ذو العيون 24
وفي المساء أجتمع جابر وإبنه بإسامة وإبنه
وقال أسامة قد ضعت يا جابر فقد قطع عبدالرزاق عني مصروفي
فضحك جابر وقال هل أنت طفل يصرف عليك أخوك
أنت لك نصف ما يملك فهذا حقك في ورث أبيك
فقال أسامة قد تنازلت قديما على أن تكتب كل أملاكي بإسم أخي عبدالرزاق
فقال جابر لا عليك لدي مهنة لك ولإبنك ولذو
فقال جابر تهريب المخدرات
فقال ذو المخدرات لا لكن الأسلحة نعم
فرح جابر لما سمع ما قاله إبنه فلأول مرة يقدم ذو تنازلات
وبالفعل بدأ جابر وجماعته بتهريب المسدسات بأحجامها وأيضا الرشاشات والبنادق
وبدأت بعض الأرباح تصل إليهم وفي أحد الصفقات التي قاما بها في التهريب
جمع جابر أسامة وإبنه وزيد وأيضا ذو وقال لهم قد جمعنا ما يقارب خمسين الف
عشرون لي وعشرون لأسامة
وخمسة الاف لزيد ومثلها لذو فقال ذو أنا لا أريد مالا بل أريد مسدس ربع
فنظر جابر بدهشة وقال وما الذي ستفعله به
قال ذو سوف أحاول أن أبيعه بسعر مرتفع
هز جابر رأسه وقال كم تريد أن أعطيك
فقال ذو لست أقبل الشفقة وأحب أن اجعل جبيني يعرق في تحصيل ما تشتهيه نفسي
فأبتسم جابر وقال خذ مسدسك
فأخذه ذو ولكنه ظل واقف فقال جابر ماذا تنتظر قال ذو الطلقات
فمن البديهي أن يطلب من يشتريه أن يجربه
فقال جابر وأيضا أنت من البديهي انه لن يجرب مسدس جديد
شعر ذو أن جابر لن يعطيه أي طلقه
فذهب ذو للبيت فرأته جدته ورأت المسدس ولكن ذو دخل لغرفته بسرعة وبدأت جدته تطرق عليه الباب لكن دون جدوى بعد أن خبأ المسدس أخذ ما كان يضع فيه المسدس وأخذه معه ليوهم جدته أنه أخذ المسدس معه
وكانت جدته جالسة على كرسي قريب من باب ذو فلما فتح ذو الباب بدأ يزيد سرعته فقامت جدته تناديه وتسأله من أين لك المسدس لكن ذو لم يجيب جدته وخرج من البيت
بالطبع كان جابر جالس وهو سارح الفكر فسأله أسامة ما بك
قال جابر إني أخشى من ذو فهو لم يطلب المسدس إلا لأمر ما
فقال أسامة وهو يضحك ويقول أعتقد أنه أخذه ليقتل به الأشرار
فنظر جابر لأسامة وقال قد تكون مازحا ولكنها الحقيقة
فزاد أسامة من ضحكته وقال ما بك يا جابر لم أعهدك تخاف من أحد حتى تخاف من طفل صغير
ولكن أنا سأحل لك المشكلة
فقال جابر كيف
قال أسامة سأجعل إبنك من الأشرار فبذلك سيقتل بمسدسه الأخيار
فقال جابر هل تهزأ بي
فقال أسامة لا أنا اليوم سأجعل إبنك يشرب كأس خمر
فقال جابر وكيف ستفعل ذلك
قال أسامة أريد أن تختبي خارج الغرفة وحين يأتي ذو سأقدم له كأسا من الخمر وحينما لا يراك سيشربه ليجربه لكنه حين يراك يمنتنع
فقال جابر أنت لا تعرف ذو يا أسامة
قال أسامة دع الأمر لي وحسب
فقال جابر بشرط أن تتحمل ردة فعل ذو مهما كانت
فقال أسامة وهو كذلك
وبالفعل اختبأ جابر خلف الغرفة وهو ينظر من فتحة صغيرة ما سيحدث
وما لبث أسامة طويلا إلا و ذو يطرق الباب
ففتح أسامة لذو ورحب به
فنظر ذو وقال أين أبي
فقال أسامة اجلس ياذو أبوك سيأتي
ثم أخذ أسامة كوبا قد صب فيه خمرا وقال خذ يا ذو وجرب أن تنسى الدنيا وهمومها
فأمسك ذو بالكوب
فشعر أسامة أنه نجح لكن نجاحه لم يلبث طويلا حتى شعر بالخمر قد أنسكب في وجه
وبدأ يسمع ذو وهو يسبه ويذمه ويصفه بالسكير المنحط
تظاهر أسامة بالهدوء مع أن قلبه يغلي حقدا على ما فعله ذو
ولكنه قد أعطى جابر وعد بأن يتحمل كل ما يصدر من ذو
ومع مرور الأيام بدأت تظهر في الأفق بعض الدلائل عن تغيرات قادمة
حيث قارب العام الدراسي على الإنتهاء فخشيت أم جابر أن غياب ذو المتكرر سيحول دون نجاحه
فذهبت إلى الشيخ معيض وقالت عندي موضوعان عن ذو أريد مساعدتك فيهما
فقال الشيخ معيض إذا كان بيدي أستطاعة فلك ذلك
