مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #123  
قديم 16/02/2012, 02:51 AM
السلااامة السلااامة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
الوطــــن !!

الوطــــن !!

إن الوطن كلمة غالية على قلب كل إنسان مخلص لوطنه, تهيجه ذكرى الشوق و الحنين متى ابتعد عنه , و تحركه المشاعر إلى ربوع الوطن , و تهزه ذكرى الأصحاب و الأهلين , فيحن إليه كثير . إنها الوطن ! و ما أدراك ما الوطن ؟! إنها كلمة جميلة تحمل معاني عظيمة , و كلمة تهتز لها المشاعر , و تتأثر منها النفوس . بل كلمة عذبة يسيرة على اللسان , و تنقاد لها طوعا المشاعر و القلوب , و الوطن رمز ناطق يدق في عالم الحياة , فالوطن هو ذلك المكان الذي عاش الإنسان فوق ترابه , و استظل تحت سمائه , و أكل من فيوض خيراته , و تعلق حبا بأهله و أحبابه , و رأى فيه أهله و أرحامه , وعاش بين معالمه و جباله , و تغنى بشذاه الذي يفوح من وروده و أزهاره , و بعبق الكادي و النرجس و الرياحين التي تسوقها الرياح من هضابه , يعيش الإنسان بجسده غريبا في بلاد قد لا يألفها متى ترك الوطن , بينما الروح والقلب و المشاعر في ربوع ذلك الوطن الحبيب الذي أحب ترابه و أهله و أحبابه , فالغربة كلمة قاسية على القلوب والمسامع , يتأثر لمسمعها القلب القاسي , و تتحرك المشاعر .
فما أجمل الوطن الذي توفرت فيه العديد من القيم و المبادئ السامية ما بين مبادئ الدين القيمة و الاستقرار الأمني و النفسي و العاطفي و الاجتماعي في هذا العهد الزاهر و الميمون عهد الرخاء و الجود و السخاء , فيا وطن إن تركت ذلك البيت أميالا شدني الشوق إليه , و إن فارقت مدينتي أياما شدني إليها الحنين . فكيف بهجر الأهل و الأوطان؟! فيا وطن إذا ما جن ليل أو اظلم , هاجت بي الذكرى إلى وطن أحببته و به أحلم , و الناس رقود , و بحالي لا تعلم ! و الكل ينام قرير العين , و أنا في غربتي صاح لم أنم . فهل يا وطن أنفس عن همومي بتلك الدموع الغزار , أم أفرج آلامي بين حروف المداد و معاني الأفكار, و أنا أدعو لك يا وطني حاضرا أو في غربتي أن يحفظك الإله من سوء الأقدار , فإن سمعتك صارت السعادة و البشاشة في فؤادي أطوار , و إن رأيتك يا وطني رأيت الأنوار , فأنت يا وطن جوهرة لا يدركها مال و لا لؤلؤ و لا مرجان , فيا لائمي في حب الأوطان سل كل غريب عن حر الجوى و الأشواق إلى تلك الديار , و سل كل شريد عن شوقه لأهله و ربوع الأوطان , ينبيك عما لا تدري من لاهب الأحزان , و ما يكنه القلب من الذكرى و الجوى و حرقة الأشجان , يتذكر وطنه و لا يملك إلا أن يحمله بين جوانحه , و يهتف به في اللسان , فالوطن ذلك الرمز الغالي الذي أهاج قرائح الشعراء , فتغنوا به القصائد الطوال شوقا إليه و حنينا و الشاعر يقــــــــول :
بلادي هواها في لساني وفي دم..... يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ..........ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم
ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ .......فآواهُ في أكنافِهِ يترنــــــــــــــم
وليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها .......فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي
ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها..... .....تجبه فنون الحادثات بأظلم

عبد العزيز السلامة / أوثال
اضافة رد مع اقتباس