مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 10/11/2001, 12:08 AM
الكاتب النحرير الكاتب النحرير غير متواجد حالياً
(( كاتب الزعيم ))
تاريخ التسجيل: 18/11/2000
المكان: جدة
مشاركات: 725
( أية وتفسير ) أصول الدعوة إلى الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، وبعد ...
فهذه سلسلة من أقوال العلماء المفسرين ـ عليهم جميعاً رحمة الله ـ في تفسير أية معينة وسوف أختصر قدر الإمكان ماطال منها ، وبالله التوفيق وعليه التكلان .
قول الله تعالى { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (108) } سورة يوسف .
يقول الإمام القرطبي عليه رحمة الله :
قوله تعالى قل هذه سبيلي أي قل يا محمد هذه طريقي وسنتي ومنهاجي ، أي الذي أنا عليه وأدعو إليه يؤدي إلى الجنة . على بصيرة أي على يقين وحق . وسبحان الله أي قل يامحمد سبحان الله وما أنا من المشركين الذين يتخذون من دون الله أندادا.

ويقول الإمام ابن كثير عليه رحمة الله :
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين الإنس والجن آمرا له أن يخبر الناس أن هذه سبيله أي طريقته ومسلكه وسنته وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان هو وكل من اتبعه يدعو إلى مادعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بصيرة ويقين وبرهان عقلي وشرعي ، وقوله وسبحان الله أي وأنزه الله وأجله وأعظمه وأقدسه عن أن يكون له شريك أو نظير أو عديل أو نديد أو ولد أو والد أو صاحبة أو وزير أو مشير تبارك وتقدس وتنزه وتعالى عن ذلك كله علوا كبيرا تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا .

ويقول الإمام الطبري عليه رحمة الله :
يقول تعالى ذكره ، لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد هذه الدعوة التي أدعو إليها
والطريقة التي أنا عليها من الدعاء إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان والانتهاء إلى طاعته وترك معصيته سبيلي وطريقتي ودعوتي أدعو إلى الله وحده لا شريك له على بصيرة بذلك ويقين . و يدعو إليه على بصيرة أيضا من اتبعني وصدقني وآمن بي وسبحان الله يقول له تعالى ذكره ، وقل تنزيها لله وتعظيما له من أن يكون له شريك في ملكه أو معبود سواه في سلطانه .

ويقول الإمام الشوكاني عليه رحمة الله :
قل هذه سبيلى أى قل يا محمد للمشركين هذه الدعوة التى أدعو إليها والطريقة التى أنا عليها سبيلي أى طريقتي وسنتي ، وفسر ذلك بقوله أدعو إلى الله على بصيرة أى على حجة واضحة والبصيرة المعرفة التى يتميز بها الحق من الباطل ، أنا ومن اتبعنى أى ويدعو إليها من اتبعني واهتدى بهديي ، وفى هذا دليل على أن كل متبع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حق عليه أن يقتدى به فى الدعاء إلى الله أى الدعاء إلى الإيمان به وتوحيده والعمل بما شرعه لعباده ، وسبحان الله وما أنا من المشركين أى وقل يا محمد لهم سبحان الله وما أنا من المشركين بالله الذين يتخذون من دونه أندادا .

ويقول الإمام الألوسي عليه رحمة الله :
قل هذه سبيلي أي هذه السبيل التي هي الدعوة الى الايمان والتوحيد سبيلي كذا قالوا والظاهر أنهم أخذوا الدعوة الى الايمان من قوله تعالى وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين لإفادة أنه يدعوهم الى الايمان بجد وحرص وان لم ينفع فيهم ، والدعوة الى التوحيد من قوله سبحانه وما يؤمن أكثرهم لدلالته على أن كونه ذكرا لهم لاشتماله على التوحيد لكنهم لايرفعون له رأسا كسائر آيات الآفاق والانفس الدالة على توحده تعالى ذاتا وصفات وفسر ذلك بقوله تعالى أدعوا الى الله أي أدعوا الناس الى معرفته سبحانه بصفات كماله ونعوت جلاله ومن جملتها التوحيد ، على بصيرة أي بيان وحجة واضحة غير عمياء .

إعداد : الكاتب النحرير
جدة – بوابة الحرمين الشريفين
الأربعاء 22 / 8 / 1422 هـ
اضافة رد مع اقتباس