ذو العيون 10
وفي اليوم التالي حضر خالد للمدرسة وبدأ وائل بتعليمهم
فبدأ يرد ثلاثة أحرف من حروف الهجاء بحركاتها الثلاثة
والطلاب يرددون خلفه فشعر بحنين لقصائد المتنبي
فبدأ يشدو ببيتين والطلاب يستمعون
فقال
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلامتي من به صمم
ثم سكت وكأنه يلوم حظه الذي أردى به في هذا المكان
ولكن صوت طالب يردد الأبيات التي قالها أيقظته من سبات فكره فنظر فرى من يسميه ذو العيون الصغيره يردد الأبيات
فأندهش كان خالد يظن أن المدرس يريدهم ترديد هذه الأبيات كما الحروف الباقية
فأراد وائل أن يتأكد أن هذا الطالب ليس حافظ القصيدة
فبدأ يردد قصيدة أخرى
مكرا مفرا مقبل مدبر معا كجملود صخرا حطه السيل من عل
فبدأ خالد يردد االبيت
فأندهش الأستاذ وذهب لأحد زملاءه فأحضره إلى الفصل فقال في هذا الفصل طالب عبقري فقال زميله ذلك ذو العيون الصغيرة يحفظ البيت من أول سماع له
ثم أمسك الأستاذ وائل بخالد وأخرجه على السبورة ثم قال أنت نعم ذو عيون صغيرة ولكن ذو عقل كبير
طبعا كان وائل يرى أن هذا الكلام ثناء ولكن خالد كان يشعر بأن كلمة ذو العيون الصغيرة إهانة
طبعا أنتهى اليوم الدراسي فبدأ نمر والاربعه الاخرون ينعتون خالد بذو العيون الصغيرة
لم يرد عليهم خالد ومر من جوارهم فبدأ نمر ينعته بأبن الشوارع ولكنه لم يكملها إلا واللكمات تتوالى على وجهه فلما رأى البقية ما حدث أطلقوا أرجلهم للريح هاربين
فلما رأى عبدالرزاق ما حدث لإبنه ذهب للشيخ معيض في وقت الظهيرة وبدأ يهدد ويتوعد أن يقتل هذا الغلام
فبدأ الشيخ يحاول أن يهدئه ويقول له مجرد أطفال
فأقسم عبدالرزاق أنه لو ذهب ذو العيون الصغيرة للمدرسة سيقتله ثم ذهب
وبعد أن صلى الشيخ صلاة العصر ذهب لبيت أم خالد وقال أني أرى أن تفصلي خالد هذا العام من المدرسة وفي العام القادم يدرس مع أبني عيسى وأبن السيف سليمان فقالت أم خالد هل في الأمر شيء لا أعرفه
قال الشيخ بل أنت تعرفي ما حدث اليوم بين ولدك وبين أبن عبدالرزاق ولكن الذي لا تعرفيه أن عبدالرزاق أقسم لو ذهب خالد للمدرسة سيقتله فأنا لا أريدك تقحمي الطفل في مشكلة أكبر منه
دخلت أم خالد البيت والهم يعتريها كيف تقول لخالد أفصل وهي من كانت تحثه على الدراسة
فلما أخبرته بذلك قال خالد هل هو خوف من شر أبو نمر فقالت نعم
فقال خالد هل أنتي أمي
فسكتت
فسألها مرة أخرى هل ما قاله نمر صدقا
بقيت هي صامته
احس خالد أن ما يقال حقيقة
فقالت أم خالد أسمع يا ولدي أنا أخطأت عندما قلت لك أضربه أن تكلم عليك
فقال تريديني أن أصبر على أهانته لن أقول لكي إلا سمعا وطاعة
وبالفعل ترك خالد الدراسة للعام القادم
ومرت هذه السنة وهو يتلقى الأهانة من نمر كلما وجده
فأصبح ذو يتحاشاه
بل هناك شيء أخر أن أغلب القرية أصبحوا ينادونه بذو العيون الصغيرة ما عدا الشيخ والسيف وأمه
ومرت الشهور وبدأ العام الجديد |