الموضوع:
الرحلة اليمانية الى البلاد التركية ( التقرير المصور لمدينة إسطنبول وضواحيها ) - اليوم [ السادس - قبل الأخير ] مشاركة رقم ( 87 )
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
#
13
20/10/2012, 07:52 PM
هلالي من ارض اليمن
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
اليوم الخامس - المكان : اسطنبول - الزمان : 04/09/2012 م
كانت قد قررت ان يكون هذا اليوم مخصصا لزيارة برج غلطة والسوق الكبير والسوق المصري وميناء امينونو ومن ثم اخذ جولة بحرية في مضيق البسفور على مشارف الغروب وأخيرا العودة الى منطقة تقسيم .. وبس !
كان الهدف الأول في هذا اليوم هو التوجه الى
( برج غلطة )
ويمكن الوصول اليه سيرا على الأقدام عبر شارع الاستقلال حتى اذا ما بلغت نهايته توجهت نزولا كأني متجه الى مضيق البسفور ومرورا من محل العصير على يدك اليمين ومحل الأدوات الموسيقية على يدك اليسار .. ان شاء الله وضح لكم الطريق !
تناولت شارع الأستقلال والذي تحدثت عنه في اليوم الأول وأخذت بالمسير قرابة 45 دقيقة الى أن بلغت برج غلطة ..
هذه صورة للطريق الى البرج ..
وهذه صوره أخرى له عن قرب ..
وهذه صورة اخرى للشرفة العلوية بالبرج ..
حقيقة ان ما يميز البرج هو انه يمنح الزائر أطلالة على مدينة أسطنبول من جميع الجهات ومن مكان مرتفع الى حد ما
ومن الناحية التاريخية فقد بني في زمن الرومان وجدد في زمن العثمانين وقد استخدم في مهمات عدة .. فقد كان منارة لمتابعة السفن .. وكان مرصدا للفضاء والنجوم .. واستخدم لمتابعة حدوث الحرائق في اسطنبول .. واستخدم ايضا كسجن
.. واخيرا كمزار سياحي
من ناحية اخرى .. فأن هذا البرج
( المنحوس )
قد دمر مرات عدة !
.. فقد دمر في احدى المرات بسبب زلزال ! .. وقد دمر مرتين في حريقان متفرقان التهما البرج بالرغم انه كان مخصص لمتابعة الحرائق كما اسلفنا !
هذه صورة علوية للبرج توضح الاطلالات المختلفة التي يطل عليها .. وقد حصلت على هذه اللقطة في
( طمرة )
بالبراشوت
.. وما فيش حد أحسن من حد يا أخ
( فليكس )
يتبع ...
بعد ان انتهيت من البرج توجهت نزولا الى ان وصلت مضيق البسفور وهنالك استقليت المترو متجها الى محطة
( بايزيد )
اذا لم تخني الذاكرة كما هي العادة
حقيقة لم أكن اعرف اسم المحطة التي يجب ان انزل فيها ! .. ولكن بينما انا في المترو اتفحص وجوه القوم بحثا عن شخص مناسب حتى اسأله ما هي المحطة المناسبة التي يفترض ان اتوقف بها حتى يمكنني الوصول الى السوق المغطى بالعربي أو
( جراند بازار )
بالتركي .. اذ وجدت شاب تركي ضخم الجثة وتبدو على ملامحه امارات المشاكل
.. فشعرت ان هذا الرجل هو الشخص المناسب حتى القي عليه اسألتي
حقيقة انا من الاشخاص الذين لا يحبون الوجوه المتجهمة ! .. تلك الوجوه التي اشعر انها تتصنع دور الشخص العصبي حتى يؤكد لك انه مجرد شخص غبي !
لذلك احب الوجوه المريحة .. واستمتع لمن يرسم الابتسامة على وجهه .. فهكذا وجوه تمنحك الثقة في التعامل معها .. وتوحي لك ان تتعامل مع شخص حقيقي وليس شخص مزيف
لذلك نصيحتي لمن لا يعرف كيف يبتسم ! .. أن يتعلم كيف يبتسم .. ويتمتع بالحياة
لذلك توجهت لذلك الشاب التركي الضخم العابس مقطب الجبين .. والقيت اليه بكل استفزازات الدنيا وانا اقول له باليمني : اين المحطة انت ودلقومك ؟!
