مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #122  
قديم 15/02/2012, 02:57 AM
السلااامة السلااامة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
الدعـــــاء !!

الدعـــــاء !!
يقول الله تعالى في كتابه الكريم : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) 186 , البقرة . وهذه الآية تدل على أن الله قريب من عباده المؤمنين , و أوليائه الصالحين , يسمع دعاءهم و لكن إجابة الدعاء قد تتحقق أو تتأخر أو لا تتحقق لأسباب و حكم لا يعلمها إلا الله ـ جل جلاله ـ و إن المسلم المتأمل في القصص القرآني عامة , و يتمعن في سورة الأنبياء يرى أن الله تعالى قد ابتلى أنبياءه , فصبروا و احتسبوا الأجر و الثواب , فأخلصوا في الدعاء , فاستجاب الله لدعائهم , فقد نجى الله نوحا عليه السلام من ظلم قومه قال تعالى : ( و نوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فأنجيناه و أهله من الكرب العظيم ) 76 , الأنبياء . و استجاب الله دعاء نبيه أيوب عليه السلام , فكشف عنه الضر و المرض الذي أنهكه و أتعبه قال تعالى : ( و أيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين . فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر و آتيناه أهله و مثلهم معهم رحمة من عندنا و ذكرى للعابدين ) 83 , 84 الأنبياء , و استجاب الله تعالى دعاء نبيه يونس عليه السلام , فنجاه الله من بطن الحوت في ظلمة الليل , و في ظلمات البحر , قال تعالى : ( و ذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له و نجيناه من الغم و كذلك ننجي المؤمنين ) 87 , 88 الأنبياء , و لو بحث المسلم عن الأسباب و الأسرار التي تحقق استجابة الدعاء لوجدها كثيرة و الغالب منها يسير قد يسرها الله لعباده المؤمنين الداعين رحمة بهم , و كي يفتح لهم أبواب الأجر و الخير , و يستجيب دعائهم , و قد أرشدنا الإسلام إلى بعض هذه الأسباب و التي وردت في القرآن في استجابة الله لأنبيائه منها : المسارعة في الخيرات أقوالا و أفعالا ابتغاء مرضاة الله تعالى , و دعاء الله طمعا فيما عند الله من الأجر و الثواب العظيم و النعيم الدائب , و خوفا من غضب الله و شديد عقابه , و دعاء الله تعالى بخشوع و تضرع , آداب الدعاء وأسباب الإجابة كثيرة منها : الإخلاص لله تعالى , و أن يحمد الداعي ربه , و يثني عليه , ثم يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم , و يجزم في الدعاء و يتوكل على الله تعالى و لا يتواكل , فيقول دعوت و لم يستجب لي , و يتعجل الإجابة , بل يستمر في دعائه و يحرص على الدعاء في الرخاء و الشدة , و استحضار الجوارح و المشاعر في الدعاء , و دعاء الله في كل خير له أو لأولاده أو للمسلمين , و الحرص على كثرة الاستغفار و التقرب إلى الله بالصالحات , و الابتعاد عن الخطايا و السيئات , و شكر الله تعالى على ما أنعم به من الخيرات , و يتخير الأماكن أو الأوضاع أو الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء كجوف الليل الآخر وقت السحر , و بعد الصلوات المكتوبات , و بين الأذان والإقامة , و عند النداء للصلوات المكتوبات , و عند نزول الغيث , ساعة من يوم الجمعة وهي كما قيل : آخر ساعة من ساعات العصر قبل الغروب , و عند السجود في الصلاة , أو التأمين في الصلاة . أو بعد رمي الجمرة الصغرى أو الجمرة الوسطى , أو الدعاء داخل الكعبة أو الدعاء في الطواف أو علي الصفا أو على المروة , أو الدعاء بين الصفا والمروة , أو الدعاء في العشر الأول من ذي الحجة . و اعلم ـ أخي المسلم ـ أن الله جل جلاله غني عن عباده أجمعين , فلا تنفعه أو تزيد ملكه طاعة الطائعين , و لا تضره أو تنقص من ملكه معصية العاصين , و الله عزيز ليس بحاجة إلى الدعاء , بل العباد هم الذين بحاجة إلى الاستجابة .

عبد العزيز السلامة / أوثال
اضافة رد مع اقتباس