مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #14  
قديم 07/01/2012, 02:38 PM
السلااامة السلااامة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
القضاء و القدر !!

القضاء و القدر !!
إن الله خلق هذه الحياة مليئة بالهموم والمصائب والأحزان و الشدائد التي تصيب الإنسان منذ طفولته , وتستمر معه في حياته ما بين السراء و الضراء ما بين الأمراض النفسية أو العضوية ، وذلك كله بتقدير العزيز الحكيم إذ يقول الله تعالى إنا كل شيء خلقناه بقدر )49/القمر , و قال تعالى : ( فقدرنا فنعم القادرون ) 23/المرسلات , نعم إنه القضاء والقد ر الذي كتبه الله تعالى على عباده المؤمنين لحكم بالغة , وأسرار عظيمة لا يعلمها إلا الله , و حثنا على الصبر و الاحتساب في هذه المصائب المختلفة و عدم اليأس و الجزع و القنوط من رحمة الله , و عدم الفرح كثيرا عند الرخاء لئلا ينسينا عواقب الأمور , بل حثنا على شكر الله تعالى على نعمه العظيمة, و الإيمان بالقضاء و القدر مرتبة من مراتب الإيمان , فقد جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في حديث جبريل المشهور لما سأله عن الإيمان قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ). و إن الناس متفاوتون في مراتب الإيمان فمنهم من يكون إيمانه ضعيفا , فيكون مقصرا في فعل الخيرات و الطاعات , و لا يردعه إيمانه عن الذنوب و المعاصي , و منهم من يكون قوي الإيمان يحرص على الطاعات , ويجتنب المحظورات , و منهم من يكون مؤمنا بالله متعلقا بالله كثيرا يراقب الله في أفعاله و حركاته و سكناته , و يتقرب إلى الله بالفرائض و النوافل يبتغي بذلك الأجر و الثواب . و الإيمان بالقضاء و القدر خيره و شره و الصبر على أقدار الله تعالى من أصول الإيمان بالله , و يدل على قوة إيمان المسلم بالله و معرفته بربه , فيكون عند حسن الظن بربه كما قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس : (يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. وإن اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ) و قال صلى الله عليه و سلم : ( واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك ) فيكون المسلم مرتاح النفس مطمئن القلب لا تؤثر عليه هذه المصائب و الشدائد , و ضغوط الحياة المتقلبة كانت نفسية أو صحية أو اجتماعية و غيرها , بل يصبر و يحتسب الأجر و الثواب , و يقول كما وجهنا الرسول صلى الله عليه و سلم : ( اللهم أجرني في مصيبتي و اخلفني خيرا منها ) , و يعلم المؤمن أنه معرض في هذه الحياة للابتلاء من الله فيزيد إيمانه و يصبر و يحتسب الأجر و الثواب من الله , و تكون المصائب و المحن منحا للمؤمن , و يكون فيها خير كثير, قال الله تعالى: ( ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير . لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم و الله لا يحب كل مختال فخور ) 22ـ23 الحديد .

عبدا لعزيز السلامة / أوثال
اضافة رد مع اقتباس