مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #611  
قديم 11/11/2013, 01:53 PM
السلااامة السلااامة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
السّعادة الحقيقيَّـة

ما أجمل السعادة سواء كانت بالأقوال أو الأفعال و السعادة كلمة خفيفة على اللسان يتُوق إليها كل إنسان و لها آثار بالغة في اطمئنان القلوب و انشراح النفوس . وما مِن إنسان إلا و يبحث عن السعادة و يتّبع الطرق الطيبة التي تحقق له تلك السعادة ,ولكن الناس مختلفون في مفهوم السعادة . فالبعض يظنها في جمْع الأموال و الكنوز الغالية و منهم من يظنها في كثرة الأولاد و الأحفاد و منهم من يظنها في المروج و البساتين الغنَّاء, أو تقلّد المناصب العالية و البحث عن الأمور المادية و غيرها , و إن كانت هذه أمور تحقق قَدرًا يسيرًا من السعادة إلا أنها حُطام زائل زائف .و الناس متفاوتون في بذْل الأسباب التي تحقق لهم السعادة و النجاح , و مع ذلك يعيشون حياتهم ما بين الأمراض النفسية التي أتعبتهم في الحياة .و العجيب أن السعادة موجودة في الحياة و لم يدركها إلا بعضٌ من الناس . فالنجاح و الفوز الأكبر و السعادة الحقيقية تكون في طاعة الله تعالى، والبعد عن معصيته فيتحقق له الفلاح قال تعالى : ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) أل عمران 132 , و قال تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) 18, آل عمران . و يزيد إيمانه بالتقوى و الأقوال و الأعمال الصالحة و الإحسان إلى الناس و ما يقرّبه إلى الله فيحبه الله و يحبه الناس , فينشرِح صدره كبذْل الخير و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الصدقة و مساعدة المحتاجين , , قال تعالى : ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ويَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران , 104 , فالله جل جلاله فتح أبواب الخير و الطاعات أمام عباده كي ينالوا الأجر و الثواب و يجِدوا لذة العبادة و السعادة كالإيمان بالله و ملائكته و رسله و اليوم الآخر و الإحسان , و المحافظة على الصلوات و الإكثار من الأذكار, و مساعدة الفقراء و المساكين و اليتامى و التحلي بالأخلاق الحسنة. فالذين يعرَفون السعادة الحقيقية يوفّقهم الله لسعادة الدارين, و يبشَّرهم بالجنات والنعيم الدائم يوم القيامة . قال تعالى : ( يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ ورِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)21, 22, التوبة . و قد قيل في السعادة ::
ولست أرى السعادة جمْع مالٍ * ولكن التقي هو السعيدُ
عبد العزيز السلامة ـ أوثال
اضافة رد مع اقتباس