|
حصاد الدوري الإنجليزي : أمواج تشيلسي تطيح بالجميع .. وغروب شمس إمبراطورية مانشستر يون
[align=center]  [/align] [align=center]كإعصار "تسونامي" .. اجتاحت أمواج تشيلسي الزرقاء كل شيء في طريقها هذا الموسم .. الأندية واللاعبين والأرقام القياسية وحتى صفقات الرعاية الرياضية .. لتترك أثارا أبدية على موسم 2004-2005 ، الذي شهد سقوط كبير لإمبراطورية "الشياطين الحمر" المعروفة بإسم مانشستر يونايتد .. وتراجع طفيف في مسيرة "مدفعجية" الأرسنال.
وربما تكون خسارة مانشستر يونايتد على ملعبه أمام تشيلسي بنتيجة 3-1 قبل أسبوع واحد من نهاية الدوري الإنجليزي خير معبر عن ما أصاب موازين قوى هذه المسابقة ، فخسر "الشياطين الحمر" لقبهم المفضل لأول مرة منذ انطلاق البطولة بشكلها الجديد عام 1992 لمدة موسمين متتاليين ، فيما حصل "الزرق" على اللقب للمرة الأولى منذ خمسين عاما.
ورغم عدم تأثير نتيجة هذه المباراة على ترتيب الفريقين ، إلا أن كافة المتابعين كانوا يعرفون إنها من النوع الذي يندرج تحت مسمى "مباريات الكرامة" بعد خسارة مانشستر أمام منافسه ذهابا في الدوري ، ثم إقصائه على يد "الزرق" من كأس رابطة المحترفين على ملعبه ايضا ، وحسم تشيلسي اللقاء لصالحه في غياب أربعة من أعمدته الرئيسية على حساب منافسه الذي لعب بتشكيلته الأساسية في رسالة واضحة لغريمه قال فيها : "الأن هل عرفتم من الكبير هنا ؟!".
ولم يكن لقب الدوري فقط هو ما حصل عليه "الزرق" على حساب "الشياطين" ، بل شاءت الأقدار أن تكون خسارة مانشستر يونايتد أمام تشيلسي هي الجسر الذي يعبر عليه تشيلسي للوصول إلى رقمه القياسي لأكبر عدد من النقاط يحققها فريق إنجليزي خلال موسم واحد برصيد 95 نقطة ، بدلا من الرقم السابق للشياطين برصيد 92 نقطة.
وعلى صعيد اللاعبين ، تصدر ثلاثي تشيلسي الممثل في جون تيري والتشيكي بتر تشك وفرانك لامبارد قوائم استفتاءات أحسن لاعب في الدوري في "صراع داخلي" حسمه الأول لصالحه ، وكان الأخير الأحق للفوز به ، في غياب كامل للاعبي يونايتد للعام الثاني على التوالي.
وحافظ تشك حارس تشيلسي على نظافة شباكه لعشر مباريات متتالية ، ليحطم الرقم القياسي للأسطورة الدانماركية بيتر شمايكل في أوج مجده مع مانشستر يونايتد إبان فترة التسعينيات.
وفي مجال التسويق الرياضي ، تعاقد "الزرق" مع شركة سامسونج الكورية الجنوبية لرعاية الفريق مقابل 95،5 مليون دولار ، وهو التعاقد الأكبر في تاريخ تشيلسي والأندية الانجليزية كافة ، إذ كان أكبر تعاقد مسجل بين مانشستر يونايتد وشركة فودافون لمدة أربعة مواسم بقيمة 69 مليون دولار.
وبعيدا عن غروب شمس مانشستر يونايتد وبزوغ نجم تشيلسي ، قدم الأرسنال حامل اللقب السابق أمتع مباريات الموسم وأحرز خط هجومه 87 هدفا فيما اهتزت شباكه بـ 36 هدفا ، ورغم خسارته اللقب ، إلا إن جماهير الكرة الإنجليزية استمتعت بانتصاراته المذهلة مفرطة الإثارة على ميدلسبره 5-3 وتوتنهام هوتسبر 5-4 وكريستال بالاس 5-1 ، وسحقه لإيفرتون بسباعية نظيفة.
