ذو العيون26
ذهب ذو إلى بيت جدته وبعد نصف ساعة أستفاق أسامة فلم يجد جابر ولا إبنه ولا الحقيبتان فخشي أسامة أن جابر قد خانه فخرج مسرعا فرأى جابر واقف بجوار نارا قد خمدت فأقترب منه
وقال ما بك
فنظر له جابر وقال ألا ترى
فنظر أسامة وقال بتعتعة هل هذه الحقيبتان
فقال جابر نعم
فقال أسامة من فعل ذلك
فأجاب جابر أنه ذو
فقال أسامة هل ضاع كل شيء
فقال جابر نعم ولا تستغرب فهكذا هو الحرام يأتي بسرعة وينتهي بسرعة ثم مشى
بينما ظل أسامة واقف يتأمل النار التي أخمدت كل أحلامه بالثراء
فخرج مشبب من الغرفة ورأى عمه أسامة واقف فذهب إليه فرأى أثار الحقيبتان فقال إذا فعلها ذو
قال أسامة وكيف عرفت
قال مشبب عرفت ذلك من نظراته الطويلة إلى الحقيبتان
ثم قال مشبب ما رأيك يا عم أن نترك العمل مع جابر وإبنه فأنا أمتلك سبعين الف رفض جابر أن يقبلها لما أردت أن أكون شريكا في هذه الصفقة
فإن أستغليناها سنجني أموال كثيرة
نظر أسامة إلى مشبب ثم قال أريدك أن تنسى هذا الطريق للأبد وإن عرفت أنك أردت فقط أن تفكر أن تعود سأبلغ أباك فإن لم يردعك فسوف أبلغ الشرطة هل سمعت ما أقول
قال مشبب نعم
فقال أسامة إذا أذهب من هنا ولا تعود له ثانية وساعد أباك هذا أفضل لك
بدأ جابر يفكر بأكثر شيء يمكنه ان يسبب لذو الحزن إن فقده
وأيضا ذو أصبح يفكر ويريد معرفة ما يدور في عقل أبوه
ومرت بضع أيام فشعر ذو ولأول مرة أن أباه أصبح ممن يقول ما لا يفعله
ومع الصباح الباكر أخذ ذو حقيبته وذهب للمدرسة
وبعد صلاة الظهر مباشرة جاء جابر إلى بيت أمه وبدأ يناديها فخرجت أمه وقالت ما بك
فقال جابر زوجة السيف وقعت من على السلم وهو الآن في المركز الصحي وتحتاج لمتبرعين بالدم
ولكنهم لم يجدوا فصيلتها فأذهبي إليهم ليروا فصيلتك لعل فصيلتك تناسبها فتساعديها
فبدأت أم جابر تمشي بسرعة وهي بالطريق قابلت الشيخ معيض ولكنها مشت بجواره دون أن تسلم عليه بل لم تجبه وهو يسألها ما بك تمشين مسرعة
وبينما أم جابر تمشي قابلت السيف ومعه إبنه و ذو فأقبلت عليه وهي تقول سلامات لزوجتك
فقال السيف وما بها زوجتي
قالت أم جابر ألم تقع من على السلم
فقال السيف ما بك يا أم جابر من قال لك هذا الكلام
فعرفت أم جابر أن جابر كذب عليها فقالت يبدوا أني صدقت الحلم الذي حلمت به
ثم أعتذرت وقالت لذو هيا بنا
فسألها ذو ما بك يا جدة فقالت جاء إلي أبوك وأخبرني أن زوجة السيف سقطت وتحتاج مساعدة
شعر ذو أن أباه فعل ذلك ليدبر أمرا ما
فبدأ ذو يركض وجدته تتبعه وتسأله ما بك
ولما وصل ذو إلى البيت رأى أبوه واقف وبيده سكين قد لطخت بالدم وقد قطع رأس الناقة البركة ووضعه على صخرة
لما رأى ذو ذلك بدأ يصرخ صرخات غضب
فأبتسم جابر وقال قد قلت لك لا تعبث معي |