ذو العيون21
شعر ذو أن أباه يتكلم من ثقة وأنه قد دبر أمرا لا يعرفه
فلما تناولوا الغداء رجع جابر لينام بعد أن أوكل أبن صديقه أسامة بمراقبة ما يحدث لذو بعد صلاة العصر
فلما أذن العصر ذهب ذو للمسجد وقبل الدخول تقابل مع الشيخ معيض وإبنه عيسى وسلم عليهما وبدأ ذو ينتظر متى يعزمه الشيخ معيض للعشاء
وكان عيسى يقول لأبوه أنت قلت لي أذكرك أن تعزم ذو فهذا هو أمامك
لكن ذو أندهش من تصرف الشيخ معيض الذي تظاهر بعدم السماع ودخل المسجد فشعر ذو بأن هناك أمورا لا يعرفها
فلما أنتهت صلاة العصر وأراد الجلوس في الحلقة أمسك بيده الشيخ محمود وبدأ يبتسم وهو يقول أريد أن أعتذر لك فسوف أوقف متابعتي معك لحفظ الحديث حتى يتسنى لي التركيز على بقية الأولاد
فأنا سأمنحك إجازة لوقت غير محدود
أحس ذو أن أباه له يد فيما يحدث فخرج من المسجد وبدأ يجر قدميه ولم يشعر إلا وهو واقف أمام اسطبل السيف فلما رآه السيف ذهب له
وقال اليوم لن أستطيع أن نخيل بالخيول فأنا أشعر أن هناك شيء أكلته يجعلها تتألم
وأخشى أن تبقى على هذا لعدة أيام
فقال ذو ياعمي السيف أخبرني ماذا يحدث ليجعلك تتهرب مني بل ويجعلان الشيخ معيض والشيخ محمود يحاولا التهرب مني
فقال السيف سأصدقك القول يا ذو فأباك اليوم وفي الصباح الباكر مر علي وطلب مني أن أبتعد عنك وأنت تعرف أن أباك رجل فيه شر فأنا لا أريد أن أقع معه في مشاكل
فقال ذو هل ترى أن أبي على باطل
فقال السيف لما تسألني هذا السؤال
فقال ذو أرجوك أجبني وحسب
فقال السيف نعم يؤسفني أن أقول أن أباك على باطل
فقال ذو وهل تؤمن أنك على حق
فقال السيف نعم
فقال ذو فما دام أبي على باطل وأنت على حق فلا خير في فروسيتك أن كنت تخشى دحر الظلم
ثم أنصرف ذو
بينما السيف ظل واقفا ساكتا وكأنه يتمنى أنه لو مات قبل أن يسمع تلك الكلمات
فتوجه ذو إلى بيت الشيخ معيض فلما قابل الشيخ معيض
قال ذو أنت تعرف يا شيخ مقدار حبي لك ولكن أسمح لي أن أقول لك لو كنت شيخا بما تعنيه الكلمة لما كنت سكت عما فعله جابر في الماضي وما يفعله الآن
ولو أنك جمعت القبيلة وجعلتم رأس أبي يتمرغ بالتراب لما تمادى في أفعاله ثم خرج ذو من بيت الشيخ معيض
بينما الشيخ معيض ظل يردد كلمة صدقت يا ذو لأكثر من عشر مرات
ثم توجه ذو إلى المسجد وكان أولاد القرية خارجين من الحلقة فلما قابلوا ذو قالوا ما بك لم تذهب إلى الإسطبل فأجاب ذو وقال أني أشعر أني متعب فأذهبوا أنتم
خرج الشيخ محمود من المسجد يريد أن يذهب إلى بيته
لكنه تفاجأ بذو أمامه
فقال ذو أعرف أن أبي جاء إليك وحذرك أن تعلمني
ولكن الذي لا أعرفه أن أبي جاء إليك والشيطان يحرضه من أن تعلمني دين الحق
وأنت كنت تعلمني لأنك كنت تريد الثواب من الله
فلا أدري كيف لا يخشاك أبي مع أن الشيطان وليه
ولا أدري كيف تخشاه والله وليك
