مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #11  
قديم 05/10/2012, 05:50 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ هلالي من ارض اليمن
هلالي من ارض اليمن هلالي من ارض اليمن غير متواجد حالياً
مشرف منتدى المجلس العام
تاريخ التسجيل: 02/08/2005
المكان: بين الحلم والأسوار !
مشاركات: 13,589
اليوم الثالث - المكان : اسطنبول - التاريخ : 01/09/2012 م

كنت قد قررت ذلك اليوم ان يكون مخصصا لمشاهدة اسطنبول التاريخية .. لذلك استقليت مترو الانفاق من محطة ( تقسيم ) متجها الى محطة ( كابتاش ) ومن ثم استبدال المترو بآخر بإتجاه محطة ( السلطان أحمد ) .

هذه صورة المترو في اسطنبول


قد تواجه احدنا بعض المعاناة في محطات المترو بسبب عدم وجود اجهزة بلغة غير التركية للحصول على التذاكر او عدم وجود مكاتب لبيع التذاكر او اشخاص يمكن ان يوضحوا لك كيف تحصل على تذكرة !

اجمالا .. الطريقة التي استخدمتها ان وقفت بجوار احد الأجهزة وأخذت اشاهد الآخرين ماذا يفعلون ! .. وبالتالي فعلت كما يفعلون وكما في المثل اليمني : ( اذا وقعت بين العوران عورت عينك ) !

استقلينا المترو .. وهو نظيف جدا .. وكلما تقدمنا نحو محطات اخرى ازداد ازدحاما .. وبالتالي اود التنبيه ان محطات المترو والمترو من الاماكن التي يكثر فيها ( النشالون ) وهم محترفون جدا وبالتالي يجب التنبه لذلك والحرص

لفت نظري اثناء هذه الرحلة شخص عربي ممن نصفهم بلقب ( مطوع ) ! .. وكان جالس على احد المقاعد وبجواره ولده الصغير وامامه زوجته وجواره امرأة تركية ! .. ووافق ان كان بالقرب منه ( واقفا ) رجل عربي في منتصف العمر ومعه زوجته وكانت محتشمة .. في البداية لم يكن هنالك ازدحام او اكتظاظ وكان المساحة كافية للجميع ولكن بعد ان ازدحم المكان كان منظر الزوجة محرجا وزوجها يحاول ان لا يجعلها تلامس اجساد الاخرين !

هنا سنقف امام هذا المشهد بطريقة تفكير ليبرالية

كان يفترض على الرجل طالما هو حريص ان يحافظ على زوجته من حدوث اي تلامس ان يخرج من المترو ويستقل وسيلة مواصلات اخرى .. كما ان الرجل ( المطوع ) ليس مسؤول او معني عن ظروف الآخرين .. وهذا من ابسط حقوقه كشخص مطوع ليبرالي

ولكن عندما نتحدث عن شخص ( مطوع ) يفترض أو يتوقع منه بناء على لحيته الكريمة انه يحمل اخلاق الاسلام وشيمتهم .. فهنا الأمر مختلف

لذلك اتمنى من اخوانا المطوعين الليبراليين أن يحددوا موقفهم ؟ .. هل هم مع الله ام مع الشيطان ؟ .. وهل هم مع الاخلاق أو مع انفسهم ؟!

كنت اتمنى وانا اشاهد هذا الموقف من شخص يحمل هيئة التدين ان يتصرف بقليل من الذوق حتى لو افترضنا ان الشخص الآخر كان مخطئأ ولم يحالفه حسن التقدير ! .. فقد كان بامكانه ان يضحي بمكانه لأجل تلك المرأة الواقفه جواره .. فهنالك مسلمون قد ضحوا بارواحهم وليس بمجرد مقعد ! .. او ان ينقل زوجته بجواره ويتيح مقعدها للمرأة ! .. أو أي وسيلة تظهر ان الدين سلوك يتوافق مع الهيئة وليس مجرد هيئة دون سلوك

هذه وجهة نظر .. مع كل احترامي للمطوع الليبرالي

وصلنا الى محطة السلطان أحمد حيث يمكننا من زيارة المسلة المصرية وايضا جامع السلطان أحمد وكذلك متحف آية صوفيا وايضا صهاريج الماء تحت الأرض وأخيرا قصر توب كابي وقسم التراث الإسلامي

في البداية اود ان الفت نظر الأحبة ان هذه المنطقة التراثية الغنيه جدا بالتاريخ يتواجد فيها اشخاص متطوعين يرتدون الزي الأبيض والازرق ( يا هلال عزك عزنا ) ومكتوب على قمصانهم عبارة ( اسألني ؟! .. Ask me ) .. ويمكن الاستفسار منهم حول ما تشاؤون في المنطقة .. والبعض يجيد قليل من الانجليزية او العربية التي تمكنك من معرفة ما تريد

توجهنا الى المسلة المصرية .. والمسلة هي عبارة عن رخام ممتد بشكل طولي مثل العمود ومنقوش في جوانبه باللغة الهيرلوغرافية ( اللغة المصرية القديمة ) .. وقد كان يستخدم في عهد الفراعنة كنوع من الفن المعماري في مداخل المعابد والقصور .. والنقوش التي تكتب عليه عادة تتحدث عن المعارك والاحداث السياسية والتاريخية المهمة في تلك الحقبة .. وقد نقلت مسلتان أحدهما بالرخام الأبيض والأخرى بالرخام الأسود من مصر الى اسطنبول قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام في عهد الامبراطورية الرومانية .. والله أعلم ،،،

صورة المسلة المصرية في اسطنبول ..


