الموضوع: هاذم اللذات !!
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 31/12/2011, 11:06 AM
السلااامة السلااامة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
هاذم اللذات !!

هاذم اللذات !!
الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و سيد المرسلين , يقول الله تعالى المحيي المميت , و الحي الذي لا يموت في كتابه الكريم : ( كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ) و قال جل جلاله : ( و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ) و يقول الرحمة المهداة و الحجة المسداة محمد صلى الله عليه و سلم : ( إن للموت لسكرات ) . نعم إنه ها ذم اللذات ومفرق الأهل و الأحباب و الجماعات , إنه هادم اللذات و ميتم الأولاد و البنات , و مرمل النساء و الصالحات , نجري خلف متاع الحياة الدنيا و ننساه ! و كيف ننساه , ونحن نتلوه في آي الذكر الحكيم ؟! و هو دوما يتعقبنا , و لا نذكره إلا عندما يقال حبيب غال اليوم قد فقدناه , أو عزيز اليوم قد دفناه , أو عندما يقال فلان اليوم قد مات , و قد نتعظ منه ساعة , و ننساه ساعات . والموت يكفي المؤمن المتبصر بدنياه و آخرته واعظا و زاجرا , إذا حل بالإنسان قامت قيامته , و انقطع عمله إلا مما قدم في دنياه من صدقة جارية , قد واراه الترب بعيدا عن الأهل و الأحباب و الزوج و الأصحاب , و كم هم الراحلون عن هذه الحياة إلى الحياة الأخرى كثيرون , و لهوله وشدة مصيبة الموت لما يستطيعوا وصفه , قد قبض أرواحهم ملك الموت , من ملوك و رؤساء , أو قادة و علماء , أو أبطالا و أطباء , قد تجرعوا كأس المنون الذي لا يفرق بين ملك و لا مملوك , أو بين رفيع و وضيع , أو ذكر و أنثى , أو صغير و كبير و علماء . لذلك ينبغي على المسلم أن يبادر إلى فعل الطاعات , و يسابق إلى عمل الخيرات , كي ينال الأجر و الحسنات من الله تعالى , و التي تمحو السيئات , و ذلك قبل الحسرة و الندامة و قبل هاذم اللذات , و مفرق الأهل و الأحباب و الجماعات فالتؤدة في كل شيء ألا عمل الآخرة , و الشاعر يصف الموت و هوله فيقول :
أما تذكر الموت المفاجيك في غدٍ أما أنت من بعد السلامة تعطـبُ
أما تذكر القبر الوحيـش ولحـده به الجسم من بعد العمارة يخربُ
أما تذكر اليوم الطويـل وهولـه وميزان قسطٍ للوفـاء سينصـبُ
تروح وتغدو في مراحـك لاهيـاً وسوف بأشـراك المنيـة تنكـبُ
تعالج نزع الروح من كل مفصـلٍ فلا راحم ينجي ولا ثـم مهـربُ
وغمضت العينان بعـد خروجهـا وبسطت الرجلان والرأس يعصبُ
وقاموا سراعاً في جهازك أحضروا حنوطاً وأكفانـاً وللمـاء قربـوا
وغاسلك المحزون تبكي عيونـه بدمـعٍ غزيـرٍ واكـفٍ يتصبـبُ
وكـل حبيـب لبـه متـحـرقٌ يحـرك كفيـه عليـك ويـنـدبُ
وقد نشروا الأكفان من بعد طيها وقد بخروا منشورهـن وطيبـوا
وألقوك فيمـا بينهـن وأدرجـوا عليك مثانـي طيهـن وعصّبـوا
وفي حفرة ألقوك حيران مفـرداً تضمك بيداء من الأرض سبسـبُ
إذا كان هذا حالنـا بعـد موتنـا فكيف يطيب اليوم أكلٌ ومشـربُ
وكيف يطيب العيش والقبر مسكنٌ به ظلماتٌ غيهـبٌ ثـم غيهـبُ

عبدا لعزيز السلامة / أوثال
اضافة رد مع اقتباس