| ذو العيون 55
اندهش ذو من ملامح وجه البارود الذي ظل مبتسم مع الألم الذي يجده بل وظل ممسك بالسيف فبدأ ذو يشد بقبضته على معصم البارود بكل قوته وبقي البارود مبتسم وممسك بالسيف إلى أن كسر معصمه ولم يتوقف البارود من أظهار أبتسامته فغضب ذو وقال لماذا تبتسم
فقال البارود أنا أعرف أباك جابر وفي ذات مرة قابلته وكان معي رجل من قريتي فمر من جوارنا كعادته لا يحترم أحد وكان بيده حمامة قد نتف ريشها وكان يأكلها وهي لا زالت حية فقال الرجل الذي معي لن يأتي أحدا مثل هذا الرجل فلا يوجد في قلبه رحمة
فقلت له بلى أن رزق بطفل فسيكون هذا الطفل أشد منه
وبالفعل منذ أن بدأت القتال وأنا أنظر لعيناك التي تقدح شرر ولم أرى عليها أي أثار شفقة على خصومك الذين يقعون على الأرض يتألمون
نظر ذو للبارود وقال أنت حتى الآن لم ترى قسوة قلبي فكل ما ترآه رجل يدافع عن نفسه
فأنتم من أجبرتوني على فعل ذلك
ولكن دعني أظهر لك اعجابي بك على قوة صبرك وتحملك للألم فأبتسامتك هزمت شيء في داخلي
أنا سوف أترك يدك اليسرى بعد أن كسرتها وأعرف أنك تستطيع أن تحمل السيف بيدك اليمين وتستطيع أن تضربني به لكني متأكد أنك لن تفعل ذلك لأني سأدير لك ظهري
وبالفعل بدأ ذو يمشي وكان عازما على أن يخرج من ساحة القتال
لكن العجوز أم مشعل بدأت تصرخ وتقول أين ستهرب من أبني مشعل فسيثأر اليوم لأخيه
ثم بدأت العجوز تدفع ابنها لساحة القتال وبدأ مشعل يمشي ورجلاه ترتجفان فما رآه لم يكن حلم بل حقيقة
نظر ذو لخصمة فشعر أنه عار عليه أن يقاتل مثل هذا الغلام فأراد الخروج من ساحة القتال فوقف الشيخ فرحان وقال أن هرب ذو من مواجهة مشعل سيعتبر أتفاقنا باطل
غضب ذو أشد الغضب ثم اندفع بكل قوته إلى مشعل الكل توقع أنها نهاية مشعل لكن ذو وقف أمام مشعل وبدأ يخاطبه بصوت خافت قال فيه سوف انفث الهواء من فمي فإن لم تسقط كالميت فسأجعلك بالفعل ميت
وبالفعل نفث ذو الهواء من فمه ومن شدة خوف مشعل سقط مغشيا عليه
امسك الشيخ جبران بيد الشيخ فرحان وقال الرجال تفي بعهودها فنظر الشيخ فرحان للشيخ جبران وقال بل نريدك أن تجيرنا منه فهذا ليس إلا كما وصفه مسننا مارد من مردة الجن
رجع كل إلى قريته وأقترب مشبب من ذو وبارك له ثم بدأ يتحدث معه أنه يحتاج شريك يمتلك نفس ما يمتلكه ذو فنظر ذو إلى مشبب قد أخبرتك أني لن أنضم اليك
فأبتسم مشبب وقال أتعرف لما جعلك أهل القرية تخوض هذا التحدي لوحدك
فنظر ذو إلى مشبب بنظرات حادة وسأله لماذا
فقال مشبب ؟ |