مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #10  
قديم 27/09/2011, 02:05 PM
خياال الخيال خياال الخيال غير متواجد حالياً
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 24/10/2008
مشاركات: 697
ذو العيون22
وفي صباح اليوم التالي أستيقظ جابر مبكرا ولكنه لم يجد ولده موجود في البيت فلما سأل أمه قالت ذهب للمدرسة
فذهب جابر للمدرسة فسأل عن ولده فدلوه على الفصل فلما طرق باب الصف وفتح المعلم الباب طلب جابر من المعلم أن يسمح لذو أن يذهب معه
فقال المعلم هل أنت أبوه فقال جابر نعم
فبدأ المعلم يثني على ذو وعلى عبقريته
ولكن جابر قاطعه وقال أنا مستعجل وأمور ولدي في المدرسة لا تهمني
كل ما يهمني أن يصبح ولدي رجل بما تعنيه الكلمة
ثم نظر جابر لولده وقال أترك حقيبتك عند أحد أصدقائك
وبالفعل ترك ذو حقيبته وخرج مع أبيه
وقال جابر لإبنه ألم أقل لك أننا غدا سنذهب
قال ذو كنت أحسبك تقصد بعد صلاة العصر
فضحك جابر وقال إن هذا المشوار سيكون أطول مشوار في حياتك
وبدأ جابر وإبنه يخرجان من القرية ويصعدان من جبل وينزلان آخر
حتى وصلا إلى جبل مرتفع جدا له قمة من المستحيل تسلقها
فلما بدأ يتسلقان الجبل
قال جابر لإبنه هل تعرف اسم هذا الجبل
فقال ذو لا
فقال جابر يسموه أهل قريتنا جبل الخرافة
أتعرف لما يسموه بهذا الإسم قال ذو لا
فقال جابر لأنهم يعتقدون أنه من الخرافة أن يستطيع أحد أن يتسلقه
أما أنا أسميه جبل الشجعان أتعرف لماذا
فقال ذو لماذا
فقال جابر لأن قمة هذا الجبل لا تسمح لأي جبان أن يتسلقه فحين يصل رجل جبان إلى نصف هذا الجبل ويرى وعورة الصعود فهو يعلم تماما أن السقوط من أعلى الجبل يعني الموت فيتراجع من حيث أتي
فلما وصلا جابر وإبنه إلى الأماكن الوعرة
نظر جابر إلى إبنه وقال أجبان أنت فنرجع أو شجاع أنت فنمضي قدما
فقال ذو لو كان الموت ينتظرني في أعلى الجبل فسوف أصعده
فأمسك جابر بالتميمة التي كان ذو يضعها على رقبته
ثم قال أعرف أن جدتك من أعطتك هذا
واتعجب منك كيف تصدق كلام عجوز جاهلة فهذه التمائم لن تنفعك ولن ترد الضر عنك
بل هاتان وأشار إلى يديه هما اللتان سترد عنك الضر وتجلب لك النفع
فقال ذو أنا أعلم أن هذه التمائم لا تنفع ولا وتضر وأعلم أن جدتي جاهلة وأعلم أيضا أنك أجهل منها
فإن يداك لن ترد ضر ولا تجلب نفع وإنما الله وحده هو الذي إن شاء ضرك وإن شاء نفعك
فنظر جابر إلى إبنه بإستغراب وقال ما دمت لا تؤمن بها فلما تضعها في رقبتك
فقال ذو من أجل أن أريح قلب جدتي
وبدأ جابر بالصعود وإبنه خلفه
وجابر مسرور وهو يقول ما أجمل أن تصعد قمة وتشعر أن الموت يحيط بك من كل مكان
فقال ذو لا أعتقد أنك ستكون مسرورا أن ضمك الموت الذي يحيط بك
فلما وصلا القمة شعر ذو أن حياته ردت من جديد وقال في نفسه أن هذا الرجل ويقصد أبوه يملك من الشجاعة عشر ما أمتلكه
ثم بدأ جابر يصرخ بأعلى صوته ويقول اااااه
وذو يناظر له بتعجب فلما سكت جابر قال ذو ما الذي حملك على فعل هذا
فقال جابر سأخبرك بشيء لم أقله لأحد غيرك إني في أغلب الأحيان أشعر بضيقة تكاد تقتلني وأنا أعرف أنك ستقول أنها المعاصي ولكن رجل مثلي سلك طريقا لا يمكنه الرجوع منه فإن صراخي هذا يخفف شيء من الضيق هنا
ثم أشار جابر وقال لإبنه أنظر لذلك الجبل فقال ذو أتقصد جبل الموت فقال جابر إذا أنت تعرفه
