثير في الطريق عن هذا المبنى وانا اتحرى ان يكونوا فرنسيين .. ومع ذلك لم يكن يعرف احدهم ما أسم هذا المبنى ؟! .. حقيقة اتمنى من احدهم ان يعيد التجربة وان يؤكد او ينفي ما قلته حول ان الفرنسيون لا يعرفون اسماء قصورهم !

خلاصة القول ان هذا القصر يعد احد المتاحف الفرنسية والتي تفاجأت انها تبلغ في باريس وحدها قرابة 100 متحف ! .. وحقيقة لم اسمع في حياتي بهذا العدد المأهول من المتاحف في مدينة واحدة فقط ! .. وهذا يفسر ايضا جانب من لماذا هي مدينة الفن !

من جانب اخر حينما تتجه من الشانزلزيه الى هذا القصر فيجب ان تمر من فوق نهر السين الشهير .. ولكي تجتاز هذا النهر فعليك ان تجتاز جسر الكسندر الثالث وهو احد قياصرة روسيا في عصر سابق ! .. وحقيقة كنت ارغب في معرفة لماذا الكسندر من روسيا وليس باسم هلالي من ارض اليمن من بلاد اليمن ؟! .. الا انني لم اجد اجابة وفكرت ان اعرض الموضوع في الاجتماع القادم بالأمم المتحدة لإيجاد تفسير مقنع بالنسبة لي اما حفنة من الشهود !


تمثال للصعلوك البريطاني تشرشل !




في الشانزلزيه وتحديدا بالقرب من ميدان روزفلت وهو احد رؤوساء الولايات المتحدة الذي ساهم من خلال جيش الولايات المتحدة من تحرير فرنسا من بطش وأحتلال البلطجي هتلر ! .. لذلك كان هذا الميدان والذي ضم تماثيل لقادة دول بارزين من الحلفاء والذين ساهموا في تحرير فرنسا .. وقد راق لي العبارة اسفل تمثال تشرشل والتي يقول فيها : ابدا لن نستلسم ! .. وهي الجملة التاريخة التي قالها عندما سقطت اوروبا وبقت بريطانيا صامدة امام الة الحرب النازية .. حقيقة لقد كان هذا الرجل داهية عصره .. ويقال انه وثق سياسة بريطانيا نحو العرب حينما وصفنا في حينها بالقول : ان العرب كالكلاب ! .. كلما ركلتهم سارعوا الى لعق حذائك ! .. وحقيقة لا أعلم بصدق هذه العبارة من كذبها ولكن هنالك قصة مماثله عن احد الاقرباء في حقبة احتلال بريطانيا لعدن باليمن .. وحينها قام ذلك الرجل رحمه الله بدعوة المندوب السامي البريطاني وقد احضر كلب أعور اكرمكم الله من مزرعته .. وحينما شاهد المندوب السامي البريطاني الكلب سارع بالسؤال عن اسمه ؟! .. فأجابه ذلك رجل تغمده الله في واسع رحمته : أن أسمه تشرشل !

في ختام ذلك اليوم بعد قضاء وقت ممتع في شارع الشانزلزيه والميادين والحدائق توجهت الى برج إيفل الا ان الامطار حالت دون امكانية استكمال باقي اليوم فالقيت نفسي ومن معي في احد المطاعم مع هذه الإطلالة البانورامية المرهفة





يتبع ...

اخر تعديل كان بواسطة » هلالي من ارض اليمن في يوم » 05/06/2014 عند الساعة » 03:28 PM
اضافة رد مع اقتباس