فقالت أم جابر أريدك أن تذهب للمدرسة وتخبر معلم ذو عن ظروف ذو القاسية لعله يتعاون معنا فينجحه
قال الشيخ معيض الأولى مقدورا عليها
والثانية
فقالت أم جابر أصبح ذو يساعد أباه في تهريب الأسلحة فلقد شاهدت معه مسدس فبقيت أسأله من أين جاء به حتى قال لي الصدق
وأنا أريدك أن تنصحه لعله يترك التهريب
فقال الشيخ معيض هل ذو يفعل ذلك بإرادته أو مكرها
فقالت بل بإرادته
فقال الشيخ معيض وهل إذا أقنعنا ذو أن يترك تهريب الأسلحة فهل يستطيع أن يتركها أقصد هل جابر سيتركه يفعل ما يشاء
فقالت أم جابر أن رفض ذو أن يساعد أباه في تهريب الأسلحة وأراد جابر أن يجبره فأنا سوف أمنعه
فقال الشيخ معيض غدا أذهب للمدرسة
وبالفعل ذهب الشيخ معيض للمدرسة وقابل المدير وشرح له ظروف ذو فطلب المدير المعلم الذي يدرس ذو
وبدأ الشيخ معيض يقول للمعلم أن ذو ولد طيب وأن ذو ولد شاطر والمعلم مندهش وصامت
ثم قال المعلم ليس عندي طالب اسمه ذو
فقال المدير أنه يقصد خالد جابر
فقال المعلم وأين هو لم أعد آراه يحضر فقال الشيخ معيض من أجل ذلك جئت لكي أشرح لك ظروفه
ثم قال المعلم وما الذي تريده مني
قال الشيخ معيض أن تتعاطف مع ذو وتتجاوز عن غيابه وتجعله يرافق زملائه إلى الصف الرابع
فقال المعلم من الظلم أن ينتقل ذو إلى الرابع بل الواجب أنه ينتقل إلى الجامعة مباشرة
فقال الشيخ معيض أفهم من كلامك أنك سوف تنجحه
فقال المعلم بلا شك
خرج الشيخ معيض وهو مسرور بما سمع وذهب لبيت أم جابر فأخبرها بما سمع
ففرحت أم جابر وقالت بقي ياشيخ أن تقنعه أن لا يساعد أباه على التهريب
فقال الشيخ معيض أحتاج مساعدتك فأنا سوف أذهب الآن إلى كلا من السيف و الشيخ محمود وأطلب منهما أن يأتيا معي مساءا إلى هنا
بينما عليك أن تبقي ذو معك في البيت
فنحن سنأتي فإن رأينا النور الذي بالباب مضاء سننتظر حيث نعلم أن جابر لا زال في البيت
فأن أنطفأت حينها نعلم أن جابر قد غادر
فهزت أم جابر رأسها وقالت بإذن الله تسير الامور كما خططت لها
ولما أظلمت السماء أراد جابر كالعادة أن يصطحب ذو معه إلى الغرفة ليتسامر معه وبذلك يكن تحت عينه
لكن أم جابر تظاهرت بالتعب وأبت أن يأخذ جابر ذو بحجة أنها متعبه وتحتاج من يساعدها
فقال جابر ما دمتي مريضة فسنبقى معا نعتني بك
فتلعثمت أم جابر في الكلام ثم قالت لا لا أريدك أن تبقى هنا فأنت سبب مرضي هيا هيا أذهب لصاحبك
أحس جابر أن أمه تدبر لأمر فخرج جابر من البيت
بينما كان ذو صامتت وبعد أن مر أكثر من عشر دقائق من ذهاب جابر ذهبت أم جابر وأطفأت النور الخارجي
فضحك ذو وقال وهل هذه العلامة المتفق عليها
ليس أبي غبيا لهذه الدرجة فهو يعرف أنك تدبرين لأمر
ولم ينهي ذو كلامه إلا والباب يطرق
ففتحت أم جابر الباب فدخل الشيخ معيض والسيف والشيخ محمود
وكان ذو جالسا فسلموا عليه لكن ذو لم يأبه لهم
فشعر الشيخ معيض ومن معه أن أخلاق ذو قد تغيرت كثيرا
فقال الشيخ معيض أنا أعرف أنك غاضبا منا لأننا تركناك
فقال ذو إذا تقرون بخطئكم
بأنكم تركتموني لوحدي مع رجل فاسد مجرم لا يحرم حرام ولا يخشى الله ثم تريدون مني أصبح رجل صالح
فقال السيف ماذا كنت تريد منا أن نقتل أبيك
فقال ذو نعم أقتلوه أن لم يستقم
فقال الشيخ محمود نحن لم نأتي لنتناقش في هذا الموضوع بل جئنا نعاتبك
فما عرفناه أنك أصبحت تساعد أباك في تهريب الأسلحة وأنت بذلك تقحم نفسك في الحرام
نظر ذو إلى الشيخ محمود وقال له وما رأيك في الذي يسكت عن الحق
سكت الشيخ محمود
فضحك ذو وقال نعم أبي شيطان وكل اهل القرية يعلمون ذلك
لكن أهل القرية لا يعلمون أنكم شياطين خرساء
ثم خرج ذو من البيت |