مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #73  
قديم 21/01/2012, 04:48 AM
السلااامة السلااامة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
الشباب... و الإجازة !!

الشباب... و الإجازة !!
إن الشباب عماد الأمم و الأوطان , و جيل العمل والطاقة والإنتاج , و جيل القوة و المهارة والإبداع , هو الذي يبني حضارة الأوطان , و يرفع مجدها عاليا , و هو الذي تأمل منه الأوطان العطاء و التفاني و الإخلاص , فمتى كان الشباب واعيا مخلصا طموحا فإنه يخدم نفسه و دينه و وطنه , و لكن هذا الشباب قد تمر به الإجازة بعد هموم العمل و العناء أو بعد موسم حافل بالجد و العطاء , تلك الإجازة التي تحمل معها تباشير المحبة و السرور , و تدخل على القلوب الفرحة و الحبور صغارا و كبارا : طلابا و معلمين رؤساء و مرؤوسين , أو غيرهم من سائر الموظفين , و يختلف الناس في استغلال هذه الإجازة, و تختلف مقاصد الناس , فبعض الناس يفضل السياحة الداخلية في ربوع الوطن وطن الأمن و الأمان و العطاء و الخير و الرخاء , و البعض الآخر ـ و للأسف الشديد ـ يهوى السياحة الخارجية , و التي قد تحمل معها الأفكار المنحرفة , و تجلب الهموم و الآلام الحسرات لأصحابها , و تثقل كواهلهم بالديون بسبب تقليد الآخرين و حب المظاهر, و يرجع للوطن بقيم و أفكار و تقاليد مشبوهة تنافي تعاليم الدين الإسلامي . و إن كانت تلك الإجازة راحة للإنسان , إلا أنها سرعان ما تنقضي , و إن طالت أيامها و لياليها , وقد تقلب هذه الإجازة ـ لا قدر الله ـ تلكم الأفراح أتراحا , و تجعل السعادة هموما وأحزانا بين الأسر والأفراد , وتخلف وراءها جراحا , وذلك إذا استغلت هذه الإجازة استغلالا سيئا , ولم تستثمر تلك الأيام استثمارا جيدا بما يفيد أشغلتك بما لا يفيد , لا سيما أنه يمر على الكثير من فئات المجتمع تلك النعمة العظيمة نعمة الفراغ التي قال عنها صلى الله عليه و سلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ ) ذلك الفراغ الذي يعصف بهذه الطاقة الشبابية المتقلبة في السلوك و الأطوار , و المتباينة في الأهداف و الأعمار , فيكون نقمة عليهم إذا غاب الناصح و الرقيب , و تـُرك لهم الحبل على الغارب ما بين الشوارع و الأسواق , أو خلف أسوار الاستراحات , حيث يختلط الحابل بالنابل , و الصغير بالكبير , فيتلقف هذا الشباب غير الواعي قرناء السوء , ويوقعون بهم في دروب المهالك والمخدرات , وتشيع تلك الانحرافات الخاطئة والسلوكيات السيئة , والتي لا تخلف وراءها إلا الآلام و المآسي , والتي تجعل الشباب يتجرع مرارة الحسرة والندامة ـ لا قدر الله ـ و مما يرثيه الحال اليوم أن البعض من الشباب أو الفتيات يقضي الإجازة ما بين السهر و النوم , و قد لا يبالي هذا الشاب أو تلك الفتاة بالتقصير بالمسؤولية و التكاليف . لذلك يجب على الأسرة و رجالات التربية والتعليم في المجتمع تكاتف الجهود , و مراقبة هؤلاء الشباب صغارا وكبارا , وكسبهم عن طريق الكلمة الطيبة , والتوجيه الهادف , والدعوة إلى الخير , و حثهم على استغلال هذه الإجازة بالعمل النافع , و تنظيم أوقات الفراغ تنظيما جيدا و الالتحاق بحلق الذكر و تحفيظ القرآن أو المشاركة في دورات نافعة هادفة كتعليم الحاسوب أو اللغة الانجليزية أو الأنشطة الرياضية والثقافية أو الترفيهية و غيرها .

عبد العزيز السـلامة / أوثال
اضافة رد مع اقتباس