مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #226  
قديم 24/04/2012, 10:24 PM
السلااامة السلااامة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
داء الكبــر !!

داء الكبــر !!
إن الإسلام هذب أخلاق المسلمين الظاهر منها و الباطن , حيث حثهم على المبادئ الفاضلة , و حذرهم من السجايا السيئة , و من هذه السجايا السيئة : الكبر الذي حرمه الله تعالى على عباده , فهم بنو آدم و آدم من تراب , لا فرق بينهم إلا بالتقوى , و الكبر خلق ذميم ، و داء خطير ، يقول تعالى: ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ) 60 , الزمر , و هو أول ذنب عصي الله به في السماء , و ذلك عندما حسد إبليس آدم حقدا و استكبارا لما رأى الكرامة التي خصه الله بها دونه ودون الملائكة , حيث لم يطع الله , و لم يسجد لآدم , قال تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ ) 34 , البقرة . و الكبر صفة من صفات الله تعالى , قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : الْعِزُّ إِزَارِي ، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي ، فَمَنْ نَازَعَنِي فِيهِمَا عَذَّبْتُهُ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ , و المتكبرون لهم عذاب اليم يوم القيامة , قال صلى الله عليه و سلم : ( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان ، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار ، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال ( رواه الترمذي , و الكِبْر ثلاثة أنواع : التكبُّر على الله تعالى : و هو أعظم أنواع التكبُّر، و أخطرها فقد يكون صفة للمتكبر , أو ينتج عن الجهلُ و مرافقة رفقاء السوء سيئ الأخلاق الذين يعطونه مكانة أ كبر مما يستحق , فينشأ عنده الفجور و الطغيان , فيزداد علوا و استكبارا على الله ’ قال تعالى : ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ﴾60 , الفرقان , و من أنواع التكبر: التكبر على الرسل , و التكبر على الناس باحتقارهم , و يرى المتكبر أن منزلته أعلى من الناس , و هو حقير عندهم , و الكبر مرض نفسي يؤدي إلى التهكم بالناس و السخرية منهم , و أنه أعلى منهم , و لله المثل الأعلى ـ جل جلاله ـ و داء يؤثر على الإنسان , فيغير سلوكه و تعامله مع الآخرين , فينشأ بسبب ذلك الداء العداوة بين الأفراد و المجتمع , فيتمزق أواصر المجتمع , و له عواقب خطيرة على الفرد و المجتمع فإنه يصد صاحبه عن اتباع الحق والهدى، و عدم تدبر الآي و فهم الأحكام , و يرده عن تقبل النصيحة, و يصده عن سبيل الرشاد , و قد يرميه في ظلام الكفر و الغي و الضلال و الطغيان , و يجعل حياة صاحبه ضنكاً و المتكبرون مأواهم النار , قال تعالى : ( قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) 72, الزمر .
عبد العزيز السلامــة / أوثال
اضافة رد مع اقتباس