مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #117  
قديم 09/03/2012, 01:34 PM
شكوى لغير الله مذله شكوى لغير الله مذله غير متواجد حالياً
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 27/06/2011
مشاركات: 102
نهاية شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ( 6 )

11

صاعقة السماء تحرق المتآمرين

قصة نهايةمجرم آخر من مجرمي المنافقين لم يكتفي بتحريضه على قتل سبعين من قراء الصحابة في بئر المعونة، بل سعى إلى اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحفظ الله رسوله صلى الله عليه وسلم وانتقم من أعدائه.

فعن ابن عبَّاسٍ، أَنَّ أَربد بن قيس ، وَعامرَ بن الطّفَيل بن مَالكٍ قَدمَا المدينة على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فانتهيا إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو جالسٌ، فجلسا بين يديه.

فقال عامر بن الطّفيل: يا محمّد، ما تجعل لي إن أسلمت ؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لك ما للمسلمين، وعليك ما عليهم

قال عامر بن الطّفيل: أتجعل لي الأمر إن أسلمت من بعدك؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:ليس ذلك لك، ولا لقومك، ولكن لك أعنّة الخيل أي لجامها، قال: أنا الآن في أعنّة خيل نجدٍ، اجعل لي الوبر أي البوادي، ولك المدر أي المدن، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:لا، فلمّا ذهب من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال عامرٌ: أما واللّه لأملأنّها عليك خيلا ورجالا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يمنعك اللّه، فلمّا خرج أربد وعامرٌ، قال عامرٌ: يا أربد، أنا أشغل عنك محمّدًا بالحديث، فاضربه بالسّيف، فإنّ النّاس إذا قتلت محمّدًا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدّية، ويكرهوا الحرب، فسنعطيهم الدّية، قال أربد: أفعل، فأقبلا راجعين إليه، فقال عامرٌ: يا محمّد، قم معي أكلّمك، فقام معه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فخليا إلى الجدار، ووقف معه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يكلّمه، وسلّ أربد السّيف، فلمّا وضع يده على قائم السّيف يبست على قائم السّيف، فلم يستطع سلّ السّيف، فأبطأ أربد على عامرٍ بالضّرب، فالتفت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فرأى أربد وما يصنع، فانصرف عنهما، فلمّا خرج عامرٌ وأربد من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى إذا كانا بالحرّة ، نزلا فخرج إليهما سعد بن معاذٍ وأسيد بن حضيرٍ، فقالا: اشخصا يا عدوّي اللّه، لعنكما اللّه، قال عامرٌ: من هذا يا سعد؟ قال: هذا أسيد بن حضيرٍ الكاتب، قال: فخرجا حتّى إذا كانا بالرّقم أرسل اللّه عزّ وجلّ على أربد صاعقةً فقتلته، ثمّ أرسل اللّه على عامر قرحةً فأخذته، فأدركه اللّيل في بيت امرأةٍ من بني سلولٍ، فجعل يمسّ قرحته في حلقه، ويقول: غدّةٌ كغدّة الجمل في بيت سلوليّةٍ، يرغب أن يموت في بيتها، ثمّ ركب فرسه، حتّى مات عليه راجعًا.

وهكذا كانت نهاية هذين المتآمرين بصاعقة وبقرحة ليكونا لغيرهما عبرة.



12

نهاية كسرى

كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر يدعوهما إلى الإسلام.. وكلاهما لم يُسلم،.. لكن قيصر أكرم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكرم رسوله، فثبت ملكُه، ... و كسرى مزّق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقتله اللهُ بعد قليل،.. ومزق ملكه كل ممزق،.. و لم يبق للأكاسرة ملك.

وكأنه بتمزيقه لخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمزق ملكه هو، بل ومزق ملك الفرس الذين أنهى المسلمون دولتهم في سلسلة من الفتوحات المجيدة.

فعن ابن عبّاسٍ رضي الله عنه أنّ رسُول اللّهِ صلّى اللّهُ عليهِ وسلّم بعث بِكِتابِهِ إِلى كِسرى مع عبدِ اللّهِ بنِ حُذافة السّهمِيِّ فأمرهُ أن يدفعهُ إِلى عظِيمِ البحرينِ فدفعهُ عظِيمُ البحرينِ إِلى كِسرى وكان نص رسالة النبي إلى كسرى ، هو : (بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى ، وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأدعوك بدعاء الله ، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ، فأسلم تسلم ، فإن أبيت ، فإن إثم المجوس عليك).

فلمّا قرأ الرسالة مزّقهُا .

فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم مزق ملكه " وكتب كسرى إلى باذان عامله على اليمن: ابعث من عندك رجلين إلى هذا الرجل الذي بالحجاز، فكتب باذان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أبلغا صاحبكما أن ربي قتل ربه في هذه الليلة ، : وكان ذلك في العاشر من جمادى الأولى سنة سبع من الهجرة .

وكان مقتل كسرى كبير الفرس على يد أقرب الناس إليه وهو ابنه الكبير "شيرويه" فيقتله، ثم ما يلبث أن يُقتل هو، ثم يقُتل من قتله، فتمزق ملك كسرى حتى أخذه المسلمون وفتحوا بلاده كلها في عهد الراشدين.

ونظيرُ هذا.. ما جربه المسلمون مراتٍ متعددة ..في حصار الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية،.. لما حاصر المسلمون فيها بني الأصفر في القرن السابع الهجري،.. قالوا: كنا نحن نحاصر الحصن أو المدينة.. الشهر أو أكثر من الشهر ..وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه .. حتى إذا تعرض أهلُه لسب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والوقيعةِ في عِرضِه،.. تعجلنا فتحه وتيسر.. ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك،.. ثم يُفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمةٌ عظيمة،.. قالوا: حتى إن كنا لنتباشرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوه فيه


اضافة رد مع اقتباس