مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #22  
قديم 09/01/2012, 10:17 PM
السلااامة السلااامة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
الوالدان..ما بين الحقوق و العقوق!!

الوالدان..ما بين الحقوق و العقوق!!
إن الله تعالى كلف عباده المؤمنين بأنواع كثيرة من الحقوق و الواجبات , و حثهم على القيام بها و تنفيذها رغبة في الأجر و الثواب , و منها حقوق الوالدين و ذوي القربى و اليتامى و الفقراء و المساكين و الأرامل و ابن السبيل و غيرهم , و ذلك لحكم عديدة , و أهداف سامية نبيلة فهي تقوي الروابط الأسرية , و تزيد في الصلات الاجتماعية , و تنشر المحبة و التعاون و الإخاء بين المسلمين , فتكون سببا في التكافل الاجتماعي
== و من هذه الحقوق التي اهتم الإسلام بها كثيرا: حق الوالدين, و ما أدراك ما حق الوالدين ؟! و ما موقف الأبناء من آبائهم ؟! فهو من أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى ، و هو من أفضل أعمال البر و الخير و الطاعات , و أجل القربات التي ينال بها المسلم الأجر العظيم , و قد ورد في الوحيين الكتاب و السنة الكثير من النصوص التي تؤكد تلك الحقوق , و ترغب فيها ترغيبا كثيرا , و لأهمية حقوق الوالدين قرن الله حقهما بحقه عز و جل , فقال الله تعالى و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما و قل لهما قولا كريما ) 23/ الإسراء , و قال صلى الله عليه و سلم : ( رضا الله في رضا الوالدين و سخط الله في سخط الوالدين ) رواه الترمذي . و لكن من المؤسف حقا , و من الأمور التي تؤلم القلب , و تزيده هموما و جراحا, و تبكي المدامع فتنهمر غزارا أننا نقرا و نسمع , بل و نرى اليوم ـ كثيرا من الموافق والأحداث , و القصص و المقالات و الأخبار في هذه الحياة نحو الوالدين الكثير منها طيب محمود يدل على البر فيذكر و يشكر , و القليل منها يدل على العقوق فلا يكاد يذكر . فالوالدان سبب رئيس في وجودك في هذه الحياة الدنيا بعد الله , و الوالدان قدما كثيرا من التضحيات من أجل أبنائهما ما بين الجهد و العناء و التربية و الشقاء و توفير احتياجاتهم في الحياة , و قد أولى الإسلام الأم اهتماما أكثر و أعظم لأنها كابدت كثيرا من آلام الحمل و الوضع و الرضاعة , لكي يحقق الله لهما الآمال . و الوالد هو المسؤول عن الأسرة حيث يوفر مطالب الأسرة و احتياجاتها , و يكمل الدور التربوي مع الأم , و من حقوق الوالدين : البر بهما و الإحسان إليهما قولا و عملا , و النفقة عليهما , و طاعتهما في غير معصية الله , و رعايتهما عند الكبر و المرض و الضعف , و ذلك لأنهما يكونان في هذه الحالات في حاجة للأبناء , و الحرص على التواضع و خفض الجناح لهما , و شكرهما , و الإكثار من الدعاء و الاستغفار لهما , و الحرص على صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما , و إكرام صديقهما . و اعلم ـ أخي المسلم ـ أن للبر بالوالدين ثمرات عظيمة , و نتائج طيبة فالبر بالوالدين من أسباب دخول الجنة , و سبب في محبة الله و رضاه , و تكفير الذنوب و المعاصي , و سبب في انتشار المودة بين المسلمين . و اعلم ـ أخي المسلم ـ أن عقوق الوالدين في كافة صوره و تعدد مسمياته , سواء في الصد و الهجران أو وضعهم في دار الرعاية و إهمالهم , أو هجرهم في بيوتات مهجورة لا يعلم أحوالهم إلا الله سلوك حرمه الدين الإسلامي , و ذلك لما يترتب عليه من الآثار السيئة كالعداوة و البغضاء و قطيعة الرحم , و قد تكون حسرة على الأبناء في سوء الخاتمة و عدم التوفيق في هذه الحياة ـ لا قدر الله ـ
عبد العزيز السلامة / أوثال
اضافة رد مع اقتباس