ذو العيون28
كان جابر ينتظر منيته ثم قال لصديقه أسامة سيموت الكثيرون على يد هذا الفتى يقصد ذو
نظر أسامة إلى جابر بإستغراب فضحك جابر وقال لا تستغرب فسبب موت هؤلاء هو سبب موتك
فقال أسامة وما هو هذا السبب
فقال جابر لأنكم لم تعرفوا ذو حق المعرفة
سأقول لك كلاما لم أفصح لأحد غيرك به
منذ أن رأيت ذو لأول مرة وهو لا يزال رضيع شعرت من عيناه أنه سيكون قاتلي لأنه مهما طال في عمر الظالم إلا سيأتي اليوم الذي يتحاسب فيه
دخل الشيخ معيض مجلسه كالعادة ليشرب القهوة ويتسلى بالحديث مع من يأتي وبالفعل جاء السيف الذي دوما يتواجد مع الشيخ فألتفت السيف ورأى الرصاصات الناقصة في الحزام
فسأل الشيخ هل كنت تقنص
فأستغرب الشيخ معيض السؤال وقال لما
فقال السيف أرى رصاصات ناقصة في الحزام
فصرخ الشيخ أنه عيسى
فقال السيف أمتأكد أنت
فقال الشيخ لقد شككت فيه فلقد قابلته عند باب المجلس وهو خائف
فقال السيف دعنا نذهب له للمدرسة قبل أن يؤذي نفسه أو يؤذي بها غيره
فلما وصلا المدرسة وجيء بعيسى لغرفة المدير وسأله السيف ووعده أن يكون في امان أن أخبرهم أين الرصاصات
فقال عيسى ألح علي ذو أن أجلب له طلقات من حزام أبي فأخذته وأعطيته
فعرف السيف أنه أن لم يسبق ذو فستسفك الدماء
فسأل عنه فأخبرهم عيسى أن أسامة جاء وأخذه
طبعا وصل ذو البيت وفتح الصندوق الذي خبأ فيه المسدس ثم نزع التميمة التي كان يلبسها ووضعها في الصندوق فهو كان يلبسها كتذكار من جدته لكنه الآن يجب أن يأخد بالثار
وبالفعل وضع الرصاصات بالمسدس وأنطلق وهو خارج من البيت قابلته جدته التي كانت في الحضيرة
فرأت المسدس فحاولت أن تمسكه لكن ذو دفعها فسقطت وبدأت تصرخ بأعلى صوتها
و ذو يركض فشعرت أم جابر أن ذو ذاهب لقتل أباه فبدأت تمشي بكل جهدها وتصرخ لعل أحد يسمعها وبالفعل سمعها الشيخ معيض والسيف اللذان خرجا من المدرسة فبدأ الشيخ يركض لجهة صوت أم جابر ويقول عونك أم جابر
فنزلت أم جابر عند أرجل الشيخ وهي تنخاه أن يلحق بذو قبل أن يقتل أباه
حين سمع الشيخ ذلك تذكر رصاصه الذي أعطاه إبنه لذو وشعر أن ذو لو قتل جابر أنه سيكون شريكا في جريمته
فبدأ يركض ركضا عجز السيف أن يلحق به
لكن ذو كان كالريح العاصف
فلما رأى جابر إبنه قال لأسامة قد جاء الموت
شعر أسامة أن كلام جابر صدق فقال لإبنه هياا أركض
لكنه لم يستدر إلا والرصاصة تخترق رأسه فلما رأى زيد أباه والدماء تخرج من رأسه تيبست رجلاه ولكنها لم تدم طويلا لأن الطلقة الثانية جاءت بين عينيه
وجابر ينظر لصديقه وإبنه قد لطخا بدمائهما ثم نظر لذو وهو يبتسم ويقول حان دوري
فصوب ذو على كتفه الأيمن وقال هذه من أجل أمي المها
ثم صوب طلقة آخرى في كتفه الأيسر وقال هذه من أجل أمي البركه
جثى جابر على ركبتيه وهو يبتسم ويقول أرح ذبيحتك أرح ذبيحتك شعر ذو أن نظرات أباه نظرات حب صادقة فبدأ يتردد
فقال جابر أن كنت رجلا حقا أوف بكلمتك ولا تترك رجل صفع وجهك دون قتلته
فصوب ذو بين عيني أباه
والشيخ معيض يصرخ بأعلى صوته لا لا ياذو لا تطلق
لكن ذو لم يأبه فأطلق الرصاصة وهو يصرخ ويقول هذا من أجلي أنا
سقط جابر أمام أنظار ذو شعر ذو أنه أستيقظ من حلم لكن هذا لم يكن حلم بل حقيقة أبشع من أشد الكوابيس رعبا
وصل الشيخ معيض ثم نزل على ركبتيه وأمسك على رأسه
فلما وصل السيف أخذ المسدس من يد ذو ثم قال للشيخ معيض تعال معي لنذهب بذو إلى مركز الشرطة قبل أن يرى عبدالرزاق أخوه وإبن أخوه مقتولان فتزداد الأمور سوء
وبالفعل ذهبا الشيخ و السيف بذو للشرطة
