مساء الخير للجميع ,, بحق فكرة رائدة ورائعة
وفرصة سانحة للإفادة والإستزادة من الجميع ,,
الشكر والتقدير لجميع القائمين والدعاء بالتوفيق والعون للجميع ..
...
المشاركة بعنوان : (( مــرجـعـيَّـتـنـــا لـمــن ؟!! ))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده ,
’ ’ ’
ذات يوم وبينما أنا مستلقٍ على ظهري أقلب في القنوات
أبحث وأتحرى عمَّن يشبع نهم المعرفة أو يسد عناء فراغ وقتيٍّ آنذاكـ ,,
إذ بي أمر على قناة تصطبغ بصبغة إسلامية ,
وتنحو منحى الحوارات والمشاكسات كثيرًا
وتنتسب لبلادنا إدراةً واستهدافًا .
وفي تلكـ اللحظة برنامج يكثر المتابعين له وتتباين الآراء حوله .
يجلس المُقدم على كرسيٍّ دوّارٍ ظخم , خلف طاولةٍ ذات فخامةٍ ولونٍ بهيٍّ ,
ملأ المقعد مهابةً , وسكب على محياه المثالية والرتابة ,
عن يمينهِ رجلٌ يعلو الوقار محياه وهندامه , ينعته المقدم بالإسلامي الداعية ,
وعن يساره رجلٌ رتب الهيئة مصطبغُ الوجه ومسكسكـ اللحية , موصوفًا بالمفكر ممتثلاً الحداثة ,
يبدأ حوارهما بالمصافحة وبقفشات باسمةٍ ترقرق قلب المتابع وتُكسب وده ,
على هذا الحال وذلكم الوضع إلى أن تزلّ قدمٌ بعد ثبوتها , وينجرف لسانٌ بعد طول تقيّة , فيحتد النقاش , وتنتفخ الأوداج , وتتعالى الأصوات لكسب الود ـ ود المتابع ـ ولتحقيق النصر ,,
فيحين وقت اللجوء والاستنجاد بالبيّنة القاطعة والحجة الدامغة لفصل الرأي عن كل خطيب , بدليلٍ يشفي الغليل ويلقم الفاه الفاغر حجرًا يخرجه مطأطئ الرأس منكس الراية ,
ولكن :
أين منجم الذهب ومكمن الكنز الذي يجد فيه ذلكم الدليل القاطع الذي لا أمت فيه ولا عوجا ؟!
الناطق الحصيف سيقول بـ :
كلام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وإن لم يكن فكلام من لا ينطق عن الهوى .
أما الواقع المرير فيجيب بـ :
أنها في طيات الصحف وبين دفات الكتب , ما أثر من كلام المغفور له إن شاء الله الراحل , أوما نطق به حفظه الله الحاكم , فلقد أصبح كلامهما أكثر قداسةً وأدعى لأن يسلم له ويستسلم .
واقعنا هذا يدفعني لأن أقول :
مَرْجِعِيَّتُنَا لِمَن ؟! ومُـشَـرِّعُـنَــا من ؟!
.........