مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #21  
قديم 09/01/2012, 06:24 PM
السلااامة السلااامة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
طوبى..للغرباء!!

طوبى..للغرباء!!
إن العصر في مكة قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم كان عصرا جاهليا تائها يسوده الجهل و الضلال و عبادة الأوثان , و يمزقه الجور و الشتات و الطغيان , حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم الهادي البشير و السراج المنير لينقذ أمته من دياجير الظلم و الطغيان إلى نور الهدى و الإيمان , فأخذ يدعو قومه إلى عبادة الله , و نبذ الشرك و الأوثان , و لكن الإسلام بدأ ضعيفا غريبا في مكة , و لم يؤمن به إلا القليل , بينما كان أكثر المجتمع كفارا يعبدون الأصنام و الأوثان , و قد هيأ الله نبيه محمدا صلى الله عليه و سلم لحمل الرسالة و أداء هذه الأمانة ألا و هي رسالة الإسلام , و عندما بدأ النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ بدعوته إلى الإسلام كانت سرا في بدايتها , و قد دامت الدعوة ثلاث سنوات قال الله تعالى : ( يا أيها المدثر . قم فأنذر) 1ـ2/ المدثر , فأخذ يدعو فيها أهله و أصحابه , ثم أمره الله تعالى بالجهر بدعوة الإسلام فأخذ يدعو الأقربين من عشيرته و عامة الناس قال تعالى : ( و أنذر عشيرتك الأقربين ) 214/الشعراء ، و قال تعالى : ( فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين ) 94/ الحجر , و قد أخبره الله تعالى بأنه سيواجه العداوة و الشقاء من قومه , فحث نبيه صلى الله عليه و سلم على الصبر, فقال تعالى : ( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل.. ) 35/ الأحقاف , و لكن أكثر المجتمع آذوه و ضيقوا عليه في دعوته صلى الله عليه وسلم , وآذوا أصحابه الذين أسلموا معه ، و لما اشتد عليه الإيذاء هاجر إلى المدينة بعد أن أخرجه قومه من مكة التي كان يحبها , و من المدينة انتشر الإسلام , و كثر المسلمون و فتح مكة و دخل الناس في دين الله أفواجا يعبدون الله وحده . فأعز الله نبيه و دينه , و نصر المسلمين , فأصبح الإسلام قويا عزيزا بعد أن كان غريبا , و لكن النبي صلى الله عليه و سلم أخبرنا أن الإسلام سيعود غريبا كما بدأ , مما يدل على صدق نبوته صلى الله عليه و سلم و إخباره عن المغيبات كعلامات الساعة الصغرى و الكبرى و الفتن آخر الزمان , فيقول صلى الله عليه و سلم : ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء , و في رواية أخرى قيل يا رسول الله من الغرباء؟ قال الذين يصلحون إذا فسد الناس وفي لفظ آخر: الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي وفي لفظ آخر: هم النزاع من القبائل , وفي لفظ آخر: هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير . فالمقصود أن الغرباء هم أهل الاستقامة و الخير و الصلاح، يهتدون بالكتاب و السنة , أو يوجهون الضال من الأمة , و هم موحدون مخلصون لله كأنهم نور هدى لكثير من الناس في عصر كثرت فيه الفتن و الخطوب , و التبست فيه الآراء و الأمور على كثير من الناس , مؤمنون بالله لا تزعزعهم الخطوب و الشدائد. فما أعظم ذلك الوعد من الله ! و ما أعظم ذلك الثناء من الإله ! حيث وعد عباده الغرباء بالجنة و هي ( طوبى ) فما أعظم الجنة ! فيها ما لا عين رأت , و لا أذن سمعت , و لا خطر على فلب بشر , و أثنى على الغرباء بأنهم غرباء في الدين و التمسك به , أو هداية الآخرين لطريق الإسلام . و إن المسلم العاقل هو الذي يقف عند حدود الله , و يبادر إلى فعل الخيرات من فروض أو نوافل , و يدرأ بنفسه عن الفتن و الشبهات التي تكون سببا في حلول النقم و الحسرات , فالرسول صلى الله عليه و سلم أخبرنا أن القابض على دينه آخر الزمان كالقابض على الجمر لكثرة الفتن .

عبد العزيز السلامة/ أوثال
اضافة رد مع اقتباس