كما وعدتكم سابقاً بالحديث عن المقاومة في قطاع غزة والمقصود دائماً بالمقاومة في غزة هما حركتي المقاومة الاسلامية ( حماس ) و ( الجهاد ) الاسلامي والكل يعرف انحرافهما عن مسار المقاومة منذ عام 2005م تقريباً كما أن حركتي حماس والجهاد الكل يعلم الدور الايراني في تأسيس الحركتين لمنافسة منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة الطلقة الأولى ضد الكيان الصهيوني عام 1965م وكان التدخل الايراني في تأسيس الحركتين بعد فشل النظام السوري في منافسة الفصائل الرئيسية بالمنظمة وكلنا نتذكر انشقاق فتح الانتفاضة التابعة للنظام السوري عن حركة فتح وكذلك انشقاق القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل حليف النظام السوري عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولكن الانشقاقات لم تضعف منظمة التحرير الفلسطينية واستمرت بنشاطها دون أي اشكالية وبعد نجاح ثورة الشعوب في ايران عام 1979م والتي سرقها الخميني وعصابته حاول النظام الايراني الجديد التحالف مع منظمة التحرير الفلسطينية وذلك عن طريق دعوة ياسر عرفات لزيارة طهران وفعلاً حضر وأعلن مساندته للثورة وقام الخميني بتسليمه السفارة الصهيونية في طهران وتم انزال علم الكيان الصهيوني واستبداله بعلم فلسطين فوق السفارة كما تم فتح قنصلية فلسطينية في مدينة الأحواز واستمرت العلاقة بين الطرفين جيدة حتى قيام ايران بالحرب على العراق عام 1980م حينها أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية عن حيادها في الحرب ودعت الطرفين لانهاء القتال والحوار لحل المشاكل بين الطرفين بصفتهما دولتين اسلاميتين وداعمتين لنضال وكفاح الشعب العربي الفلسطيني ولكن هذا الكلام لم يعجب الخميني الذي أرسل الى ياسر عرفات رسالة مفادها أن حيادكم بالحرب نعتبره انحياز للعراق لهذا وجب عليكم ارسال بيان خطي واضح يفيد بدعمكم المطلق لايران والا اعتبرتم من داعمي العراق حينها رد ياسر عرفات بأنه مع العراق وأن ايران هي المعتدية بالحرب ولهذا لا يستطيع الوقوف معهم ومخالفة الصف العربي حينها قطعت العلاقة بين الطرفين وأغلقت السفارة الفلسطينية في طهران والقنصلية الفلسطينية في الأحواز ومنذ ذلك التاريخ والنظام الايراني يشتم علناً بمنظمة التحرير الفلسطينية ولهذا ضغطت ايران على بقايا الاخوان المسلمين في فلسطين ( الذين هم أسسوا مع ياسر عرفات حركة فتح عام 1959م ) من أجل تأسيس كيان منافس للمنظمة ويحمل الطابع الاسلامي من اجل دس السم بالعسل وتحييد الرأي العام العربي وفعلاً تأسست حركتا حماس والجهاد ورغم هذا كانوا عملاء ايران أقلية داخل الحركتين حتى وفاة أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي في حماس وتولي رمضان شلح مقاليد القيادة في حركة الجهاد حينها أصبحت الحركتان وبنسبة 80 الى 85% عميلتان للنظام الايراني وبشكل واضح وقد قاموا بنقل مقراتهم الخارجية الى دمشق من أجل التواصل مع النظام السوري وحلفائه القدامى من الفلسطينيين كما أن الحركتين لم تقوما بأي اطلاق نار ضد الكيان الصهيوني منذ عام 2009م بعد توقيعهم وبشكل غير مباشر لهدنة مع الكيان الصهيوني بواسطة هيئة الأمم المتحدة ومنذ ذلك التاريخ أي صاروخ يسقط على الصهاينة تتبرأ فوراً الحركتين منه وتحمل الفصائل الأخرى مسؤولية اطلاق الصواريخ لهذا كيف تريدون منا أن نصفهم بأنهم مقاومة بل المقاومة ( بعيدة عن شواربهم اذا كان لهم شوارب ) كما أن الاعلام العربي دائماً يصور منظمة التحرير الفلسطينية على أنها فقط حركة فتح ( التي تخلت عن تاريخها النضالي وأصبحت عميلة للصهاينة ) وكذلك تصوير المقاومة في غزة على أنها فقط حماس لمأرب واضحة للجميع من أجل خلط الأوراق على شعبنا العربي وفي الختام تحياتي للجميع وتقبلوا مروري واعذروني على الاطالة والتأخير وشكراً. |