8)
تألُق استثنائي أمام الملكي ما بين البرنابيو والهايبري!
انتقلت عدوى الأداء المتراجع في الدوري في العام 2006 الى منافستي الكأس حيث غادر الأرسنال منافسة الكارلنغ على يد ويغان بينما ودّع كأس انجلترا على يد بولتون، لكن على الأقل بالنسبة لفابريغاس فقد تم استدعاؤه الى صفوف المنتخب الأول للمرة الأولى في مسيرته!.
وقد استحق اللاعب الشاب هذه الفرصة عندما تم إدراجه ضمن تشكيلة المباراة الودية امام منتخب ساحل العاج، وعكس اللاعب سعادته بهذا الاختيار في حديثه لصحيفة الماركا الاسبانية بقوله :" انه يوم خاص جداً بالنسبة لي لانها المرة الأولى التي تشهد انضمامي لهذا المنتخب، اذا كنت محظوظاً بما فيه الكفاية لأن أحظى بفرصة المشاركة، ستكون تلك لحظات مثيرة".. وقد كانت الفرصة امام فابريغاس لأن ينافس على حجز خانة في قائمة المنتخب الاسباني لمونديال المانيا 2006 ، وعن ذلك قال اللاعب :" فقط يمكنني القول باني سعيد جداً، سأقدم أفضل ما عندي في هذه الفرصة ".
ولم يكن مفاجئاً ان تتزامن عودة فابريغاس من فترة الايقاف مع ارتفاع مستوى أداء الأرسنال، فقد كان الفريق يفتقد الى حضوره الهادئ في وسط الملعب ومقدرته على اطلاق التمريرة الصحيحة في الوقت المناسب .
هدفان من اديبايور وهنري كفلا للأرسنال الفوز 2-0 على بيرمنغهام خارج الأرض حيث سعى المدفعجية الى خلق نوع من الاستقرار في الأداء ورفع الروح المعنوية قبل المباراة على دور ال16 في بطولة دوري أبطال أوروبا، لكن القرعة لم تكن رحيمة معهم ؛ فقد وضعتهم في مواجهة العملاق الأسباني ريال مدريد !.
ورغم التغطية الإعلامية التي تصب الترشيحات في صالح الفريق الملكي إلا أن الأرسنال توجّه الى مدريد بروح معنوية عالية، فلقب بطولة دوري أبطال أوروبا هي البطولة الوحيدة التي يفتقدها النادي وأصبح كل التركيز عليها، ما يعني وضع كل النتائج الأخيرة جانباً والتركيز على الدقائق ال180 أمامهم.
خصم يضم نجوم غلاكتيكوس أمثال رونالدو، ديفيد بيكهام، زين الدين زيدان، روبيرتو كارلوس وراؤول، لكن للأرسنال نجومه أيضاً وفابريغاس واحد منهم، واستبعد اغلب المحللين ان يتمكن الأرسنال من الخروج بنتيجة ايجابية من مباراة الذهاب خارج الأرض، لكن تحولت الليلة الى ليلة استثنائية للمدفعجية، ليلة أقنعت فابريغاس مرة أخرى بانه ينتمي الى احد أندية المستوى العالمي، وقد شكل اللاعب الشاب ثنائية رائعة مع جيلبرتو سيلفا في خط الوسط قادت الفريق اللندني الى تحقيق ما لم يكن متوقعاً .. حققوا الفوز!.
بعد شوط أول سلبي، شكل فيه الأرسنال خطورة كبرى ، عاد الريال الى الشوط الثاني وهو يرتجف دفاعاً، وتمكن هنري من اختراق أكثر من لاعب ثم سدد كرة تجاوزت الحارس ايكر كاسياس.. لتعم حالة من الصمت ملعب البرنابيو !.
الدفاع والأداء القويين في خط الوسط ساعدا المدفعجية في المحافظة على نتيجة التقدم، وظهر فابريغاس بمستوى متألق، ليتلقى تحية كبيرة من كل الجمهور عند استبداله في الدقائق الأخيرة من المباراة.. وكانت تلك لحظات مهمة في موسم الأرسنال!.
وحاز فابريغاس على الاهتمام الأكبر من حديث النقاد عقب المباراة، وقالت المحللة ايمي لورنس من صحيفة الغارديان البريطانية :" في اول مباراة للاعب كلاعب محترف في بلده اسبانيا، حاز فابريغاس على اشادة الجميع حتى الخصوم"، بينما اشادت صحيفة الماركا المدريدية بكشافي الأرسنال الذين جلبوا فابريغاس من برشلونة، بينما وجدتها الصحافة الكاتالونية فرصة للتهكم على اداء ريال مدريد وركزت على حقيقة ان فابريغاس خريج مدرسة برشلونة! .
