مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #1  
قديم 28/12/2011, 11:50 PM
السلااامة السلااامة غير متواجد حالياً
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 17/12/2011
مشاركات: 340
العاطفة و الإنسان !!

العاطفة و الإنسان !!

إن العاطفة غريزة فطرها الله في خلقه جميعا , و قد تكون سببا في السعادة و السرور , و ذلك إذا اهتم بها الإنسان , و قيد المسلم هذه المشاعر و العواطف الجياشة و فق مبادئ الإسلام القويم , فلا يجعلها حبيسة بين الجوانح , و لا يطلق لها العنان , حتى تنكسر الحواجز النفسية , ويكون التوافق و الانسجام بين القلوب , و يشبع تلك الغريزة , فتسود المحبة ما بين الأفراد و الأسر و المجتمعات , و قد تكون تلك العاطفة من أسباب الشقاء و النفور ـ لا سمح الله ـ و ذلك إذا أهملت , و لم تجد النفوس التي تهتم بها , و توجهها توجيها سليما في كافة طبقات المجتمع صغارا و كبارا , ذكورا و إناثا , فيكون لها أثر سلبي حيث تبحث عن متنفس لها في طرق مشبوهة , وتسبب لأصحابها الندامة و الحسرات . ذلك اهتم الدين القويم بهذه العاطفة الجياشة , و رعى هذه المشاعر , و جعل العقل قائدا لها و دليلا , كي تتحقق الأهداف السامية لهذه العواطف , و حرص على إشباع هذه الغريزة , و التي غفل عنها الكثير من طبقات المجتمع , أو تجاهلها الغالبية العظمى منهم , مثل التودد و حب الوالدين قولا و سلوكا , و إظهار تلك المشاعر مما يدخل البهجة و الطمأنينة في نفوس الجميع , و منها تبادل المشاعر و الأحاسيس ما بين الزوجين , و ترجمة هذه المشاعر في واقع الحياة ,و المداومة على التواصل العاطفي عن طريق الكلمة الطيبة , و اختيار الألفاظ الجميلة , و الاحترام المتبادل ما بين الزوجين و الهدية , ومنها : عاطفة الوالدين تلك الغريزة التي أودعها الوالدين نحو الأولاد , و جبلها الله في الأبناء تجاه الوالدين , فما الذي يجعل قلوب الوالدين أسيرة للأبناء يتحملون مشاكلهم و همومهم , و يحاولون تلبية رغباتهم , يفرحون لأفراحهم , و يتأثرون عند آلامهم , و يسهرون عليهم إذا مرضوا ؟! و ما الذي يجعل الأبناء منقادين لوالديهم بالطاعة و التقدير و الاحترام , و الحرص على إسعادهم , و تلبية رغباتهم ؟! لا شك إنها العاطفة التي عطفت القلوب و أسرتها , و أثرت على المشاعر ! و أدت إلى تقوية الرباط العاطفي , و انتشار المحبة و السرور , و كلما اهتم الإنسان بتلك المشاعر و العواطف تأثرت النفوس , و صارت الحياة حياة تعمرها البهجة و السعادة و الحبور . لذلك ينبغي ـ علينا ـ أن نكون مجتمعا واعيا , و نشبع تلك العواطف مع الجميع مع الوالدين و الأولاد و الأزواج و ذوي الأرحام و الأصدقاء وفق تعاليم الشرع الحكيم , كي نعيش حياة سعيدة , و نجنب أنفسنا و أولادنا و محبينا الانحراف العاطفي و الجوع العاطفي الذي لا يجده البعض من الطرف الآخر , فيبحث عنه في طرق ملتوية و مشبوهة تؤدي به إلى الهلاك و الضياع ـ لا سمح الله ـ فعلى المجتمع تكاتف الجهود , و أن يكون مجتمعا , واعيا , و يبادر إلى تلبية احتياجات أبنائه , و إشباع رغباته , و تيسير الزواج و توفير فرص العمل , و تيسير أموره في الجامعات و غيرها.

السلااامة / أوثال
اضافة رد مع اقتباس