| نواصل اليوم الحديث عن عمليات السمنة وسنتكلم عن عملية تحويل مسار المعدة سكوبينارو أو هيس
والتي تعرفان بتحويل مجرى البنكرياس والإثني عشر
ما سأبدآ فيه هو القول بأن عملية التكميم كما ذكرت بالأمس قائمة على ميكانيكية دخول الأكل وخروجه من المعدة الضيقة والشبع من كميات قليلة وأيضاً نقص في معدل هرمون الجوع لفترة من الزمن ولذلك فأغلب مشاكل المرضى تتعلق بصعوبة الأكل فيها وهي صعوبة مرغوبة في البداية بشرط آلا تستمر فترة طويلة كما سنرى من أسئلة من خضعوا للعملية بأن البعض منهم يرتاح للحلى والأكل اللين فيعود وزنهم للإرتفاع مع الوقت إذا لم ينتبهوا، في عملية تحويل مسار المعدة الأمر مشابه لكن بصورة أخف فبالتآكيد هناك معدة صغيرة تمتلىء من لقمتين وتشعر المريض بالشبع والمخرج من هذه المعدة للأمعاء هو عبارة عن توصيلة بين المعدة الصغيرة والأمعاء الدقيقة والحقيقة لقد شهدت هذه العملية تغيرات كثيرة وتعديلات لتستقر على شكلها الحالي لكن هناك فروقات كثيرة بين الجراحين في أدائها فمن القرارات المهمة كم حجم المعدة فالبعض يجعلها مرتاحة والبعض صغيرة جدا ولكل فريق نظرته لما هو الشبع الكافي وأقول هذه أهم قرارات العملية ففي العام الماضي قمت بإعادة إجراء عملية تحويل مسار المعدة لمرضى تركت فيهم المعدة كبيرة فلم يصلوا للوزن المرغوب أو لم ينزل وزنهم أبدا في بعض الحالات سوى عدة كيلوغرامات
القرار الآخر هو حجم الوصلة بين المعدة والأمعاء فإن كانت واسعة لم يشعر المريض بالشبع أبدا لأن الأكل لا يبقى في المعدة الصغيرة وإن كانت ضيقة تعسر الأكل على المريض وهنا أقول القياس يعتمد على طريقة التوصيل والواقع هذين القرارين هما من أكثر أسباب الفشل إن لم يضبط القياس
القرارات الأخرى في العملية تتعلق بكم من الأمعاء ينبغي تجاوزه وقد يتجاوز البعض مترا وآخر يتجاوز مترين وهناك من يتجاوز متر ونصف والملاحظ ميل الجراحين لتقليل التجاوز اليوم لأننا وعينا أن التجاوز هو للمعدة والإثني عشر وليس للأمعاء وكل تجاوز للأمعاء آصبح واضحا أنه لا يزيد من نزول الوزن بل يؤدي لصعوبة امتصاص الفيتامينات والأملاح وقد يؤدي لمضاعفات أكثر
الواقع إن تجاوز الإثني عشر في هذه العملية مهم أن يفهم أثره الإيجابي والسلبي فالإيجابية الأساسية هي الشفاء السريع من السكر والسلبية الإيجابية في آن واحد هي عدم القدرة على تناول الحلويات ولنشرح ما نقصد فإننا نستطيع القول أن عدم مرور الأكل على الإثني عشر يؤدي لعدم إفراز هرمونات من الإثني عشر مسؤولة عن إفراز الإنسولين من البنكرياس وهذا هر السبب الذي يجعل الشفاء من داء السكري في تحو 93٪ من مرضى السكري في حين تشفي عملية التكميم 50٪ فقط من مرضى السكري والسبب في الفرق هو تجاوز الإثني عشر أما ما ذكرناه عن عدم القدرة على تناول الحلى فهي إيجابية لأنها تمنع من خضع للعملية من تناول الحلو وذلك لأن تناول الحلو يسبب دخول الحلو مباشرة للدم بدون مروره على الإثني عشر وهذا يسبب عدم معرفة البنكرياس بوصول سكر للدم إلا متآخراً وهذا لؤدي لقيام البنكرياس بفرز كميات عالية من الإنسولين كرد فعل مما يؤدي لهبوط السكر في الدم بدرجة شديدة مسببة أعراض هبوط السكر التي لا يتحملعا أحد وأبسطها التعرق والغثيان وخفقان القلب وأسوآها أن تسود الدنيا في وجه المريض فيغمى عليه وهذا خطر لو كان الإنسان يقود سيارته بعد تناول الحلو، طبعا هذا أمر جيد لأنه يمنع المريض من تناول الحلو لحين نزول الوزن لكنه ليس جيدا إن كان المريض حساس وحدث معه ردة فعل شديدة مع كل كمية صغيرة من النشويات مثلا ولذلك ينبغي تواصل الطبيب مع المريض لمعرفة متى تخف هذه الحالة ويصبح بإمكان المريض تناول كميات قليلة من الحلو دون تعب
وعودة لموضوع عملية تحويل مسار المعدة فإنها عملية تختلف عن عملية سكوبينارو أو هيس والتي أشرنا لها بعض الشيء في الماضي ففي هاتين العمليتين ثصاب المريض بإسهال مرغوب كلما تناول وجبة دسمة والواقع ينصح المرضى بالميل لأكل الدهون بكثرة لأنهم لن يمتصوها علماً بأن حجم المعدة في سكوبينارو وهيس كبير نوعا ما بما يسمح للمرضى بتناول كميات عالية من الأطعمة ورغم وجود إقبال عليها في المملكة كما رآيت إلا أنني نادرا ما أجريها ولسبب جوهري وهو حدوث نقص دائم في الأملاح والفيتامينات والحديد وفيتامين دال بالذات مما يسبب ضعف في العظام وقد رأيت ذلك مع كل المرضى الذين فوتوا تناول هذه المواد والتي هي مفروضة على المرضى مدى الحياة كما رأيتها في نصف المرضى الملتزمين بتناول هذه المواد ولذلك أرى عدم إجراء العملية إلا للمرضى شديدي الإلتزام أولا وثانيا يعانون من سمنة شديدة جدا تستدعي أخذ هذه المخاطرة معهم
أتمنى أن آكون قد أوضحت الفرق بين العمليات ومضاعفات هذه العمليات تزيد بزيادة تعقيد العملية وتعتمد على درجة خبرة الجراح ويمكن القول أنه زيادة على النزيف والتسريب التي تحدثان في التكميم والتي تحدث في عمليات تحويل المسار فإن هذه العمليات لأن فيها وصلات مع الأمعاء فإن المريض معرض لإنسداد في الأمعاء بنسب قليلة تختلف من جراح لآخر وتتراوح بين 2 إلى 3٪ كمعدل لكنها معزضة أقل لصعوبات الأكل كما نرى في التكميم الضيق كما إن الحاجة للفيتامينات تعتمد على القدر المتجاوز من الأمعاء أما عن علاج المضاعفات فيعتمد أيضا على التشخيص المبكر وهذا مهم، ونعود للأسئلة غدا |