مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #5  
قديم 28/08/2013, 07:55 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
اشكرك يا غالي على هذا الموضوع الذي منحنا مساحة ان نفكر قليلا في هكذا اسئلة والتي يصفها البعض انها من وسوسة الشيطان ! .. وقد تكون كذلك بالفعل .. ولكنها تبقى تساؤلات حاضرة في اذهان الكثيرين ،،،

في مرحلة سابقة كان قد وقع بين يدي كتابين للدكتور مصطفى محمود ( رحمه الله ) .. ويقال لمن لا يعرف هذا الرجل انه كان قد خرج من ملة الاسلام في احدى المرات ثم عاد مجددا اليه .. وقد ألف في ذلك كتابين احدهما بأسم ( رحلتي من الشك الى الايمان ) وكتاب آخر بأسم ( حوار مع صديقي الملحد ) .. وكما كتابان في غاية الروعة لمن يبحث عن المنهج الفلسفي في معرفة الله ،،،

من وجهة نظر شخصية .. لا اعتقد ان هنالك اجابات قاطعة لكثير من تساؤلاتنا مهما بدت بعض النظريات الفلسفية ذكية الا انها تظل وجهة نظر شخص ما ! .. وانا لا اعبد الله سبحانه لوجهة نظر شخص ما ،،،

على سبيل المثال .. ما تفضلت به اعلاه :

إقتباس
لنفترض جدلا ان شخصا ملحدا عمل في دنياه بمقتضى إلحاده ، ورجل مسلم عمل في دنياه متقيدا بإسلامه ، ومات الجميع ، واتضح ان كلام الملحد حقيقة ، فلا يوجد إله ولا جنة ولا نار.
إنه بهذا المصير الذي ينتهى إليه الجميع لم يربح الملحد شيئا ابدا ، ولم يخسر المسلم شيئا ابدا ، فالجميع سواسية بعد الموت سواءا من آمن بالغيب ومن كفر به، فلا فرق بينهما سوى هذه السنين القلائل التي عاشها الصنفان في الدنيا.


ـ ثم لنفترض ان ملحدا تقيد بمقتضى إلحاده ، ومسلما تقيد بتعاليم إسلامه ، ومات الجميع ، ثم اتضح ان ما يؤمن به المسلم هو الحق ، فوجد المرء الله أمامه وجنته وناره منتصبتان للخلق ، فأين سيكون مصير الملحد المتوعَّد بالنار الأبدية خالدا فيها ، وأين سيكون مصير المسلم الذي تقيد بدينه.


هكذا وجهة نظر قد يرد عليها اخرون بطريقة اخرى .. ماذا لو كان الملحد على صواب والمسلم على خطأ ؟!

هنا يكون الملحد قد استمتع بكثير من متع الحياة الدنيا ولم يتكلف المشقة والجهد وربما بذل الاموال في العبادات .. بينما المسلم حرم نفسه من كثير من الملذات وتكبد الجهد والمشقة في كثير من العبادات .. وبالتالي يكون الملحد نال حظه من الدنيا كما يريد .. بينما المسلم نال ما يريد ضمن حدود وقيود !

في الختام ما اقصده من ذلك .. ان عبادة الله والايمان به لا تقوم على نظريات وفرضيات وقضايا جدلية ،،،


اعتقد والله أعلم .. ان عبادة الله ومعرفته هي احدى النعم التي وهبها الله وخص بها البعض من عباده .. هي فطرة تجدها ساكنه في قلبك وتتقبلها جوارحك ويوافقك بها عقلك .. حتى ان حدثتك نفسك بالكثير حول الشبهات تجد نفسك تزداد تشبثا بوجود الله وحقيقه والتسليم به وكأن لسان حالك ما قاله الاعرابي وهو الصدق : أن البعرة تدل على البعير .. والأثر يدل على المسير .. وسماء ذات ابراج وارض ذات افجاج الا تدل على العليم الخبير ؟!

هذه الفطرة وقد وصفها رسول الله في حديث شهير .. لا تخضع للمقاييس العقلية ولا الرقمية ولا المنطقية ولا لأي مقياس من مقاييس الدنيا التي عرفناها والتي لم نعرفها والتي لن نعرفها !

ولنا في قصة ابو طالب عم الرسول عليه الصلاة والسلام أبلغ الأثر .. هذا الرجل كان يعلم بصدق نبؤة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .. بل كان يدفع ابنائه ومنهم سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه لاتباع الرسول ودينه ومنهجه ! .. وكان يدافع عن رسول الله ويشاركه المحن والبلاء .. وكان على استعداد للقتال من اجله والموت للذود عنه .. وبالرغم من كل ذلك .. مات على الكفر !

لذلك لم يكن عجيبا ان يتألم الرسول عليه الصلاة والسلام ويحزن لأجله كل ذلك الحزن .. فكانت الآية الكريمة والعظيمة الكافية والشافية التي تعلمنا احدى اعظم النعم التي يهبنا اياها الملك القدوس في قوله تعالى : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) .. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يثبتنا على دينه ،،،

ولو كان دين الله ومعرفته بمقاييس الدنيا .. لكنا تحولنا الى اليهودية او النصرانية .. فهم من سخرت لهم الدنيا ومتاعها وتناولوا ريادتها وحفظت حقوقهم وكرامتهم في كل ارض وتحت كل سماء .. بينما نحن المسلمون تزهق ارواحنا بلا ثمن ولا تحترم ادميتنا وتسلب منا ابسط حقوقنا بيد اسلامية وبفتوى اسلامية !

لذلك لولا رحمة الله بنا لفتنا في ديننا .. ولكن الحمدلله رب العالمين ،،،


تطرقت ايضا يا غالي لموضوع غاية في الروعة وهي ظاهرة الالحاد في الخليج .. حيث يفترض ان مجتمعاتها من ارض الجزيرة العربية حيث مهد الاسلام ! .. ومع ذلك اصبحنا نسمع بيننا من يرتدي ثياب الالحاد والعياذ بالله .. وهي ان كانت حالات نشاز الا انها حادثة .. والتشخيص الذي تفضلت به كان مبدعا وجميلا وينم عن جهد فكري واطلاع جميل ونبيل .. وبارك الله جهدك وعملك .. وان كنت اوافقك بشدة في فقرة ( فتنة الدين ) التي اصابت البعض منا حينما ندعى الاسلام ونمارس عكسه !

وهنالك مثل لدى اخواننا من محافظة حضرموت لطيف وظريف مفاده : كفر صريح ولا دين متعتع !

يعطيك العافية ،،،
اضافة رد مع اقتباس