مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #11  
قديم 06/01/2012, 09:20 PM
السلااامة السلااامة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
الإنسان... و الانحراف !!

الإنسان... و الانحراف !!

إن الانحراف هو الميل عن القصد أو الميل عن الطريق , و إن الله تعالى قد خلق النفس سوية مستقيمة على الفطرة القويمة فطرة الله التي فطر الناس عليها , فطرة الدين و الخير قال تعالى : ( و نفس و ماسوها ) 7/الشمس , و بين لها طريق الخير و الشر فقال تعالى : ( فألهمها فجورها و تقواها ) 8/ الشمس , و قد أفلح و فاز من زكى نفسه بطاعة الله تعالى و فعل الخير , و طهرها من الذنوب و المعاصي , و قد خاب و هلك و ضيع نفسه من فعل المعاصي و اقترف الذنوب , و لكن هذه النفس قد تبتعد عن فطرة الدين , و تميل عن الحق و الصواب بسبب المؤثرات الخارجية كالوالدين قال صلى الله عليه و سلم : ( كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء ) أو المجتمع أو غيرهما , فكلما كان المجتمع بعيدا عن هموم أبنائه و مشاكلهم , و تلبية احتياجاتهم أدى ذلك إلى انتشار العداوة بين الأسر و الأمراض النفسية كالقلق و الاكتئاب و التوتر فيصيب الأفراد بالكبت النفسي و العقد , فينجم عن ذلك الاضطراب السلوكي و الانحراف , فيؤدي إلى انتشار الأمراض الاجتماعية كالبطالة و السرقة و التسول و المخدرات , و التي تحمل معها الآثار السيئة على الأفراد و الأسر و المجتمع , و كلما كان المجتمع منفتحا مطلعا على حال أفراده صار الأفراد أشد تواصلا , و المجتمع أكثر تراحما فالكل يساعد البعض في همومه النفسية و العاطفية و غيرها , و يتفقد أحوال البعض , و يكون ذلك سببا في الاستقامة و الخير و التقى و الصلاح . و إن الإسلام قد واجه الانحراف بتعدد مسمياته و اختلاف أشكاله , و وقف أمامها موقفا إيجابيا سواء كان : الانحراف العقدي أو الفكري أو السلوكي , و حذر من المغالاة و التفريط , و حث على الاعتدال , و الأخذ بالأسباب و الوسائل التي تصحح هذا الانحراف عن طريق التوجيه و النصيحة و الإرشاد و المعاملة الحسنة . و إن كلمة الانحراف كلمة خطيرة, و لا تنطبق إلا على القليل من شباب الأمة الإسلامية لوجود الوازع الديني الذي يردعهم عن هذا الانحراف. فالمسلم المخلص إذا أصابه أحد هذه الانحرافات لم ينجرف خلفه, بل يقول: إني أخاف الله . و لهذا الانحراف عوامل كثيرة كضعف الدين عند النفس البشرية أو الحرمان من العاطفة أو كثرة المشاكل , أو الفقر الذي تعيشه الأسر , أو وجود النزاع و الخلاف بين الأبوين , و انتشار الطلاق , أو عدم التربية السليمة إما قصورا أو إفراطا , وذلك بمعاملة الأبناء معاملة قاسية , أو إهمالا و تساهلا , أو مرافقة قرناء السوء . و لنجنب أنفسنا و المجتمع صغارا و كبارا الانحراف بأشكاله ينبغي علينا اتباع التربية السليمة , و أن يبادر أهل الخير و الصلاح , و أهل التربية والإصلاح دراسة ظاهرة الانحراف و البحث عن الحلول المناسبة لها قبل أن تتطور , و يصبح لها عواقب و خيمة على الفرد و المجتمع , و أن يحرص المجتمع على تلبية رغبات أبنائه قدر المستطاع , كي لا يصبح لديهم اضطرابات نفسية وسلوكية ينتج عنها السلبيات , فالإسلام قد حرص على تلبية حاجات المسلمين عامة في جميع ميادين الحياة, فشرع الأحكام لتبين الحلال من الحرام, و تحقق للناس سعادة الدارين .

عبد العزيز السلامة / أوثال
اضافة رد مع اقتباس