أسمح لي ياشيخ محمود مع ما أكنه لك من احترام أن أقول لك
لو كان الخير سيجعلني ضعيفا والشر سيجعلني قويا فسأختار طريق الشر لإني أرفض أن اعيش ضعيفا
ثم ذهب ذو
بينما الشيخ محمود بدأت عيناه تدمع وبدأ يبكي مما قاله ذو
عاد ذو للبيت فلما رأته جدته استغربت من عودته للبيت في هذا الوقت
فلما وصل عند جدته أخبرها بما حدث وبينما جدته تحاول أن تهون له ما حدث
نهض جابر من نومه وأقبل إليهما وقال لذو قد قلت لك الطيب في هذا الزمان ليس له مكان
هيا يا ذو أنهض اريد أن تذهب معي
فقالت أم جابر أين تريد أن تأخذه
فقال جابر لنزور عمه حسن
فقال ذو أن أخاك لا يحب أن يدخلني بيته
فقال جابر أتعرف لماذا
فقال ذو لأنه يعتبرني أبن زنا
فضحك جابر وقال لا ليس ذلك
فقال ذو إذا لماذا
فقال جابر لأنه يعرف أنك طيب وأنه لن يحدث منك شر
هيا تعال معي لترى ذلك بإم عينيك
وبينما هما يمشيان قال جابر قد أخبروك بما حدث
فقال ذو من تقصد
فقال جابر الذين يدعون أنهم يحسنون اليك
ظل ذو ساكتا
وبدأ جابر يتكلم ويقول لو كان هؤلاء يحبونك بصدق لكان فقط حاولوا أن يدافعوا عنك
ولكنهم وبسبب كلمات خرجت من لساني تركوك
شعر ذو أن أباه ولأول مرة يصيب في كلامه
فلما وصلا بيت حسن بدأ جابر يصرخ ويناديه
فخرج حسن خائف فرحبا بهما
ثم دعاهم للدخول للبيت
فقال جابر وهل صديقة أسامة موجودة
عرف حسن قصد أخوه(فهو يقصد زوجته) فقال نعم
فقال جابر إذا لا أدخل بيت فيه
فقاطعه حسن وقال لقد فرحت جدا بعودتك
فقال جابر إذا أنت تعرف أني عدت
فبدأ حسن يعتذر وأنه أنشغل بإمور عدة
فضحك جابر وقال كنت أظن أنك ستأتي وتسلم علي وتعزمني
فقال حسن كنت اليوم سأتي وأسلم عليك وأعزمك
فقال جابر أنا كنت عارف أنك ستعزمني ولكن أسمع أنا لا أريد أن أجعلك تتعب من أجل عزيمتي ولكن إعطني ألف ريال قيمة عزيمتي
فأخرج حسن من جيبه المال بأسرع وقت وأعطاه ألف ريال
فقال جابر أسمع يا أخي ستأتي لي كل شهر وتعطيني مثل هذا المبلغ مقابل أن أحميك فنحن أخوة إليس كذلك
فقال حسن نعم كذلك
ثم قال جابر أين أبنتك فبدأ حسن ينادي إبنته فجاءت سلمى فلما أمسكها جابر خافت وبدأت تبكي
فقال جابر لا تبكي فسوف أزوجك إبني ذو ثم نظر جابر لأخيه حسن وقال لماذا أنت ساكت إلست موافق أن يتزوج إبني ذو لإبنتك سلمى
قال حسن بلى
فقال جابر إذا قل لذو زوجتك إبنتي
فما كان من حسن إلا أن قالها
فقال جابر لذو قل قبلتها
فقال ذو بل أنا أرفضها فهي بمنزلة أختي
ضحك جابر وقال لأخيه حسن إليس هذا الشبل مني
فهز حسن رأسه بنعم
ثم ذهب جابر وإبنه إلى البيت وقال جابر لذو غدا سأرويك مكان يعجبك كثيرا جدا
فلما قابلت أم جابر ذو سألته أين أخذك أبوك فأخبرها بما حدث وأيضا أخبرها أن عمه الجبان ومن شدة خوفه من أخيه زوجه إبنته لكنه رفض
فسألته جدته لما رفضت فقال ذو لأني أعتبر سلمى مثل أختي |