كرة القدم، فضلاً عن كونها لعبة مليئة بالتنافس الرياضي، فإنها تحمل الكثير من المعاني الرائعة في شتى مجالات الحياة، من سياسية وثقافية واجتماعية.. وكذلك دينية، ولأنها من أكثر الرياضات التي تحظى بمتابعة شريحة كبيرة من المجتمع في جميع أنحاء العالم، فإن تأثيرها سيكون كبيراً بطبيعة الحال.

ملامح جميلة ونماذج مشرقة تجعل من هذه اللعبة ذات الشعبية الواسعة وسيلة جيدة لإيصال شتى أنواع الرسائل.. الغث منها والسمين، بشكل سريع وأكثر عفوية.

وفي تقريرٍ أعدته صحيفة "الاقتصادية" الإلكترونية، سلطت الضوء على أحد هذه النماذج المشرقة، وهو نصر الدين عمر لاعب الحزم - أحد فرق الدرجة الأولى – بعد انتقاله إليه هذا الموسم من نظيره أحد في المدينة المنورة، ويجمع نصر الدين بين الموهبة العالية التي جعلته أحد أفضل خيارات مدربه، والالتزام بالدين ومحافظته على تعاليمه الحنيفة، حيث بدأ وهو لم يتجاوز السابعة من عمره في حفظ القرآن الكريم، ولم يكتف بذلك بل ظل يداوم تدريجياً على صيام الاثنين والخميس من كل أسبوع، إلى جانب "الأيام البيض" الثلاثة من كل شهر.

نشأ نصر في المدينة المنورة مع والد متدين يحفظ القرآن، وأخوين يقلدانه، ووجد نصر نفسه محاطاً بحب الجميع، فكان قدوة حسنة لزملائه داخل الملعب وخارجه، وتألق في الملاعب بعد انضمامه لأحد فرق الدرجة الأولى، الذي لم يجعله يتنكر لنشأته الدينية، حيث ظل وفياً لما نشأ عليه من صلاة وصيام وحفظ قرآن، حتى خلال المباريات التنافسية.

من جانبه، أكد نصر أن أفضل وقت لمراجعة القرآن الكريم هو بعد صلاة الفجر لما فيه من هدوء وسكينة.

وعن كيفية توفيقه بين الصيام وأداء التمارين والمباريات، خصوصاً أنها تُلعب عصراً، قال: "التعود على الصيام يجعل الأمر سهلاً وميسراً، والإيمان الكامل والعزيمة يطوعان المستحيل ويجعلان المرء يقبل على أداء واجبه الديني بجلد وصبر".

وأضاف: "هذا الموسم لم ألعب وأنا صائم في أي مباراة، ولكن الموسم الماضي لعبت مع أحد وأنا صائم ولم يتأثر أدائي، بل لعبت على أفضل ما يكون، وهذا دليل على أن الله يعين عبده إذا أخلص له النية".

ومن المواقف التي تستحق الرصد في هذا السياق الخلاف الذي نشب بين الفرنسي فرانك ريبيري وأوتمار هيتسفيلد، المدرب السابق لفريق بايرن ميونيخ الألماني، بسبب صيام الأول في رمضان.. وتفجّر الخلاف عندما طلب هيتسفليد من ريبيري عدم الصوم خلال رمضان لحاجة الفريق إليه بكامل لياقته وقوته البدنية، ولاسيما أن المنافسة شرسة في "البوندزليغا"، في حين أكد له الفرنسي أنه سيقدم المجهود نفسه الذي يقدمه عادة وربما أفضل.

وكانت هناك واقعة أخرى بطلها المغربي نور الدين نايبت حينما كان يلعب في ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، عندما هدد مدرب الفريق باستبعاده من التشكيل الأساسي في حال إصراره على الصيام، وهو ما أصر عليه اللاعب ورضخ له المدرب في النهاية.

ويأتي على رأس اللاعبين الذين يتمسكون بالصيام المالي عمر كانوتيه مهاجم فريق إشبيلية الإسباني، حيث لا يتوانى عن صوم رمضان، وقد أجاب صحافي إسباني عن سؤاله عما إذا كان يؤدي بشكل أقل وهو صائم قائلاً: "إن من لم يفهم تعاليم الإسلام لا يعلم أن الصوم يمنح القوة وليس العكس".العربية سبورت