أما إيفرتون ، فكان مفاجأة البطولة بعد نجاته من الهبوط الموسم السابق بمعجزة ، وحرمان أزمته المالية من تعاقده مع لاعبين جدد ، ورغم بيعه لواين روني إلى مانشستر يونايتد مقابل 48 مليون دولار لم يستفد الفريق من المبلغ ، لأن الصفقة تمت قبل إغلاق باب الانتقالات بساعات قليلة ، وثانيا لأن ديون النادي التهمت القدر الأكبر من قيمة الصفقة ، وتأكد الشعور باليأس لدى الجميع عقب سقوط الفريق على ملعبه أمام الأرسنال برباعية في المرحلة الأولى من المسابقة ، لكن رغم ذلك أبهر المدرب ديفيد مويس ولاعبيه الجميع بما قدموه طوال الموسم من انتصارات ، ورغم أسلوب أدائهم الدفاعي ، وخطفهم لهدف وحيد كل مباراة واتهامهم بافتقاد أداءهم للمتعة .. من يمكنه أن يطالب مويس بالمتعة في ظروف مثل هذه!
واحتفظ الفرنسي تييري هنري بلقب هداف الدوري للعام الثاني على التوالي برصيد 25 هدفا متفوقا على الوجه الجديد أندرو جونسون ، الذي سجل 21 هدفا لصالح كريستال بالاس الهابط لدوري الدرجة الأولى ، فيما جاء روبرت بيرس ثالثا برصيد 14 هدفا ، وخلفهم عدد كبير من اللاعبين أحرزوا 13 هدفا على رأسهم لامبارد ، الذي اشترك مع بيرس والإسباني لويس جارسيا ، أنجح صفقات ليفربول هذا الموسم ، في كونهم من لاعبي الوسط الهدافين ، وشاركهم بيتر كروتش مهاجم ساوثمبتون البالغ طوله مترين كاملين ، وجيرمين ديفوه هداف توتنهام هوتسبر ، وكلاهما إنضم مؤخرا للمنتخب الإنجليزي.
وشهد الموسم المنقضي اختفاء أسماء لامعة من قائمة الهدافين مثل الهولندي رود فان نستلروي الذي أحرز ستة أهداف فقط بسبب تأثره باصابات عديدة طوال الموسم ، والمخضرم ألان شيرار ، الذي اكتفى بثمانية أهداف ، متأثرا ببلوغه عامه الـ 35.
والمثير أن هنري ايضا تصدر قائمة أفضل صناع الأهداف بلعبه لـ 16 تمريرة حاسمة تحولت جميعها إلى أهداف ، ويليه لامبارد برصيد 14 تمريرة ، أما المفاجأة فهو حلول الهولندي دينيس بيركامب ثالثا بصناعة 13 تمريرة لزملائه في عامه الـ 36 ، وهو ما سيدفع مسئولي الأرسنال لتمديد تعاقده عاما جديدا ، والطريف أن هذه القائمة خلت من البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي أرسل 137 تمريرة عرضية طوال الموسم.
وفيما يتعلق بالروح الرياضية ، أصر السنغاليون على ألا يخرج لقب اللاعب الأكثر إثارة للشغب عن لاعبيهم للعام الثاني على التوالي ، وجاء بابا بوبا ديوب لاعب وسط فولهام على رأس قائمة اللعب الخشن بثمانية إنذارات والطرد مرتين ليحمل الراية من الحاج ضيوف حامل اللقب ، الذي تألق في صفوف بولتون ، فيما جاء بلاكبرن روفرز على رأس قائمة الفرق الخشنة بحصول لاعبيه على 75 إنذارا و5 كروت حمراء.
وعربيا ، أسدل الستار على موسم 2004-2005 ليشهد زيادة إيجابية في عدد اللاعبين العرب في الدوري الإنجليزي ، واعتمادا متزايدا من جانب أنديتهم على جهودهم ، فتألق المصري أحمد حسام "ميدو" مع توتنهام هوتسبر ، والتونسيان راضي الجعايدي مع بولتون ومهدي النفطي مع برمنجهام سيتي ، والمغربيان نور الدين نايبت مع توتنهام وطلال القرقوري مع تشارلتون أتليتيك ، ويوسف سفري مع نورويتش سيتي.[/align]  | 