الحلقة (18) شرارة أولى من شائعات العودة الى أحضان البارسا
تواصلت أهداف سيسك مع بداية موسم الدوري 2007-2008 ، وفي الأسبوع التالي بعد الفوز على اشبيلية في مرحلة مجموعات دوري ابطال اوروبا، أمطر الأرسنال شباك ضيفه ديربي كونتي القادم الجديد لمنافسة الدوري الانجليزي الممتاز، بخمسة أهداف، وأحرز اديبايور هاتريك بينما احرز سيسك الهدف الرابع، وكان قد صنع الهدف الأول لزميله التوغولي.
بعد ان غاب عن المشاركة في المباراة امام نيوكاسل في كأس كارلنغ، عاد سيسك للمواجهة أمام ويستهام بملعب ابتون بارك، وهو عازم على مواصلة سجل الفريق الخالي من الهزيمة في الدوري، وفي الموسم الماضي كان الأرسنال قد تجرع الهزيمة بملعب ويستهام في مباراة شهدت دخول المدربين ارسين فينغر والن باردو في مشادة على خط الملعب، لكن في هذه المرة فاز الأرسنال 1-0.
بعدها حافظ الأرسنال على نظافة شباكه للمرة الخامسة على التوالي أوروبيا أمام ستيوا بوخارست، في مباراة كان يمكن لفابريغاس عبرها ان يرفع من سجله التهديفي لكنه أضاع فرصة حقيقة لذلك، وتمكن فان بيرسي من الوصول الى شباك الخصم قبل 14 دقيقة على نهاية المباراة ليقود فريقه الى فوز 1-0 ، ثم واصل الهولندي سجله التهديفي في نهاية الاسبوع بهدفين في الفوز 3-2 على سندرلاند، ووضعت النقاط الثلاث الأرسنال في قمة الترتيب مرة اخرى.
شهر اكتوبر شهد صراع الأرسنال في مواجهة الشائعات التي ربطت سيسك بالعودة الى برشلونة، ولم يفعل وكيل أعمال فابريغاس الكثير لازالة قلق جماهير الارسنال ، وقال السيد جوزيبا دياز :" تحدثت الى سيسك وليس لدينا اي علم باهتمام من برشلونة، واذا كان لديهم اهتمام اتمنى ان يكون ذلك صحيحاً لانهم احد أفضل الأندية في العالم ويلعبون كرة القدم الجميلة، وقد كان سيسك سعيداً هناك".
وزاد دياز ايضاً من سخونة الأخبار التي نشرتها صحيفة الماركا المدريدية عندما أضاف :" اذا تلقينا عرضاً من برشلونة من المؤكد اننا سننظر فيه، انه النادي الذي علّم فابريغاس كل شيء ".
وضع فابريغاس تركيزه على كرة القدم، وانضم الى منتخبه خلال فترة التوقف للمشاركات الدولية، واخيراً أعاده لويس اراغونيس الى التشكيلة الأساسية في المباراة امام منتخب الدينمارك ضمن مباريات التصفيات المؤهلة الى نهائيات امم أوروبا 2008 ، وبدا أن مستوى أداء المنتخب قد ارتفع حيث حقق الفوز بنتيجة 3-1 خارج الأرض .
النقاط الثلاث من هذه المباراة منحت المنتخب الاسباني دفعة كبيرة نحو نيل خانة في النهائيات الأوروبية، لكن المنتخبين السويدي والايرلندي واللذين هزما فابريغاس ورفاقه في العام السابق، ايضاً كانا يلاحقان خانةً في النهائيات! .
في العشرين من اكتوبر، بعد فترة راحة لاسبوعين، استقبل الارسنال، بولتون على ملعب الإمارات، وقبل صافرة البداية تلقى فينغر وفابريغاس استقبالاً حاراً من الجماهير بعد ان حققا جائزة افضل لاعب وافضل مدرب في الشهر .
ظل بولتون يمثل خصماً عنيداً امام الأرسنال، لكن في آخر ربع ساعة، سقطوا هذه المرة عندما احرز كولو توريه هدفاً من تسديدة قوية قبل ان يحرز روزيسكي هدفاً ثانياً حسم به نقاط المباراة.
البداية الجيدة للأرسنال في الدوري، أدت الى عودة المقارنات مع ذلك الفريق الذي لا يُقهر أيام الفوز بالدوري دون هزيمة، لكن فابريغاس اراد التقليل من الضغط بقوله لوسائل الإعلام :" لا نريد الاستماع الى الحديث الذي يقول اننا الفريق الذي لا يُقهر لاننا حققنا مجموعة من النتائج الجيدة، نشارك في اقوى المنافسات واعتقد ان الدوري الانجليزي هو الأصعب".
