ذو العيون 29
فقال الشيخ معيض للسيف دعنا نذهب لأم جابر فهي الآن في وضع لا تحسد عليه
فلما وصلا لبيتها وجداها جالسة أمام باب بيتها والحزن والضيق والكأبة واضحة على وجهها
فبدأ الشيخ معيض يحاول أن يخفف عليها ويقول أعتبريني أخاك وأعتبري السيف بمثابة إبنك والحياة لا تصفو من الأكدار
فقالت أم جابر أتذكر ياشيخ معيض ما قلته عني بأني لو كنت رجل لكان جابر رحمة بالنسبة لي
فأنا أعتقد أنك أخطأت ياشيخ معيض فلو كنت رجلا لما توالدت الوحوش ولأنقرضت لكن كوني إمراة زاد الأمر سوء فلقد صدقت يا شيخ معيض فيما وصفتني به
فقال السيف ما هذا الكلام يا أم جابر فالشيخ معيض قال ذلك الكلام وهو في حالة غضب
والشيخ معيض ساكت لأنه أحس أنه جرح أم جابر بكلام أشد من وقع الحسام
فأستأذن الشيخ معيض وتبعه السيف وقال ما بك فقال الشيخ معيض احس أني كلما احاول مساعدة أم جابر أزيد في معاناتها
فقال السيف أتركك من وسوسة الشيطان ودعنا نذهب لعبدالرزاق لنرى ما الذي يريده
فلما وصلا لبيت عبدالرزاق ورحب بهما وقام بضيافتهما وكان أقارب عبدالرزاق قد حضرو بما فيهما ولديه مشبب ونمر
فبدأ الشيخ معيض يتأسف على ما حدث وإن الأقدار مكتوبة لا يمكن ردها ونحن جئنا لك لنعرف ما يرضيك في دم أخوك وإبنه فأنا أعتبر نفسي السبب فيما حدث
فقال عبدالرزاق أما منك فلا ولو كان قتل أم جابر يشفي غليلي لقتلتها ولو كان إبنها حسن كفو لقتلته بدلا من أسامة ولكن ما يقول الناس قتل خروفا ليثأر لأسد
فليس أمامي سوى رأس ذو
فقال السيف يا عبدالرزاق أنت تعرف أنه لا زال طفل والقاضي سيسقط الحكم عنه
فقام نمر وقال ومن قال لكما أننا نريد أن نأخذ حقنا من القاضي فنحن سنقطع رأسه بأيدينا
فغضب الشيخ معيض وقال أسكت إبنك يا عبدالرزاق فقال عبدالرزاق لقد قال نمر ما كنت أريد أن أقوله
فقام الشيخ معيض ولما مر بجوار نمر وقف ونظر له وقال أسمع يا نمر أن عاد ذو لهذه القرية فلن يعود إلا بعد عشر سنين
فقال نمر ولو بعد ألف سنة فسوف أقتله
فأبتسم الشيخ معيض وقال دعني أكمل كلامي ولا تقاطعني
فإن ذو سيعود وقد أشتد عظمه فإن كنت تستمع لنصيحتي أن عاد ذو فأنجوا بحياتك
فقال عبدالرزاق أتهدد إبني وفي بيتي
قال الشيخ معيض أنا لا أهدده بل أخبره بالحقيقة
ثم أنصرف الشيخ معيض و تبعه السيف
فقال السيف ما الذي نستطيع أن نفعله لذو
فقال الشيخ معيض كل ما علينا فعله هو نسيان ذو وهم سينسوه مع تتابع السنين
بالطبع نقل ذو إلى مدينة بعيدة شيئا ما من قريته
وحكم القاضي بعد أن أطلع على قضية ذو أن يبقى في الأحداث لعدة سنوات منها يحاولون أصلاحه وكذلك ليحمونه من ذوي أهل المقتول وتم تحويله إلى الأحداث مع توصيات مشددة وبالفعل نقله الضابط نواف مع أفراده ولما وصل مركز الأحداث أمسك بيد ذو وأستأذن على مدير مركز الأحداث الذي كان أسمه الدكتور مازن
فلما دخلا المكتب رأى خلف هذا المدير أدراج ذات واجهه زجاجية كان معلق فيها شهاداته وكذلك بعض الجوائز التي حققها المركز ولكن ما لفت نظر الضابط نواف أن هناك فردة حذاء كانت تتوسط الشهادات
فسأله لما هذه الحذاء موجودة هنا فقال مازن هذه الحذاء أسترجعت لي كرامتي
سكت الملازم نواف مندهش مما سمعه
بينما ذو هز رأسه وهو يقول في نفسه ستبدأ المشاكل بيني وبين هذا المدير الذي يتضح أنه معتوه فكيف يضع فردة حذاء بين شهاداته |