| .
لم يدر بخلدي يوماً بأنني سأفتقد هيجواين, لكن بعد مشاهدة العقم الهجومي والتخبط الفني في إزاحة بنزيما على الأطراف والإصرار مباراة تلو الأخرى بالزج برونالدو في العمق, لم يقتل القدرة التهديفية لكلا اللاعبين بل على الأسوأ من هذا قتل مايمتاز به مدريد من خلق الفرص باستمرار ومن جميع الإتجاهات.
أعلم أن مدريد قدم مباريات غاية في الروعة هذا الموسم, ومباريات أخرى متوسطة, وأخرى كذلك سيئة .. لكن مايغيظني هو أن نبقى في كل مباراة تحت رحمة الظروف, هل سيؤدي الجهاز الفني دورة.؟ بالقراءة الصحيحة للمباراة.؟ وهل سيبذل اللاعبون 110% من مجهوداتهم لخلق هذه التكتيكات على أرض الواقع.؟!
لا أنكر نجاح أنشيلوتي كـ " عقلية فنية خالصة ", لكن لازلت أُشكك حيال كاريزما المدرب مع اللاعبين, والأسوأ أن مساعد المدرب زيدان, كذلك لايتمتع بالشخصية القيادية الحازمة, قد يكون قيادي لكن من نوعية " good cop " اجتماع شخصيتين ليتنتين إلى حد ما, أدى بطريقة أو بأخرى إلى تساهل بعض اللاعبين واستهتار البعض الآخر.!
ماشاهدته بالأمس في مباراة فالنسيا, أضاف نقطة آخر سطر استنتاجي هذا, وقد أخبرني قبلها أداء دي ماريا الباهت جداً حد الإستهتار في مباراة أوساسونا بمدى هيبة المدرب في نظر اللاعبين. يدخل دي ماريا ليعاقب المدرب بنظره لكنه كان يعاقب ملايين العشاق, حتى صرخ ألونسو و رونالدو ومارسيلو بوجه دي ماريا رغبة في تحفيزه وتذكيره أنه ليس فقط نقطتين على المحك بل قلوب عشاق ومحبين.
إن الحزم الزائد يولد العصيان " مورينهو - كاسياس , راموس , بيبي " , والتراخي الزائد يولد الإستهتار " أنشيلوتي - معظم اللاعبين " , لازلت أذكر تلك المرة التي فاز فيها مدريد على فالنسيا بذات النتيجة 3 -2 تحت قيادة مورينهو والتي حرث فيها اللاعبين الملعب وكانت الروح طاغية على عنوان المباراة من الفريقين, مباراة الأمس كانت جداً باهتة ولا تعكس الجو الحماسي خلف هذا النوع من المباريات, أتقبل هذا من فالنسيا نظراً للظروف التي يتعرضون لها, أما من مدريد فلا يوجد عذر إطلاقاً لأي من اللاعبين, رونالدو كان الأسوأ بالأمس, يليه كثيرون من شدة سوءهم أعجز عن ترتيبهم فكلهم جدير بالأسوأ الثاني, دي ماريا كان سيئاً ولولا هدفه وصناعته لكانت أسوأ مبارياته على الإطلاق, كرات كثيرة مقطوعة وأخرى تمريرات مغلوطة. أستثني من قائمة الأسوأ " مودريتش - إيسكو - ألونسو - راموس " الترتيب بالأفضلية , أما من ناحية دييغو لوبيز أعتقد أن نجمه قد بدأ بالإنحسار والأفول, فالدافع القوي الذي كان يرغمه على تقديم أداء خيالي لم يعد يؤتي أكله, ولك أن تتخيل آخر 13 مباراة لمدريد مع كاسياس تلقى الفريق 4 أهداف فقط, بينما مع دييغو آخر 13 مباراة تلقى الفريق 10 أهداف.
دييغو حارس ممتاز جداً, لكن كاسياس أسطوري.
.
| 