تواصل المستوى الجيد من المدفعجية دون اشارة الى قرب نهايته، وسقط سلافيا براغ بنتيجة 7-0 في مباراة شهدت عودة فابريغاس بهدفين .
لكن بالعودة الى الدوري كان ليفربول يتربص بالمدفعجية وكلا الفريقين لم يتذوق طعم الهزيمة في الدوري منذ بداية الموسم، لتترقب الجماهير مواجهة مثيرة في الأنفيلد .
وتلقت آمال الأرسنال ضربة عندما سدد جيرارد ركلة حرة تجاوزت مانويل المونيا لتعلن تقدم اصحاب الأرض، لكن بعدها سيطر الأرسنال وحصر ليفربول في منطقته كما لو كان يلعب خارج ارضه، وبدا فابريغاس واليكساندر هليب في التقدم اكثر الى الأمام ، لكن الوقت لم يكن في صالح الأرسنال، ولازال ليفربول يتقدم مع تبقي 15 دقيقة فقط مما جعل الجميع يفكرون بان سجل الأرسنال قد وصل الى نهاية وان الهزيمة ستحدث لا محال، لكن كان لفابريغاس رأي آخر عندما اخترق رباعي دفاع ليفربول واطلق كرة أرضية تجاوزت الحارس بيبي رينا، وأطلق الحكم صافرة النهاية ليرضي الفريقين بالتعادل 1-1 .
عايش سيسك توتر أجواء مواجهات الأرسنال ومانشيستر يونايتد خلال فترته القصيرة مع المدفعجية، لكن المواجهة في الاسبوع التالي مع اليونايتد بملعب الإمارات كانت تمثل كلاسيكو واثارة أخرى .
كانت لليونايتد بداية مهتزة للموسم، فبعد تعادلين امام ريدينغ وبورتسموث، خسر الفريق في ديربي مانشيستر امام سيتي، ما وضع فرقة السير تحت ضغط.
ورغم ذلك، ومع التفاهم في الأداء بين رونالدو وروني وتيفيز، فان اليونايتد تمكن من مساواة الأرسنال في النقاط في صدارة الترتيب .
التوقعات زادت من الحمل على اكتاف فابريغاس، مع حديث اديبايور قبل المباراة لوسائل الإعلام :" في الوقت الحالي أعتقد ان سيسك هو الأفضل في العالم، التنافس بينه وبين ليونيل ميسي والذي اعتبره لاعبا رائعا، لكن بالنسبة لي سيسك هو الأفضل، ليس لانه زميلي فقط، بل للطريقة التي يلعب بها، انه رائع".
فابريغاس بنفسه كان له تعليق قبل المباراة، اثبت من خلاله مدى الاحترام الذي يضعه هو وزملاؤه لليونايتد، وهو ما قد يفهمه البعض تقليلاً من شأن شيلسي وليفربول ، وقال سيسك :" أحب الطريقة التي يلعب بها اليونايتد، إنهم فريق عظيم، دائماً أشاهد مبارياتهم وهم الفريق الوحيد الذي أشاهد مبارياته في انجلترا كل اسبوع".
خط الوسط هو الذي يحدد نتيجة هذه المباراة، بوجود فابريغاس وفلاميني في مواجهة هارغريفس واندرسون، لكن سيسك عانى من اجل الوصول الى ايقاعه المعتاد، وكان الأسوأ هو التالي عندما حول غالاس كرة روني داخل مرمى فريقه، وفي الشوط الثاني رفع فينغر من روح الأداء لدى فريقه وتمكن فابريغاس من معادلة النتيجة وإعادة فريقه الى اجواء المباراة بهدف من الكرة التي اطلقها اديبايور وقام الحارس فان دير سار بصدها الى الخارج!.
لم تنته اثارة المباراة عند هذا الحد فمع وصولها الدقائق العشر الأخيرة تمكن رونالدو من وضع فريقه في المقدمة مرة اخرى، لكن فابريغاس قاد رفاقه الى الأمام بحثاً عن التعادل، واطلق غالاس تسديدة ذكية ليصدها فان دير سار الى الخارج ، لكن الحكم اتخذ قراراً صحيحاً بانها قد تجاوزت خط المرمى، ليخطف الأرسنال نقطة غالية ويبقى في صدارة الدوري مع مباراة مؤجلة!.
في حلقة الغد
أوقات مع الأصدقاء والعائلة في برشلونة
أول خسارة في الموسم مع إصابة لسيسك..