بعد ذلك توجهنا الى جامع السلطان احمد ويطلق عليه الغربيون لقب ( الجامع الأزرق ) ومشهور بمآذنه الستة ! .. ويقال حسب الروايات التاريخية ان السلطان احمد عندما اكتمل بناء جامعه انتقده علماء البلاط العثماني بحجة ان هنالك محاولة للتشبيه بالمسجد الحرام في مكه المكرمه حيث كان يعتليه ايضا ستة مآذن ! .. فما كان من السلطان الا أن أمر ببناء مأذنة سابعة في المسجد الحرام حتى يحفظ لذلك المكان المقدس خصوصيته .. كما يقال ان أحد المآذن أو القبة في جامع السلطان من الذهب الخالص ! .. لذلك حاولت جاهدا ان احصل على المأذنة وانقلها الى اليمن .. فقط حتى اتحقق اذا ما كان الذهب عيار 24 او 18 !

صورة عامة لجامع السلطان أحمد ..


صورة لساحة الجامع الداخلية ..


صورة من داخل الجامع ...




يستكمل لاحقا ...


حدث ان شاهدت فلما امريكيا قبل عدة سنوات وكانت احداثه تدور في اسطنبول وتحديدا في منطقة السلطان احمد ! .. وكان ان انتقلت الكاميرا بابطال الفلم الى ما يشبه خزان الماء الكبير جدا تحت الأرض .. فكان ان رفضت ان يمر هذا المشهد امامي مرور الكرام !

حدث ان زرت تركيا مرات عديدة .. ولدي معرفة جيدة بها .. ولكن لم يحدث ان شاهدت هذا المكان الذي يصوره الفلم .. فكان امامي خياران لا ثالث لهما : اما انه خيال مخرج امريكي اخرق يتلاعب كعادتهم بالزمان والمكان ! .. أو ان يكون المكان موجود بالفعل ولم أعرفه من قبل .. فأضمرت ذلك في نفسي الى الوقت المناسب .. وحضر الوقت وبقى معرفة الحقيقة !

لذلك وأختصارا للوقت خطفت احدهم من جماعة ( اسألني ! ) .. واستدراجه الى منطقة نائية تحت الارض .. ثم مارست عملي البطولي العظيم بعمليات نزع اظافره وكوي جسده بالنار وبتر بعض اطرافه ونهش لحمه بالكلاب وحرمانه من النوم لأيام ... الخ تلك الممارسات الانسانية العظيمة التي مارستها بعض اجهزة الامن العربية في تاريخ سابق .. وبعد ان قضيت عدة اسابيع وانا اعذبه وهو لا يدري ما ذنبه !

سألته بعد ان فقد عقله سؤالا مباشرا وواضحا ومحددا .. اين اجد خزان الماء تحت الارض ! .. فاجابني دون تفكير : بالقرب من متحف ايه صوفيا في الشارع المقابل !

قلت له : هكذا بكل بساطة تجيبني وانا اعذبك اسابيع طويلة !

قال لي وقد اغروقت عيناه بالدموع : وهل تعذبت كل هذا العذاب لأجل هذا السؤال !

قلت له وعيناي تقطران رحمة ورقة : نعم ! .. لأجل الأوطن

ففقد صاحبنا البقية الباقية من عقله .. ويمكن لمن يرغب ان يشاهده ان يتوجه الى منطقة ايوب حيث سيجد شابا رث الثياب ينشد : ذهب عمري مع الريح لأجل خزان !

ختاما .. وجدت نفسي في المكان حسب وصف ذلك الشاب اللطيف الذي عذبته واصيب بالجنون في سبيل خدمة السياحة والسياح

طبعا لسرية المعلومات .. واكراما للشاب الذي ضحى بعمره لأجل العلم والمعرفة

وجدت نفسي في المكان .. وهذه الصورة



قصة هذا المكان تعود لعصر الامبراطورية الرومانية قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام .. حيث قرر الامبراطور الروماني في ذلك الوقت بناء خزان ماء ضخم في باطن الارض لتوفير احتياجات السكان من المياه في حال القحط او الحروب والمشكلات السياسية .. فكان هذا الخزان الذي استفادت منه المدينة عبر تاريخها العريق الى ان سقطت في ايدي العثمانين .. ومؤخرا تم سحب المياه من الخزان حتى منسوب منخفض جدا وتم تربية الاسماك فيه وتزيينه بالاضاءة حتى يكون مكانا ينشده السياح من كل مكان


يستكمل لاحقا ..


اخر تعديل كان بواسطة » هلالي من ارض اليمن في يوم » 05/10/2012 عند الساعة » 06:34 PM
اضافة رد مع اقتباس