الموضوع:
¤¤ ][.. رابطـة عـٌشاق الإنتـر 2011-2012 ..][.. Campioni D'Mondo ..][
مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
#
5
11/09/2011, 05:03 AM
MrMlok
مصمم لجنة تطوير الألعاب الإلكترونية
تاريخ التسجيل: 15/12/2010
المكان: الرياض | العاصمة
مشاركات: 1,345
.,‘,.
"
أكاديمية الإنتر بالكاميرون : يوميات من الملعب
"
.,‘,.
رابطة الانتر
- يشغل هذا البلد حيزا كبيرا في مخيلتي و يحتل مكانة تختلف عن باقي البلدان الإفريقية ، و قد يكون السبب كونه أول بلدان القارة السمراء حططت فيه الرحال ، و على قول العاشقين ، من الصعب نسيان الحب الأول ، بل و ربما لما يكنز به من جاذبية تختزن ألوان و أنغام هذه القارة السمراء بأسرها ، و لعل هذا ما منحه لقب إفريقيا الصغرى. لكن الحقيقة هي أني لم أعش نفس المشاعر و نفس المعاني في جميع رحلاتي الأخرى مشابهة لتلك التي عشتها في بلد الأسود الأفريقي.
فرحلتي النيرأزورية حملتي إلى مدينة بيرتوا ، خمس ساعات سيرا بالسيارة جنوب شرق عاصمة الكاميرون ياوندي ، و ما يزيد على 300 كيلومتر عن الحدود مع تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى والكونغو (...). مدينة هادئة و لا يزيد عدد سكانها عن مائة ألف نسمة ، وفق الإحصاءات الرسمية ، و ربما يناهز عدد سكانها الضعف. بنيت منازلها و شقت شوارعها على حساب الغابات و من قلب تربة حمراء ، ما فتئت تستعيد ما انتزعته يد الإنسان من جوفها بالزحف على الطرقات و المنازل ؛ مليئة بالدراجات النارية -- التاكسيات ، لا تختلف في ذلك عن مثيلاتها الإفريقية ، و أزقتها مليئة بالراجلين ، في حركة دائبة لا تتوقف أبدا ، ليلا و نهارا ، عن السير ، لكن على مهل و بثبات. و هنا اخترنا إقامة دورة تكوينية للمدربين ، حصرنا عددهم مسبقا في 24 مشاركا ، تحول بقدرة قادر إلى 48 مدربا. في حين زاد عدد تداريب الأطفال من 40 إلى 150 طفل ، و لإنهاء الأمر خططنا لتنظيم دوري لفائدة ال 150 طفلا مشاركا تحولوا بأعجوبة إلى 350 ، جاءوا من مختلف مدارسنا بالبلد الإفريقي ، مصحوبين بنافرات دراجات التاكسي و الحافلات النقل الصغيرة مدبجة بلافتات الإنترميلان ، معلنة قبل وصولها بتضاعف أسي لعدد المشاركين ، حافت الدوري بكل ما تملك من موسيقى و أهازيج و طبول ، وقفت أمامها مذهولا لكل هذا الزخم و تاركين في داخلي قناعة باستحالة تنظيم الدوري في هذا البلد ، و مشاعر لا توصف ما يقع أمام أعيني. و حين فتحت الحافلات أبوابها لنزول الركاب ، انسابت أمامي جحافل من الأطفال و الكبار مثيرة غبار التربة الحمراء في صف طويل لمعانقتي و تذكيري بصداقتهم ، أنستني كل همومي و الهلع الذي أصابني في البدء ، و الصعوبات التي كان علي مواجهتها لإعادة حساباتي بخصوص عدد المشاركين!
و ما يثير إعجابي خلال كل رحلاتي ، المناداة علي بإسمي و تبادل النظر في عيون وجوه أقرباء يبعدون عن منزلي آلاف الأميال. فتحياتهم تمنحني إحساسا بالانتماء لهذا المكان بين أصدقائي و أهلي. و هذا ما يثير مشاعري أكثر من غيره خلال رحلاتي الإفريقية حاملا جواز سفري النيرأزوري... و معاينة أطفال تركتهم صغارا يتمكنون بالكاد من دحرجة الكرة ، كبارا اليوم بدأت علامات الرشد على محياهم ، على الرغم من أنهم لازالوا يحملون نفس القميص.
تتكرر الأسماء و كأنهم نفس أطفال الأمس ، فبابيتو و إيسا و سابين ترعرعوا بين أحضان أكاديمية الإنتر ، و اليوم هاهم يقفون رجالا شامخين بأبنائهم نحو نفس الطريق. أما جيرارد ، الذي التحق صبيا بالأكاديمية ، هاهو اليوم يرتاد أول درس له كمدرب ، متقمصا نفس القميص الذي شاهدته به في أول يوم ، قميص الإنترميلان ، و الأسرة النيرأزورية في كل مكان.
جيرارد و بدون منازع واحد من أمثلتنا الناجحة : المنحدر من أسرة فقيرة بضواحي العاصمة ياوندي (على هامش المدينة ، و على حد قول فرانسيس ، يسكنه المتسكعون و اللصوص والمحتالون من كل صوب ، تتدفق جموعهم كل يوم على العاصمة لجمع بعض المال ، و اللجوء ليلا إلى أكواخهم القصديرية للنوم). لكن جيرارد اختار طريقا آخر و بدأ يرتاد الأكاديمية منذ سن الثامنة من العمر ، أي منذ افتتاح أول مدرسة إنتراوية بحيه الهامشي ، و من يومها لم يتخل عن مشواره الرياضي بمساعدة مدربين و مربين سهروا على مساعدته و الوقوف بجانبه ، و إنقاذه من المصير الذي ينتظر أطفال حيه. شق طريقه بعدها لينضم إلى مجموعة المربين و المنشطين ، قبل أن يصبح مدربنا بعد ذلك.
جيرارد مثال الصبي ، و الشاب الطي قضى حياته بين أحضان أكاديمية الإنتر متقمصا طيلة السنوات التي عرفناه فيها قميص الإنتر النيرأزوري. حياة قضاها مرفوع الرأس فخورا بانتمائه إلى هذه الأسرة الكبيرة .
MrMlok
مشاهدة الملف الشخصي
البحث عن كافة المشاركات التي كتبت بواسطة MrMlok