.. والدلقوم وفق
( اللهجة اليمانية )
هي المنطقة الجغرافية من الوجه والتي تمتد من الأنف شمالا الى الذقن جنوبا .. وتستخدم للتهكم من الطرف الآخر خاصة اذا كان
( عيف )
وقليل أدب ! .. والعيف ايضا باللهجة اليمنية هو الشخص الغير جميل
توقعت ان يتسائل بعنف وعدوانيه عن كنه هذا الشخص القادم من بلاد العرب واقتحم بكل جرأة واستفزاز محراب صاحبنا المقدس المليئ بالنرجسية والتعالي والغرور والشعور بأعلى درجات الأنا فقط لا غير ! .. ولكنه فاجئني بوجه طلق على عكس ما كان عليه قبل ثواني وبأدب جم ورغبة حقيقية بالمساعدة .. فجعلني اعترف للمرة المليون انني لطالما أخطأت في تقدير الناس بناء على ملامحهم فقط
يتبع ..
دلني صاحبي التركي على المحطة بل انه ترجل معي من المترو حتى يدلني على الطريق الذي يمكنني من بلوغ مدخل سوق
( البازار الكبير )
.. لقد كان كريما وخلوقا جدا .. وحقيقة لقد كنت سعيدا جدا انه كان عكس توقعاتي
.. وشعرت في قرارة نفسي بشئ من الخجل حياله وأحكامي الأستباقية .. شكرته بعنف الثورة اليمنية .. وأخذت طريقي الى البازار ..
يعد هذا السوق والذي يبعد مسافة 20 دقيقة تقريبا من المنطقة التاريخة
( السلطان أحمد )
.. أحد أشهر اسواق اسطنبول وربما تمتد سمعته لما هو أبعد من ذلك في أقطار مختلفة حول العالم
فهو مقصد مهم للسياح ومن يبحث عن شراء الهدايا والمقتنيات ذات الطابع التركي .. كالسجاد والأواني والفخاريات والتحف والاعمال النحاسية والفضية والحلويات ... الخ الخ الخ
.. ويقال انه يضم قرابة 4 الاف محل ويزوره يوميا عشرات الآلاف من السائحين والمواطنين ولديه ابواب عدة وشوارع عدة وسوالف عدة
الخلاصة .. كان الله في عون من يزور السوق ومعه امرأة
هذا مدخل السوق ..
منظر من داخل السوق ..
بعض صور المعروضات ..
هذا السوق لمن يرغب بالشراء منه يجب ان يتمتع بروح طويلة جدا في الصد والرد والمفاصلة بالاسعار !
.. أخوكم في الله لا يجيد ذلك لسبب بسيط جدا : لأنني أمل بسرعة !
لذلك لمن يرغب بالشراء من هذا المكان فيضع في حسبانه ان يطرح من 50 الى 75 % من قيمة السلعة
.. وحقيقة أظن ذلك من
( أغبى )
أساليب التجارة والبيع والشراء
أظن نفسي أنني كنت موفقا الى حد ما بأن القت بي الأقدار في أحدى محلات الهدايا والتحف .. خاصة وان التحف تروقني
.. لذلك وجدت نفسي مع شاب تركي مجددا .. يتحدث بجلافة جدا موجها حديثه نحوي بأن السعر نهائي واذا لم يناسبني ذلك فعلي ان لا اضيع وقته واتجه الى محل آخر !
أغرب اسلوب اتعرض له في حياتي .. هذا بائع فاشل مع مرتبة الشرف .. وبالرغم من ذلك فقد راق لي !
أحيان نحتاج ان نقرأ ثقافة الآخرين حتى نفهمهم ولا نسيئ فهمهم
.. هذه الطريقة التي نراها غير لائقة تعني لدى كثير من الاتراك انهم صادقين معك ولا يريدونك ان تخسر وقتك في بحث عن شئ لا تجده معهم
.. لذلك ان كنت تنشد المفاصلة .. فهو لن يمنحك اياها لأن سعره من الآخر .. وبالتالي لا تضيع وقتك أو تأمل في خصم لن تجده
ولأنني كنت قد استفسرت عن اسعار بعض الاشياء المتواجده لديه من محلات مختلفة في اماكن مختلفة فقد بدى لي انه صادق
.. لذلك أقتنيت بعض الاغراض ولم أحرم نفسي فرصة استفزازه قليلا وانا اقول له : ولكني اريد الحصول على خصم !
.. وهو يحلف اغلظ الايمان انني لن احصل على اي خصم ولو كلف ذلك الأمر حياته !
دخل على هذا الشاب بعض السياح الفرنسيين وتعامل معهم بطريقة تكاد ان تكون
( مضاربة )
وليس بيع وشراء ! .. الأمر الذي جعلهم يرحلون وهم يسبونه بالفرنسي وهو يسبهم بالتركي !