لم يكن فابريغاس قد تعدى ال100 مشاركة مع الأرسنال بكثير لكنها كانت كافية لأن يشيد بالمساواة التي وجدها منذ يومه الأول بقوله :" لم يحدث أبداً وان تدربت مع الفريق الأول في برشلونة، الحال ليس كما هو هنا في الأرسنال، هنا يتم التعامل معك بصورة متساوية مع جميع اللاعبين"!.
الآثار السلبية والإرهاق الناتج عن نتيجة الفوز على ريال مدريد، ظهرت من خلال المباراة التالية حيث فشل الفريق في الصمود امام بلاكبيرن روفرز وخسر بنتيجة 1-0 .
ولم يكن هناك وقت أمام فابريغاس للوقوف على نتيجة الخسارة قبل ان يتوجّه الى بلد الوليد حيث تنتظره أهم لحظات مسيرته عندما يشارك المنتخب الأسباني الاول للمرة الأولى، ورغم ان ذلك كان الاستدعاء الأول لفابريغاس الا ان المدرب لويس اراغونيس لم يتردد في الدفع به في خط الوسط الرباعي، ليصبح سيسك ثاني أصغر لاعب في تاريخ اسبانيا يمثل المنتخب الأول.
وساهم فابريغاس في الهدف الأول لمنتخبه، والذي أحرزه ديفيد فيا، وكان واحداً من أسباب نجاح المنتخب في ذلك اليوم، وقال فابريغاس لوسائل الإعلام :" انا سعيد لما سارت اليه الأمور، كما أننا فزنا، إنه واحد من أسعد الأيام في حياتي لقد لعبت بصورة جيدة وساعدني على ذلك الحشد الجماهيري والمدرب، لقد كان أُسبوعاً مرهقاً بالنسبة لي، لكنه أسبوع خاص".
بالعودة الى الدوري الإنجليزي الممتاز قدم الأرسنال المزيد من الأداء المصحوب بثقة وتألق امام فولهام، ومع وضع عين على مباراة الإياب امام ريال مدريد ترك فينغر لاعبه فابريغاس على دكة البدلاء، لكن الشاب شارك في الدقائق العشر الأخيرة واحرز الهدف الرابع في فوز الأرسنال بنتيجة 4-0 .
مع عودة ديفيد بيكهام الى اللعب في انجلترا للمرة الأولى منذ رحيله الى ريال مدريد في 2003 ، توجهت كل الأنظار الى ملعب الهايبري، ومرة اخرى دفع الفريق الملكي بفريق مدجج بالنجوم الدوليين، ومرة اخرى صمد الأرسنال، وتمكن ليمان من صد العديد من الكرات، ولأغلب الوقت تمكن فابريغاس وزملاؤه في وسط الملعب من الحد من خطورة الفريق الزائر، وكانت اللحظة السلبية للشباب خلال المباراة عندما أضاع فرصة حقيقة في الشوط الأول حينما بدا عليه فقدان التركيز قليلاً ، ودافع الأرسنال ولم يتمكن الريال من كسر صمود الدفاع ، ليتمكن الفريق اللندني من إقصاء الريال من البطولة.
الأداء الاستثنائي من فابريغاس في مباراتي الذهاب والإياب امام أنظار الجماهير الاسبانية رفع من فرصه في قائمة المنتخب الأسباني لنهائيات كأس العالم، وهو الهدف الذي أصبح منطقياً أمامه، فاذا واصل بنفس هذا المستوى والتطور فان المدرب لويس اراغونيس سيكون مجنوناً ان لم يستدعه الى قائمة الماتادور.
وبعد مشاهدة مستواه امام ريال مدريد في مباراتي الذهاب والإياب في دور ال16 من بطولة دوري ابطال اوروبا، لم يعد هناك شك بان الجمهور الاسباني سيطالب بإدراج فابريغاس ضمن قائمة المنتخب للمونديال.
لكن مرة اخرى تلقى فابريغاس والأرسنال قرعة صعبة للدور ربع النهائي في بطولة دوري أبطال أوروبا عندما وضعتهم في مواجهة يوفينتوس تحت اشراف الخبير الإيطالي فابيو كابيلو!.
في حلقة الغد
مواجهة خاصة ضد فييرا واليوفي..
الطريق الى نهائي باريس 2006..