وأنتشر الخبر فبدأ عبدالرزاق وإبنيه وقرابته يركضان للمكان الذي قيل لهم أن ذو قتل فيه أخيه وأبن أخيه فلما وصلوا وجدوا أم جابر جاثية على ركبتيها بجوار جابر الذي كان مشخص بصره للسماء فشعر عبدالرزاق بالخوف من جابر وقال لمن معه هل مات جابر حقا فقالوا إلا ترى لكن عبدالرزاق كان يخشى أن يقوم جابر فبدأ يتنحى قليلا ثم قال والله لو لم تكوني مجرد عجوز خرفاء لقتلتك ولكن اليوم أبكي هذا الكلب وأشار لجابر وغدا ستبكين على جروه
نظرت أم جابر لعبدالرزاق وظلت صامته
فحمل عبدالرزاق ومن معه أخوه وإبن أخوه وتركوا أم جابر مع جابر الذي أصبح جسدا بلا روح
حاولت أم جابر أن تسحب إبنها لكنها عجزت فجلست بجواره تبكي
بقي الشيخ معيض والسيف في مركز الشرطة حتى يحميا ذو من أي تهور قد يفعله عبدالرزاق أو أحد قرابته وبالفعل جلسا يوم كامل معه وفي صباح اليوم التالي أركبا ذو سيارة الشرطة لتأخذه للأحداث في أقرب مدينة وكانت تبعد عن القرية بمسافة بعيدة
ثم ذهبا الشيخ معيض والسيف إلى بيت عبدالرزاق ليعزياه ثم أنصرفا لكي يعزون لأم جابر فلما ذهبا لم يجداها في بيتها
فقال السيف هل يعقل
ففهم الشيخ ما يقصده السيف وقال لا لا لا يمكن
فقال السيف دعنا نرى فلما وصلا صعق الشيخ معيض مما رأى فأم جابر جالسة ورأس جابر في حضنها وقد أصبحت عيناه حمرا بل وريحت جثة جابر أصبحت تعج في المكان
فقال الشيخ معيض للسيف أجمع لي رجال القبيلة
وبالفعل أجتمعوا وكان الشيخ معيض يجلس بقرب جثة جابر
وبقي صامتا والرجال مجتمعون وقد تأذوا من ريحة جثة جابر فقالوا مه ياشيخ
فبدأ الشيخ يمرغ وجهه بالتراب فأنطلق السيف يريد أن يرفعه لكنه صرخ وقال دعني أمرغ هذا الوجه فبئست شيختي على رجال الغراب أفضل منهم
عرف الرجال ما يقصد الشيخ فنزلوا جميعا وقالوا شاهت وجوهنا وأسودت و فعلوا كما فعل الشيخ بنفسه كعقوبة لهم على تركهم أم جابر بجوار إبنها الميت دون دفنه
فقال السيف ليس هذا وقت للندم قوموا لنغسل جابر ونصلي عليه وندفنه وبالفعل حملوا جابر وغسلوه وكفنوه وأتوا به للمسجد فخرج الشيخ محمود وقال ما الأمر فقال الشيخ معيض ذو قتل أباه
فجع الشيخ محمود ثم بدأ يصرخ بل نحن من قتلناه نحن من قتلناه
ثم صلوا على جابر ثم دفنوه
ثم أصبح الشيخ محمود يعيش حالة نفسية سيئة
فذهب للشيخ معيض وسأله عن ذو فأخبره أن الشرطة حولته للأحداث حتى يرى القاضي ما يحكم
فقال الشيخ محمود يجب أن يعاقبنا القاضي فنحن من نستحق العقوبة وليس ذو
ثم قال للشيخ معيض أنا غدا ساسافر من هذه القرية
فقال الشيخ معيض لما
فقال الشيخ محمود كلمات ذو أصبحت تأتيني كل يوم حين عاتبني لما أوقفت تدريسه فقال أن كان الخير سيجعلني ضعيفا والشر يجعلني قوي فإني سأختار أن أكون مع الأشرار فبئسا الخير الضعيف
ولو كنت وقفت مع ذو ضد أبيه لما صار ما صار فأنا أشعر أن سكوتي كان السبب في أن يقتل ذو أبوه
فقال الشيخ معيض بل قل بسببي أنا
وكان السيف بجواره فهمس بإذن الشيخ معيض وقال أنا قلت للشرطة أننا جئنا ولم نرى سلاحا بيد ذو
وأنت تعرف أني خبأته فليس من الفائدة أن يعثروا على المسدس فإن عثروا عليه فقد يأتي لنا بمشاكل نحن في غنى عنها
فقال الشيخ محمود أنا سوف أنصرف لتأخذا راحتكما في الكلام فأنا أردت فقط أن أبلغكما بسفري
فشعر السيف أن الشيخ محمود فهم من همسه للشيخ معيض كلام أخر
فأقسم السيف أن يجلس وأخبراه بما همس بإذن الشيخ معيض ثم قال أريدك ان تكتم الموضوع
فقال الشيخ محمود أنا سأرحل غدا فلا تخشى مني فلن أبوح لأحد
ولقد علمت مهدي كما أتفقنا في البدايه فمهدي الآن أصبح قادرا أن يحل مكاني فهو الآن حافظ القرآن
فما كانا من السيف والشيخ معيض إلا أن ودعاه |