يبدو أن قرار تقسيم سوريا قد بدأ تنفيذه للأسف الشديد
ويتضح لي من القرار الحكومي السوري باعادة توزيع المحافظات على أساس عرقي وطائفي أن النظام السوري قد قبل بتقسيم سوريا من أجل البقاء في الحكم
وما يعزز هذه الشكوك هو تشكيل حكومة سورية أخرى لإدارة بعض المناطق الشمالية الخارجة عن سيطرة النظام السوري
وقد سمعت عن قرب تشكيل حكومة كردية في شمال شرق سوريا تكون مرتبطة بمنطقة الحكم الذاتي الكردية شمال العراق
كما أن طول مدة النزاع المسلح بين النظام وحلفاؤه من جهة والمعارضة وحلفاؤها من جهة أخرى قد يجعلهم يقبلون بالتقسيم كحل أخير
ومما يعزز من هذه الشكوك أيضاً هو التحريض الغربي على تقسيم سوريا حتى تكون في المستقبل ضعيفة ولا تشكل خطراً على الكيان الصهيوني
وعلى الطرف الآخر لن تخسر روسيا والصين وايران شيئاً في حال التقسيم بل بالعكس ستزداد حظوظهم بالكعكة السورية التي يسيل لها لعاب قوى الشر العالمية
كما أن تركيا ستكون مستفيدة في حال التقسيم لأنه لن يوجد في دمشق من يطالب باسترداد الاسكندرون والمناطق العربية المحتلة في تركيا لأن سوريا حينها ستكون قد تفتت واختفت من الخارطة لاسمح الله
كما أن مناطق التماس السورية التركية ستكون في حال التقسيم بيد حلفاء تركيا
وبالرغم من هذه النظرة التشاؤمية الا أن الشعب العربي السوري الذي قام بانتفاضة شعبية سلمية في منتصف شهر آذار مارس عام 2011م ضد النظام الدكتاتوري القمعي بيده أن يلغي كل هذه الخطط التقسيمية عن طريق التوحد والتكاتف ونبذ الخونة والعملاء من المعارضة وأصحاب الأفكار الطائفية والارهابية المتشددة
وحينما تتحقق هذه الأمور لن تستطيع أي قوة في العالم كله أن تجبر السوريين على تقسيم بلادهم
وكما أفشل السوريين خطة الاستعمار الفرنسي الرامية الى تقسيم سوريا بيدهم الآن أن يحافظوا على وحدة بلادهم
وفي الختام تحياتي للجميع وتقبلوا مروري وشكراً.