حينما انتهت حرب الخليج الأولى كنت لا أزال طفلا ً بدأ المشي
كان حينها صدام حسين بطل في عيون كل العرب والمسلمين , خصوصا ً وأنه تصدى لتصدير الثورة الخمينية إلى جزيرة العرب , طبعا ً بمساعدة أشقاءه العرب .

عندما انتهت حرب الخليج الثانية دخلت المدرسة
أصبح في ذلك الوقت صدام حسين الخائن الأول عربيا ً , وعار على العرب جميعا ً , رغم ماحدث خلال تلك الحرب من ملابسات وأحداث لا زالت بعض أسرارها لم تكشف إلى الآن .

حينما بدأت حرب الخليج الثالثة كنت خريجا ً ثانويا ً
انتهت تلك الحرب بمقتل أبناء صدام حسين , ومن ثم القبض عليه وتقديمه إلى العدالة !! انتهى الأمر بشنقه في عيد المسلمين الكبير , فكان صدام حسين وقتها بطلا ً شجاعا ً وشهيدا ً .

المشكلة يا عزيزتي أن نظرتنا تتغير بحسب الموقف , وقوة تأثير الإعلام , وأحيانا ً حسب الأهواء , لذلك لا يمكن أن نستمر على حال ِ واحد .

جونز روح أبل وقلبها لم أعرفه إلى حينما أعلن موته , ومايكل جاكسون الذي فتن به بعض فتيان العرب في العقد الأخير من القرن الماضي , كنت أسمع به من أبناء الحي ولا أعرفه إلا شكلا ً لذلك لم اتأثر بوفاتهما , ولا تعنيني أصلا ً .

معمر القذافي رغم بشاعة نهايته , إلا أنها نهاية مستحقة من وجهة نظري , فما فعلة بداية الثورة لوحده فقط يكفل له مثل تلك الميتة البشعة , ماذا لو أضيف لها أكثر من 41 عاما ً من الجور والظلم والإستبداد ؟!
لست مع الثوار والمجلس الإنتقالي في الإستعانة بالغرب للإمساك بالقذافي أو قتله , ولكن ضاقت بهم السبل ولم يجدوا بدا ً من ذلك , فأشقائهم العرب خذلوهم في بداية ثورتهم وأي خذلان كان !
معمر القذافي أظهر أمور كفرية كثيرة طوال مشواره الحافل بالمتناقضات , حتى أنه أنكر أحاديث المصطفى , وفسر بعض آيات القرآن حسب مزاجه وأهوائه , وأصدر كتابا ً كوميديا ً ليكون دستور البشرية عوضا ً كن قرآن كريم , لذلك لا أجد مبررا ً للترحم عليه وحسابه على الله .
من أحزنني مقتله فعلا ً هو صدام , لأسباب كثيرة , رغم محاولة تشويه صورته من الإعلام المضاد , يكفي أنه يحمل بين أضلعه قلبا ً لا يخشى ولا يهاب , ووقوفه بتلك الشجاعة عند شنقه لا أظن أن غير صدام يستطيع الوقوف بتلك الكيفية .

مبرر هو حزنك أختي محبة ما آل إليه حال البعض من شبابنا , واسأل الله أن يغير حالنا إلى غير هذا الحال .
ودمت ِ بخير