في بِلادي كُلُ شيءٍ يدور خِلال السنوات القليله الماضيه حولَّ المرأه, كانت و لاتزال الشُغلَ الشاغل و الحديث الأبرز على فتراتٍ متفاوته, و متى ما ظهرت على الملأ قضيةٌ أخرى فإن عُمرها الزمني قصير حتى تعود الصداره من جديد لـهـا وحدها, تِلك القضية التي لايزال الكثيرون من بنو جلدتي منشقين بين مؤيد و مُعارض و آخرون في صفِّ الحياد, لا يعلمونَ أيُ مسلكٍ يسلكون .. !!!

في زخم المُطالبات بـ قيادتها و دخولها في شتى المجالات المُمكنه و الغير مُمكنه, يحلو لأصحاب الأفكار السوداء بث سمومهم في المُجتمع تحت مبدأ الديمقراطيه و حُرية الرأي و كيف لنا أن نتطَوَرَ دون ذلك ؟!
مع العلم أن لا شأنَ للتطور و التقدم المزعوم بـ هذه القضيه لا من قريبٍ و لا بعيد, فبمبدأ بسيط جِداً هيَّ تستطيع أن تفعل ما يحلو لها دون كُل هذه الضوضاء . .

نعم بالتأكيد نحنُ لسنا مثاليين و بكل تأكيد هُناك من يُنغِّص عليهن بعضاً من حقوقهِّن, لكن أمانةً فقط من الواجب علينا عدم الإنجراف مع التيار أياً كان ذلك التيار و لا أريد أن أُطلق مُسميات و مُعتقدات و أسماء أصحاب الفكر المشبوه مِن مّن يحاولون بـ شتى الطُرق تشويه الصوره الجميله التي كانت و لازالت في قلوبنا, إلاّ من خضع لـ تِلك الأفكار و أصحابِها . .
\\

إمرأه من عهد الصحابه .. !!

لا أتحدث اليوم عن الماضي القريب ولا حتى البعيد, الحديثُ هُنا عنها اليوم من عام 1433 من الهجره, تِلك الإمرأه التي كانت و لازالت كما كُنا نرى من سبقوها بهذا الوطن من الذين يُحتذى بِهم و هُم لنا أفضل و أجمل مثال في التفاني و الخُلقِ الحّسن و حُسن التصرف . .
إمرأه من عهد الصحابه هيَّ قِصَّةُ أُنثى أكثر ما يطغى في قلبها اللون الأبيض, ذلك الذي يستطيع أن يراه الجميع في حديثها, تصرفاتها و تعاملها مع من حولها, لاتزال ترتدي ذلك النقاب الإسلامي و تتوشح بالسواد الجذاب الذي يكسوها من أعلى رأسها إلى أخمصِ قدميها, لاتزال تِلك التي تبتعد عن طريق الرِجال في مشيها و لا تتحدث في العامةِ إلا للضروره و لا يُمكن لأيٍ مرّ بجانبها أن يستنشِقَ رائحةَ عطرٍ ما أو ماشابه, فأنفاسُها كما هيّ جميله جِداً و رائحتها زكيه دون عِطر و كُلُها شموخٌ و عِزّه بما هيّ عليه في كومِ السفور من حولِها .. !!!

إمرأه من عهد الصحابه, لاتزال بارةً بوالديها رغم إرتباطِها و لا تزال قوامةً صوّامه في رمضان و غيرهُ من الشهور و لا تزال تتجنب قدر الإمكان كُلَ ما يخدُش الحياء من حولها, سواءً بعباراة أو من خلال تلفاز أو ماشابه . .
على الرغم من كُل مقومات الإنحلال و على الرغم من شتى السُبُل التي يجتهد رِفاق الشيطان في بثها في أوساط المُجتمع, لا تزال تِلك المرأه صامده في وجه التيار و لم يستطيعَ شيءٌ قط, لا من قريبٍ و لا بعيد أن يغير مسارها و مُعتقداتها و مبادِئُها على الرغم من قسوة الأيام عليها و إحتلال التكنلوجيا لنا و كثرة مساوُئِها, إلا أنها لا تزال كما خلقها ربُّها, مؤمنةٌ بـ خالقها, عابِدةٌ له تابعةٌ لأوامِره مُجتنِبةٌ لـ نواهيه . . .

في بِلادي ألفُ ألفُ إمرأةٍ من عهد الصحابه و أكثر من ذلك بكثيـــر . .

فـ كُل ما يدور من حولنا و كُل هؤلائِك النفر من الذي قد إنجرفوا خلف التيار ماهُم إلا فئِه قليله لا غرضَ لها سِوى طمس المُعتقدات و ثنيِ أصحابِها عنها مهما كانت السُبل و العواقب و أياً كانت التضحيات . .
أكثر ما يسعى لهُ هؤلائِك هُم بِلادي, و في المقام الأول و الأخير نِساءُ بِلادي, فعُذراً أصحاب الفِكرِ الهدّام, هُنا لن يستطيع أحدُ قط بإذن الله تعالى عليهِن, هُنّ أقوى بالله أمتنُ بكتابه و أنقى و أطهر بدينهم عن من سِواهُّن .. !!!

طُوبى لكنُّ يا نِساءً من عهدِ الصحابه و هنيئاً لنا بِكُلِ واحدةٍ مِنكُّن.
\\