بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
العمر المذكور في العنوان بضم العين والميم هو مايقضيه الإنسان من سنين في هذهـ الحياة ويسأل عنه بعد الممات ويكون على مراحل وأطوار
وكل مرحلة لها خصائصها وأحكامها ولكنها تتسلسل مع مثيلاتها وتترابط ؛ لذلك يجب على العاقل أن يوقف ذلك التسلسل ويقف وقفة محاسبة لكل مرحلة
متبعاً بذلك الهدي الذي ورد في الآثر عن الصحابي الجليل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا )
وما شهر رمضان الكريم الذي أهلّـنا ليلة البارحة إلا من أعظم الفرص وأجل المحطات؛ التي تكون فيها الوقفات مع النفس مناسبة للمحاسبة
فيوقف الإنسان منا مسلسل عمرهـ ولا يكرر أخطائه ويتلافي سلبياته ويطور من قدراته ويحاول أن يحقق آماله
أما إن تكرر المسلسل وأصبحت حلقاته متماثلة وأحداثه متشابهة فإن نهايته مؤلمة حزينة لأن من شب على شيء شاب عليه
فالعمر مرة واحدة وما يذهب من أيامه ومواسمه لايعود والمسوف هو من تمر به مواسم الخير وقد سوف إليها ولكنها تمر عليه مرور الكرام
فيمني نفسه بموسم آخر ويكثر الوعود بفرص أخرى ويجد أن حلقات العمر قد استحكمت فلايستطيع فك ضيقها عن بعض فضلاً عن إيقاف تسلسلها
خاتمة :
روى الإمام الترمذي في سننه بكتاب صفة القيامة والرقائق والورع حديثاً قال فيه : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَال قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ } قَالَ أبوعيسى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
أخوكم : الكاتب النحرير
طيبة الطيبة ـ المدينة النبوية
الجمعة المباركة ـ غرة شهر رمضان الكريم عام 1433هـ