قلت له وقد شعرت انه بالغ جدا في تصرفه : يجب ان تتعلم ان تتحدث بهدوء .. وان تصبر على الزبائن ! .. هل انت صاحب المحل أم موظف ؟
قال لي : صاحب المحل .. ثم اراني بعض التحف التي صنعها بنفسه ! .. وقد كانت جميلة حقا
تبادلنا بعد ذلك احاديث عدة .. وكنت قد لفت نظره الى
( حرمة )
هذه الخرزة .. وهي عادة تاخذ هذا اللون الأزرق الدائري .. كما هذه الصورة ..
حيث يعتقد الاتراك وبعض العرب انها سببا في دفع العين والحسد واستغفر الله العظيم .. وقد ايدني في قول
( فالشاب تبدو عليه سمات التدين
)
.. ولكنه قال لي : انه يبيعها كتحفة وليس
( كحرز )
لدفع الحسد والعياذ بالله .. وهو غير مسؤول عن نوايا الآخرين
ثم تحدثنا .. عن بعض القلائد أو الساور المنقوشة بأسم الرحمن .. وقلت له : يفترض ان تنبه الآخرين ان لا يدخلون بها الى دورات المياه
( وانتم بكرامه )
.. فافادني ان هذه القلائد التي لديه توحي بانها عبارات بأسم الله وصفاته تعالى ولكن اذا ما دققت النظر اليها جيدا فهي منقوشة باحرف عربية دون معنى ! .. وقد كان صادقا
لقد كان وقتا ممتعا قضيناه في احاديث وتجارب مختلفة .. وعندما أتى وقت الحساب كان المبلغ المطلوب مني هو 120 ليرة تركية .. ولكن بطريقته الغريبه قال لي : انه لا يحب المبالغ الأضافية وبالتالي هو يريد فقط 100 ليرة مقابل ما اشتريته !
ولتوضيح قصة الخصم العجيبه اعلاه .. فان صاحبنا ذو العقل التركي .. لا يريد ان يقول انه قرر منحي خصما اضافيا حتى لا يرجع في كلمته ! .. واستعاض عنها بذلك التبرير اللطيف
الأتراك من أهل الريف .. لطفاء جدا ولكن اذا ما تمكنا من فهمهم
يتبع ..
غادرت في اتجاه
( السوق المصري )
الذي يبعد قرابة نصف ساعة سيرا على الاقدام من البازار الكبير مرورا بكثير من الأزقة والمحلات التي تخصصت في الاكسسوارات وحاجيات غرف النوم وملابس العرائس وأحتياجاتهن .. لذلك أسميته شارع
( شهر العسل )
هذه صورة لأحد الآزقة ..
السوق المصري يعد من أشهر السواق الشعبية .. وهو سوق صغير الى حد ما .. ويقع ايضا على مقربة من ميناء
( امينونو )
الشهير .. وهذا السوق يشتهر ببيع التوابل والمكسرات والقهوة والعسل التركي .. وقد اطلق عليه
( السوق المصري )
في فترة الحكم العثماني واحضار التجار الاتراك الكثير من البضائع ذات الطابع الشرقي من مصر
صورة من خارج السوق ويبدو الجامع الجديد ..
هذه صورة لأحد المحلات ..
بعد ذلك توجهنا وكنا على مشارف المغرب الى ميناء
( امينونو )
وهو بالقرب من السوق المصري ويمتاز بوجود سفن عديدة جدا تستخدم لنقل الاشخاص بين الضفتين الاسيوية والاوروبية اضافة الى امكانية أخذ جولة في
( مضيق البسفور )
..
هذه صورة لجسر امينونو الذي يفصل بين القارتين ويظهر بالخلف جامع السلطان وتحته محلات لبيع المأكولات البحرية ..
وهذا منظر آخر لبرج غلطة من الميناء بالضفة الأخرى ..
جامع سليمان القانوني وهو شخصية عظيمة في تاريخ الدولة العثمانية ..
الكلية العسكرية على مضيق البسفور ويقال انه تخرج منها الزعيم التركي مصطفى كمال اتاتورك وايضا التحق بها الزعيم الليبي معمر القذافي وطرد منها بعد 3 شهور !
جامع السلطان أحمد مساء ..
إطلالة مسائية على جسر الفاتح باسطنبول ..
وصورة مسائية اخرى لذات الجسر ..
مشاركاتكم وقودنا
نلتقي قريبا إن شاء الله ...
اخر تعديل كان بواسطة » هلالي من ارض اليمن في يوم » 20/10/2012 عند الساعة »
10:22 PM
هلالي من ارض اليمن
مشاهدة الملف الشخصي
البحث عن كافة المشاركات التي كتبت بواسطة هلالي من ارض اليمن