قال ذو نعم فهذا الجبل يقع تحته مرعى لقبيلتنا ولكن قبيلة الشيخ فرحان دوما يعتدوا علينا فيه
ولقد حدث نزاع لكن أحد شيوخ القبائل حلوا المشكلة
فقال جابر ألم يحدثوك عن المعركة التي صارت فيه
قال ذو نعم ويقولون أن فروسية السيف هي التي أجبرت قبيلة الشيخ فرحان على الهرب
فقال جابر إنهم يكذبون
ثم أشار إلى كومة من الحجار المرصوصة وقال لذو أبعد تلك الحجار وأحفر تحتها
فلما حفر ذو وجد صندوقا فقال جابر أفتحه فلما فتحه وجد أسلحة وذخيرة فقال أخرج واحدا منها وبالفعل أخرج ذو أحد الرشاشات وأعطى أباه
ثم قال جابر كنت نائم في فصل الشتاء في قمة هذا الجبل
وقبل شروق الشمس سمعت أطلاق رصاص فلما أمعنت النظر رأيت خمسة رجال قد تمركزوا في جبل الموت ولم أكن أعرفهم
وكانوا يطلقون النار على رجالا تحتهم فلما سمعت صوت أحدهم وهو يقول لأصحابه أجعلوا من الصخور حماية لكم من الرصاص فعرفت صوت ذلك الرجل كان السيف
فأخرجت رشاشي وبدأت أصيب من كان على جبل الموت حتى قضيت عليهم
وبعد أن شعر السيف أن لا أحد في جبل الموت صعد فرأه أصحابه فأعتقدوا أن السيف هو من قضى على الرجال الذين كانوا يتمركزون على جبل الموت
فسألوا السيف كيف فعلت ذلك فقال وجدتهم مقتولين لكن أفراد القبيلة أعتقدوا أن السيف لا يريد أن يظهر بالمظهر البطولي
فلما جئت إلى القرية وأخبرتهم بما فعلته لم يصدقني أحد وصار السيف فارسهم المحبوب وصرت أنا المجرم المنبوذ
نظر جابر إلى إبنه وقد شعر جابر أن إبنه لا يصدقه فقال حتى أنت ياذو لا تصدقني
هي بنا لنبحث عن صيد نأكله فنزل جابر وإبنه الجبل ووصل مكان منبسط فقال جابر لذو إنتظرني هنا
وبدأ جابر يبحث عن صيد حتى وجد ثعبان طوله لا يتجاوز المتر فأمسكه وجاء به إلى ذو
فقال ذو هل تريدنا أن نأكل ثعابين
فقال جابر لا أريدك تأكل الثعابين ولكن أن أردت أن تبقى حيا فكل منها لأننا سنبقى هنا لعدة أيام
ثم قال جابر ما دمت أني أمسكت الثعبان فإن عليك أن تجمع الحطب
فذهب ذو يجمع الحطب فوجد مجموعة أخشاب مركومة على بعضها فلما أراد أن يأخذها سمع صوت كصوت الثعبان
فالتفت فرأى هذا الثعبان الكبير الذي يفتح فمه ليخيفه لكن كل محاولات الثعبان من أجل إخافة قلب ذو فشلت فأمسك ذو به وجاء به لجابر
فلما رأه جابر أندهش وبدأ يقارن ثعبانه بثعبان ذو فوجد أن ثعبانه ليس إلا كالطفل الرضيع بجوار الرجل البالغ فرمى جابر بثعبانه وقال ما دمت أنك أمسكت بالثعبان فعلي أن أجمع الحطب
وبالفعل أكل جابر وذو من الثعبان ثم بدأ ينظفان لهما مكانا لكي يناما فيه
أستلقى ذو وبدأ ينظر للسماء ليشعر ولإول مرة قول الله تعالى(ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح)
وبقي يتأمل في النجوم حتى نام
وفي صبيحة اليوم التالي نهض ذو ورأى إباه يضع الرصاص بالرشاش فسأله ذو ماذا تفعل
فقال جابر أقطع البصل
عرف ذو أن سؤاله ساذج
فسأله بصغية أخرى لما تملئ مخزن الرشاش بالرصاص فقال جابر من أجل أن أعلمك الرماية شعر ذو بالسعادة ثم أخذ جابر بعض الرصاصات وقال لذو ضعها على تلك الصخرة البعيدة
فقال ذو هل تريدنا أن نرمي الرصاص من هذه المسافة البعيدة
فقال جابر أفعل ما أمرك به وأنت صامت
وبالفعل وضع ذو الرصاص على الصخرة وعاد لأبيه
