هذا يجبر القلم على حك الأوراق
و يجبر الكلمات على الإجتماع لإنتقاء أحلى التركيبات اللغوية
و يجبر الأحاسياس أن تعمل لإيجاد ما يفي للوصف بلغويةٍ ثرية
ثم أن هذا يقود العقل للإعتراف قسرياً بالإعجاب ..

فعندما ترى التصفيق بلغة الأعين ..
و عندما ترى الإندهاش يترجم لغة الإستمتاع
و عندما يكون اللحن رسماً يسمع بالمشاهدة عندما تغلق عينيك فقط !!

فاعلم أنك في حضرة ثورة تفوق الوصف ..
إنها ثورة الأقدام !








لم أجد حرجاً بأن أقولها صريحةً
مورينهو لن يحقق ما فعله بللغريني خلال عام في الليغا و قد حدث .
و لم أجد كذلك حرج أن أقول أن مدريد مورينهو الحالي ما كان ليكون مع أي مدرب آخر .
هذا الجبروت و الطغيان .. كسر الرقاب و جذب الأنظار .. كان ماركة مدريديه
تعود اليوم .. و بأبهى حله .. متقلدةً التيجان .. متحديةً المكان و الزمان ..
العزف على إيقاعات الهجوم الكاسح و السلاسة اللامتناهية
هي الوجه الآخر من عملة الريال .. ليس إلا !


و هذا هو الزمن يهدينا مدريداً أخرى تروي ظمأ المدريدي القديم
و تضرب على وتر تاريخه التشجيعي لتعيده إلى أزمان و أمكنة يحن لها حد الوله
و عندما يهتز هذا الوتر فإن صوراً و احداثاً جمه تتحرك و تجوب في الخاطر الملكي
الكبرياء المتوشح بالحرير و العراقة التي تفخر بالإنتماء ..
الذهب الذي أصبح المتحف المدريدي منجماً له حيث لا ينقبون و لا يحفرون ..
حيث ينام قرير العين في كنف .. صاحب الذهب .

و لا يزال هذا الوتر يهتز مقدماً معزوفته للقلوب قبل الأذان
و تتراكم الصور تباعاً من بطولات و نجوم و ذكريات ملعب مرعب حد الجنون
فيه و منه أُعلنت السيادة المستدامة على كرة القدم ..
و إليه ستوؤل كرة القدم عاجلاً أو آجلاً

يقول البريطاني تشرشل .. " التاريخ يكتبه المنتصرون "
فإذا كنت تسأل .. لماذا نقول أن الريال هو من كتب التاريخ
فهذا كفيل بالإجابة ..

و إن كنت تسأل عن موقف أوربا العدائي تجاه فخر اسبانيا
فإجابتك عند هكسلي .. " أهم درس يمكن أن نستفيده من التاريخ ,
هو أن البشر لا يستفيدون من دروس التاريخ "

أما ما أحب أن ألخص به حديثي فهي حكمة الفرنسي لامارتين
" التاريخ يعلم كل شيء يما فيه المستقبل "
و لك التفسير إن أجدت .




هكذا يقودني ريال مدريد الحالي بنكهته البرتغالية
بعيداً مبحراً في مجموعات مرت على هذا الكيان مما رأينا أو سمعنا
فهذا الإعجاز هو أشبه بما نسمعه عن سطواتنا في أعوام متتاليات
و عن طغيان نجوم على وتر خينتو و ديستيفنو و بوشكش و سانشيز
و بما رأينا من سمو نصبنا فوق اوربا كلها
مع المحقق هييرو و لاعب الخفة راوؤل و الأسطورة زيدان
تلك اللمسات و الهمسات التي كانت أسرع من الريح
و كان وقعها كالمطر و بها تفتحت زهور الربيع الملكي
و بلغة اليوم كانت متابعة الملكي " جو " !!



فريق يمنحك حق التفاؤل حد الهيمنة ..
فـ بأقدام رونالدو و أيادي كاسياس و العقل المدبر مورينهو
سيكتب التاريخ من جديد ليستمتع الجميع ..
و تهذي ألسنتهم بالقول القديم العالق في الأذهان " التاريخ يكرر نفسه " !

سنين مضت كنا نبني الآمال و نحن نعلم في قرارات القلوب ..
أن الفريق لا يتجاوز كونه فريقاً عادياً سيتنحى مع أول معركة قوية !
في ليالي نزف فيها الملوك كثيراً و نزفت معها دموع جماهيره حول الكرة الأرضيه الكثير
كل ضربة تلقاها الفريق كانت كصعقات الإنعاش الكهربائيه
تزيدك أملاً و تزيدك عشقاً و تهديك الجملة .. " التاريخ يكرر نفسه " و سنعود .

أما اليوم فنحن نبني الآمال على قاعده متينة تستحمل و تعي و تستوعب الغرور المدريدي
و لديها كامل القدرة على تحقيق الأحلام التي ما فتأت تراود الأذهان البيضاء

/