ذو العيون 60
بعد السلام على والدي أريد أن أوصيكم قبل أن أموت أني أسامح هذا الشاب الذي قتلني وأنا أخترت هذا الطريق بكامل حريتي من أجل أن أقابل الله فأقول سفكت دمي من أجل أن أنشر العقيدة الصحيحة
ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ثم قطع التميمة
فأغمضا عيسى وسليمان عيناهما خوفا من بشاعة المنظر
ولكن الهدوء ساد المكان ففتحا عيناهما ليعرفا ما حدث
فوجدا ذو قد أنزل السكين وهو يبتسم ويقول هكذا يكون المسلم
ثم قال ذو أنا لم أكن أضع هذه التميمة إيمانا بها وإنما إرضاء لجدتي فهي تعتقد أنه تنفع وتحمي من الشيطان
فقال مصعب لا ينبغي أن نتركها تبقى على ذلك
فقال ذو إذا تعال معي وأقنعها
بالفعل ذهب مصعب مع ذو إلى جدته فوجداها تجمع الحطب الذي قد كسرته فقال ذو عند هذه الصخرة سأنظر ما يمكنك فعله فأذهب وأقنعها
تقدم مصعب وسلم على أم جابر فنظرت له بشراسة وقالت قل ما عندك
فبدأ مصعب يثني عن سمعة أم جابر ويستدل بكلام أهل القرية عنها
فقالت أم جابر هل أنتهيت
فقال مصعب لا لم أبدأ بعد
فأنا جئت لأحذرك من فعل شنيع تفعليه قد يدخلك النار
فنظرت له بدهشة وقالت وما هذا الفعل الذي أفعله قد يدخلني النار
فقال مصعب هذه التميمة التي تضعيها على رقبتك
فغضبت أم جابر وقالت أنت شخص جاهل هذه تحتوي على أيات تحرصني من الشيطان وتحميني من المصائب
حاول مصعب بشتى الطرق وبلا فائدة وبدأت أم جابر تجمع الحطب فلما أنحنت لتلتقط الحطب الذي قد كسرته
سمعت صوت رصاصة وشعرت أنها مرت بجوارها وتأكد شعورها هذا لما سقطت التميمة على الأرض
نظرت أم جابر لجهة الصوت ورأت ذو ينظف مسدسه فعرفت أن لا أحد يمكنه فعل ذلك غير ذو
فقال ذو ياجدتي تقولين أنك تلبسينها لتحميك وهي لم تحمي نفسها
فقالت ام جابر ألم تجد طريقة أخرى لتقول هذا الكلام دون أن تطلق علي رصاصة
فقال ذو أردتك يا جدتي أن تري ذلك بعينك
فضحكت الجدة وقالت بالفعل رأيت ذلك بعيني ولن أضع تميمة على رقبتي ما حييت
وكان مصعب يقف مندهشا مما رآه فكيف لو أصابت الطلقة جدته فلما ذهبت عنه الدهشة بدأ يوبخ ذو ويقول لا يجوز فعلك ذلك فأنت قد تقتل مسلما
فأمسك ذو بيد مصعب وبدأ يمشي به في أرجاء القرية وكان المسدس بجيبه فأخرجه وبدأ يعدد ميزاته ثم قال أن أردت أن تشتريه فسوف أبيعك أياه برأس ماله
فقال مصعب من أين أتيت به
فقال ذو عن طريق التهريب
فبدأ مصعب يعظ ذو ويقول لا يجوز ذلك وذو ساكت لا يجيب
فلما اطال مصعب موعظته
قاطعه ذو وقال؟ |