ذو العيون17
فبينما هما يمشيان قال ذو لأبيه لماذا لم تحضر الغداء الذي أقامه الشيخ معيض لك
فنظر جابر وقال ما كنت لاحضره
فقال ذو إذا لماذا وافقت
فقال جابر وهل تريد أن أعود ولا أحد يأبه لأمري أن الشيخ معيض لما دعاني للغداء لم يدعني حبا بي او فرحة بقدومي وأنما قام بذلك مع أنه يعرف أني لن آتي لكي اكف شري عنه
لأنه يعرف أنه أن لم يقم لي الوليمه سأعتبر الأمر إهانة لي
يحق لي بعدها أن أعاقب جميع أهل القرية بطريقتي
أبتسم ذو ساخرا من أبيه وقال يبدوا أنك لم تقع بيد السيف لتعرف أنك لا تستطيع أن تفعل شيء
إن ما أقامه الشيخ معيض من وليمة غداء لك أنما كان ذلك بسببي لأنهم يحترموني ويحبوني
ضحك جابر من كلام ابنه ولكنه ظل ساكتا
حتى وصلا عند صخرة جلسا بجوارها ثم بدأ جابر يتأمل وجه أبنه
و ذو مندهش من نظرات أبيه التي يتضح أنه نظرات تدقيق وتفحص
ثم بدأ جابر يضحك بهستيريه
ثم قال أتعرف يا ذو أن ملامح وجهك ذكرتني بالمها ما عدا عيناك الصغيرتان القبيحتان التي أخذتهما مني
فغضب ذو وقال بصوت عال خسئت والله لو صدر هذا الكلام من غيرك لقطعت لسانه
فزاد جابر ضحكا بصوته المرتفع الاجش ثم قال لست أخشى عليك الآن من صبيان القرية لأن عيناك تشبه عيناي التي نفذ رعبها في قلوب ساكني هذه القرية
أحس ذو أن أباه لا يحترم أحدا أبدا ولا يجيد أنتقاء كلماته
فقام من مكانه وقال العيب ليس عليك وأنما على من يجالسك ثم أراد أن يغادر المكان
لكن جابر سكت وبان الغضب في وجهه ثم قال بصوت مجلجل
يا ولد قف مكانك وعد وإلا والله لأجعلك تندم
فوقف ذو ورجع مكانه لأنه أحس أن أباه ليس ممن يقول ولا يفعل
ثم قال جابر أنظر خلف هذه الصخرة
فنظر ذو خلف الصخرة ولم يرى شيء
فقال جابر أتعرف أني أمضيت ثلاثة أيام خلف هذه الصخرة من أجل عيون المرأة التي أنجبتك
أن عيناها الكبيرتان هي السبب الحقيقي فيما حدث
بل أن عيناها الواسعتان هي أشرس مجرمتان قد رأتها عيناي
فمن تقع ناظريه عليهما تجعله أسيرا شارد الذهن مسكينا
بل تجعلانه يفعل أي شيء من أجل أن يصل إليهما
فقال ذو أتقصد أمي
فضحك جابر نعم أقصد أمك التي سنحت لي الفرصة الإمساك بها هناك (وأشار لمكان يبعد عنه أمتار ترعى فيه الماشية)
ثم قال كنت أراقب المكان فلم أرى أحد سوى المها التي كانت تدير لي ظهرها دون أن تعلم أني خلف الصخرة
فلما تأكدت أن أباها ليس معها تسللت إليها فلما أمسكتها ونظرت في عيناي أمتلكها رعب شديد لدرجة أنها لم تتجرأ أن تقاوم
بل أحسست أنها فقدت وعيها حينما نظرت لعيناي البشعتين
ثم فعلت بها ما أردت ثم تركتها
وكنت متأكد أنهم سيأتون لي يطلبون مني أن أتزوجها لكي استر الموضوع
فقال ذو وهل جاءو
قال جابر نعم
فقال ذو منهم
فقال جابر أرسل لي أخو التي أسميتها أمك الشيخ معيض ثم السيف
فقال ذو ثم ماذا حدث
فقال جابر جلست أماطلهم ثلاثة أشهر لأنهم أشترطوا علي أن يكون زواج دون دخول
ثم أغروني بالمال فوافقت على شرطهم
فقال ذو والله لو كنت موجود في ذلك الوقت لما رضيت بأقل من رأسك أيها الوغد
ثم قام ذو يركض مسرعا إلى بيته
وهو يكلم نفسه ويقول أن ما كان نمر يقوله عني كان حقيقة الكل يعرفها ما عدا أنا الذي تمسكت بأكاذيب جدتي
فلما دخل البيت وجد جدته تنظف البيت فلما أقترب منها ناداها يا جدة
سمعت أم ذو كلمت ياجدة لكنها لم ترد
لأنها كانت لا ترد عليه إلا إذا ناداها بأمي
لكن ذو ناداها مرة أخرى بجدتي فلم ترد
فكرر ذلك ثالثة ورابعة ولكنها لم ترد
فقال يا أم جابر هل كنت تكذبين علي
حينها نظرت أم جابر له وفزعت وخافت أن يكون أبنها السكران جابر قد أخبره بما فعله بأمه المها
فقالت أم جابر بدهاء هل تقصد العشاء الذي وعدتك به
فلك وعدا مني أني سأعده لك في الغد
أبتسم ذو وقال لا تتهربي يا جدتي فأنتي تعرفين ما أقصد
لماذا كذبتي علي
حينها ايقنت أم جابر أنه أكتشف الحقيقة فوضعت يدها على رأسه تمسحه وهي تقول من حبي لك فعلت ذلك
حينها قال ذو فأسمحي من اليوم وصاعدا أناديك جدتي
لأن أمي التي أنجبتني لو كانت على قيد الحياة لكانت لعنتني ولعنت من فعل بها هذا العار
فأنا يا جدتي عار أنجبته أمي فجلبت لنفسها ولأهلها العار
فأنا سأحاول من الآن وصاعد أن أنسى كلمة أمي حتى لا أتعذب بذكرها فما أقبح أن يشعر الفتى أن أقرب الناس له وأرقهم وأرحمهم تكرهه
فبدأت أم جابر تبكي وتدعو على جابر فهو من تسبب في كل هذه المشاكل |