أحياء..لكنهم أموات !! أحياء..لكنهم أموات !!
إن الله تعالى قد فطر الإنسان على فطرة الإسلام و حب الخير , إلا أن الإنسان يميل عن الدين بسبب التأثير الخارجي كالوالدين أو المجتمع أو غيرهما , قال صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ) متفق عليه . و إن كثيرا من الناس في هذه الحياة أحياء , لكنهم أموات , لأنهم أجساد بلا أرواح ، فالروح حياة للجسد و الأخلاق الطيبة , و غياب الروح موت للقيم و المبادئ الحسنة , فيعيش الناس بعيدين عن الله تعالى متجردين من القيم الفاضلة , منقادين خلف الملذات و الشهوات , فتظلم قلوبهم من المعاصي , و لا يرتاح الناس إليهم ,و البعض الآخر منهم أموات , إلا أنهم أحياء بعبوديتهم الخالصة لله , فالجسد كله متعلق بالله , و القلب مطمئن بذكر الله , فإن كانت حياة البدن بالطعام والشراب , فحياة القلب بدوام الذكر و كثرة الاستغفار .فيلين القلب , و يكون رحيما , و العقل بصيرا , فيعيش الإنسان حياة طيبة , و يعامل الناس معاملة حسنة , فيكون محبوبا من الله و من خلقه , و يذكره الناس بخير, ترتاح لمرآهم كثيرا, قد تعلقوا بالله , و عاشوا سعداء , و أسعدوا من حولهم . قال تعالى : ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) 122 , الأنعام . فاسأل ـ أخي العزيز ـ نفسك : من أي النوعين أنت ؟!1
و الشاعر يقـــول :
رباه هأنذا خلصت من الهوى * واستقبل القلب الخلي هواكــا
وتركت أنسي بالحياة ولهوها * ولقيت كل الأنــس في نجواكا
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة * فلم تجد منجى سوى منجاكا
وبحثت عن سر السعادة جاهداً *فوجدت هذا الســــر في تقواكـــا
عبد العزيز السلامة / أوثال |