ثم أعطى جابر إبنه الرشاش وبدأ يعلمه كيف يسدد فعليه أن يكتم أنفاسه لكي يتحكم بتوازنه
وحاول ذو عدة مرات ثم قال أعتقد حتى أنت لن تستطيع إصابتها
فأخذ جابر الرشاش من يد إبنه بسرعة خاطفة وبخمس طلقات أصاب الخمس رصاصات
فأندهش ذو من مهارة أبيه
ولما نظر ذو لأبيه رأى إبيه يمد له بخمس رصاصات ويشير برأسه أن ضعها على الصخرة
فأستمر ذو وأبيه على هذا الحال لمدة خمس أيام
وفي اليوم السادس أصبح ذو يستطيع أن يرمي الرصاصات فقال أبيه حقا أنت معجزة كيف أستطعت أن تصيب هذه الرصاصات بهذه السرعة
لكن جابر قال لذو لا تفرح فإن هذه البداية فقط
ثم نهض وأتجه إلى الصخرة وكان في جيبه إبرتان فأخرجهما فبينما كان يحاول أن يثبت الإبرة الإولى جرحته الإبرة الثانية فمسح بها الدم الذي خرج من إصبعه
ثم ثبتها بجوار الإبرة الأولى
ثم رجع لإبنه ذو وقال له ركز فأنت سترى شيء يلمع من أشعة الشمس إنها إبرتان ثبتهما هناك فصوب عليهما
فقال ذو هل أصيب الإبرة التي فيها الدم أو الإبرة التي ليس عليها دم
فأندهش جابر وقال هل تميز الإبرة التي بها دم والتي ليس بها دم
قال ذو بكل وضوح
فأبتسم جابر وقال أن هاتان العينان الصغيرتان ليست عينا بشر بل عينا صقر
ولم تمضي ساعة واحدة إلا قد أصاب ذو الإبرتان
فأبتسم جابر وقال ليس بعد فالأهداف في العادة لا تكون ثابتة
فأمسك عودان وثبتهما على الصخرة ثم أتى بعود ثالث ووضعه عليهما ثم ادخل خيطا في الإبرة وربطها في العمود الثالث بحيث أن الرياح ستحرك الإبرة يمينا ويسارا
ثم بدأ ذو يحاول أن يركزعلى الإبرة لكن دون جدوى
فنظر ذو لأبيه وكأنه يريد منه أن يساعده فقال جابر لا تركز على الإبرة بل ركز على مسارها فإن إتجهت يمين فأطلق الرصاصة في المكان الذي ستمر منه
وبالفعل بدأ ذو يركز طلقاته على المكان الذي ستمر منه الإبرة
وبعد مضي ساعات أصاب ذو الهدف
ثم أعاد جابر له الإبرة
فيحاول ذو أن يصبها فيخطي عدة مرات ثم يصيبها
حتى أن جابر لما أعاد الإبرة الخامسة أصابه ذو بطلقة ثم أعادتها جابر فأصابها ذو بطلقة واحدة
فأعادها جابر فأصابها ذو مرة آخرى بطلقة واحدة
حينها قال جابر لم تعد إصابتك للإبرة المتحركة بصدفة بل مهارة كم أنت مذهل يا ذو تعلمت كل هذا في ثمانية أيام
عاد جابر وإبنه للقرية وكانت أم جابر قد أشغلت الجميع عن ذو فهي تخشى أن يغضب ذو أبيه فيقتله
فلما شاهدت أم جابر ذو يمشي مع أبيه وهو يبتسم شعرت أن في الأمر غرابة فلما وصلا إليها أمسكت أم جابر بذو وسحبته عندها وسألته أين أخذك أبيك فقال قد علمني أبي الرماية حتى أني أصبحت أصيب الإبرة وهي تتلاعب بالهواء
إستأذن جابر أمه وذهب لصديقه أسامة
فلما تقابلا أخبره بما حدث وبسرعة تعلم ذو ثم قال أصبحت الآن في مشكلة فلم أعد أملك شيء أعلمه له
فضحك أسامة وقال بلى لا زلت تملك شيء تعلمه له
فقال جابر ما هو
فقال أسامة هذا ثم رفع كأس الخمر الذي بيده وأيضا العبث بالنساء
فضحك جابر ضحكا شديدا وقال يا لك من شيطان يا أسامة
أتريد أن أعلم أبني على شرب الخمر والعبث بالنساء
فقال أسامة الست تريد أن يصبح إبنك قريب منك وإلا يأخذه منك الشيخ معيض وجماعته
فقال جابر نعم
فقال أسامة علمه ما أنت تفعل فإن عرف الشيخ معيض وجماعته أن إبنك ذو أصبح سكيرا فسوف يقاطعوه كما فعلوا معنا
فهز جابر رأسه وقال صدقت صدقت
اضافة رد مع اقتباس