مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 12/07/2013, 03:19 PM
الكاتب النحرير الكاتب النحرير غير متواجد حالياً
(( كاتب الزعيم ))
تاريخ التسجيل: 18/11/2000
المكان: جدة
مشاركات: 725
تهيئة بعد التهنئة





بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد





تمحورت رسائل التهنئة بدخول شهر رمضان المبارك حول الدعاء بأن يعيننا الله على صيامه وقيامه؛ وركزت في غالبها على جزئية الفرح بأن بلغنا الله هذا الشهر

ولكن يجب ألا يلهينا الفرح عن النظر إلى أمر يتكرر في هذا الشهر كل عام من الحماس والإندفاع نحو الطاعات في أول الأيام ثم الفتور بقية الشهور

ولن أتناول مسألة تفضيل شهر رمضان عن غيرهـ لأنها معروفة ومحسومة لدى الجميع ولكن الإنسان المسلم يعبد ربه حتى يأتيه اليقين

فإذا كان لرمضان مزايا من زيادة الأجر فإن المسلم ليس في غنى عن الأجور بقية الشهور؛ وهو أيضاً ليس مجازاً بالاثم بعد رمضان

لذلك علينا ألا نعتبر رمضان محطة تزود ومحاسبة فقط؛ بل مركز إعادة تأهيل لحياتنا اليومية وتهيئة للمداومة بنفس الوتيرة

الوتيرة التي نستطيع من خلالها الصبر على الجوع والعطش ساعات طوال بدرجة حرارة عالية من أجل فريضة

هي نفس الوتيرة التي فرضنا على أنفسنا ثلاث وجبات في أيامنا العادية ونراهـ نقصاً إن لم تكتمل ثلاثـتها

الوتيرة التي تجعلنا نصلي خلف الإمام 11 ركعة أو 13 ركعة أو بالحرمين 20 ركعة هي نفسها التي نكتفي بالصلوات الخمس في غير رمضان

الوتيرة التي هيئنا أنفسنا عليها في هذا الشهر من التواصل والسؤال عن أحوال أقاربنا وأرحامنا هي نفسها التي جعلتنا لا نعرف لهم خبراً أحد عشر شهراً

فإذا استطعنا أن نتغلب على أنفسنا الأمارة بالسوء في شهر رمضان لأننا سلمنا من آز الشياطين؛ فإننا نقدر على تهيئة تلك النفس بالتعامل مع يومها كما فعلت بالأمس

عندها تصبح النفس لوامة على كل تقصير ومطمئنة لكل خير؛ و بعدها يكون للتهنئة مذاقاً لائقاً وتصبح التهيئة ( روتيناً ) لازماً في كل مناسباتنا التي تـَـمُـرّ بنا في حياتنا



خاتمة :


روى الإمام البخاري بصحيحه في كتاب اللباس ـ باب الجلوس على الحصير ونحوهـ .. حديثاً قال فيه :

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْتَجِرُ حَصِيرًا بِاللَّيْلِ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ حَتَّى كَثُرُوا فَأَقْبَلَ فَقَالَ : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ } .





أخوكم : الكاتب النحرير


جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين

الجمعة المباركة 3 / 9 / 1434هـ



اضافة رد مع اقتباس