الحلقة (10) خليط من مشاعر الفخر والإثارة والإحباط في ليلة باريس
مع وجود فترة عشرة أيام ما بين المباراة الحاسمة امام ويغان ومباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، لم يقلق فينغر بشأن إراحة عدد من لاعبيه، فقد اختار تشكيلة كاملة للمباراة الأخيرة في الدوري، رغم أن الفريق الزائر حاول أقصى ما يمكنه من اجل افساد ليلة المدفعجية بعد تأخره بنتيجة 2-1 بعد مضي 30 دقيقة، كان الفوز من نصيب الأرسنال، وفجأة انطلق هدير رهيب من مدرجات مشجعي الأرسنال مع وصول الأخبار بان ويستهام تمكن من الفوز على توتنهام، وخطف الأرسنال المركز الرابع، ثم تحوّلت الأنظار الى نهائي باريس.
في ليلة نهائي دوري أبطال أوروبا 2006، دفع برشلونة بتشكيلة مليئة بالنجوم، من بينهم زميل فابريغاس أيام اكاديمية برشلونة، ليونيل ميسي، بجانب صامويل ايتو والبرازيلي رونالدينهو، لكن فينغر تمنى ايضاً ان يبث فريقه الخوف في قلوب الكاتالونيين بوجود المواهب المتمثلة في فابريغاس، هنري وبيريز .
وعكس فابريغاس ثقته بالقول :" برشلونة فريق يمكن هزيمته، نعم هم فريق عظيم وقد اثبتوا ذلك خلال العامين الأخيرين، وستكون مباراة صعبة، لكن هذا هو الحال طوال المنافسة، ضد ريال مدريد لم نكن المرشحين للتأهل، وامام يوفينتوس ايضاً لم نكن المرشحين، اتمنى ان يتواصل ذلك".
واصل الأرسنال الاعتماد على طريقة 4-5-1 والتي ساعدت الفريق على بلوغ النهائي، وقد كان شعور الخروج الى أرض ملعب النهائي، وحتى إجراء عملية الإحماء قد ترك فابريغاس في أجواء خاصة، ليستمتع بكل دقيقة من تلك اللحظات، فهذه هي نوع المباريات التي ولد ليلعبها.
بعد انتهاء مراسم المناسبة وترديد الشعارات والتقاط الصور، بدأت المباراة، لكن سريعاً ما تلقى الأرسنال ضربة موجعة بحلول الدقيقة 18 عندما تلقى ينز ليمان البطاقة الحمراء لعرقلته ايتو خارج منطقة الجزاء، كانت تلك لحظة كارثية بعد بداية واعدة للمدفعجية .
وكان بيريز هو الضحية بدخول مانويل المونيا لحراسة المرمى، ومنذ تلك اللحظة وضح انها ستكون معاناة كبيرة للأرسنال، لكن المدفعجية كافحوا، وقدم فابريغاس مجهوداً لا يقدر وضع من خلاله جبلاً أمام تحركات ميسي ورونالدو، وسلبهم حرية معاقبة فريقه .
ثم، وليتفاجأ الجميع، تمكن الأرسنال من التقدم، عندما نفذ ايبوي ركلة حرة، أوصلها هنري الى سول كامبل الذي وضعها في المرمى معلنةً هدف التقدم للأرسنال، فهل يتمكن سيسك ورفاقه من الصمود؟
حث فينغر فريقه على التركيز، ومع بداية سقوط أمطار على أرض الملعب، بدأ المدفعجية يشعرون بانها ربما تكون ليلتهم، ركز لاعبو برشلونة على الهجوم، ومع تقدمهم كاد هنري ان يعاقبهم بهدف آخر .
وقرر فينغر ان يدفع بفلاميني بديلا لفابريغاس مع آخر 15 دقيقة، لشعوره ان الاسباني قدم كل ما يمكنه وان الدفع باقدام أكثر طاقة قد تصنع الفارق في الدفاع عن الهدف الوحيد، لكن بدلاً من ذلك تمكن برشلونة من العودة الى المباراة، وجلس فابريغاس بلا قوة على دكة البدلاء وهو يشاهد كأس البطولة تضيع من بين أيدي لاعبي فريقه.
واحتفل برشلونة بتحول درامي في المباراة عندما تمكن من احراز هدفين خلال أربع دقائق، لينهي المباراة بالفوز 2-1 .. وسقط سيسك في دوامة إحباط.
عايش لاعبو الأرسنال مرارة الخسارة المفاجئة، والشعور بالتعرض للظلم من التحكيم في المباراة .
وقال فابريغاس :" يجب ان تكون عادلاً في كرة القدم، عليك ان تكون منصفاً واذا فزت عليك ان تفوز بالطريقة الصحيحة، لا أريد ان أضع نفسي في مكان انتقاد الحكم، لكن ربما يكون ذلك صحيحاً، اذا رأيتم للهدف الأول ترون أنه جاء من حالة تسلل واضحة"، وكان سيسك غاضبا أيضاً من طريقة اللعب التي مارسها مدافعو برشلونة رافايل ماركيز وكارلوس بويول مع هنري !.
بالنسبة لفابريغاس لم تكن تلك هي نهاية الموسم، فقد كان عليه ان يترك هذا الإحباط وراءه، والتركيز على التحدي التالي، لأن اراغونيس واسبانيا في انتظاره حيث تتحول المغامرة الأوروبية الى العالمية .
لم يخفَِ فابريغاس رغبته الكبيرة في تمثيل منتخب بلاده في البطولات الكبرى، وقال :" بطولة كأس العالم هي حلم بالنسبة لي، إنه التقدير الأكبر الذي يمكن أن يحصل عليه اللاعب، وسيكون رائعاً إذا تمكنت من الدخول في قائمة منتخب بلادي الى مونديال ألمانيا".
لكن اللاعب ايضاً أبدى استعداده لتفهم امكانية عدم تمكنه من ذلك بقوله :" الحقيقة هي أني لازلت صغيراً، وأعلم أن مسألة دخولي الى قائمة المنتخب للمونديال ستكون أمراً صعباً، لوجود العديد من النجوم الكبار، سأتفهم الأمر".
لكن وبعدما ضمن مقعده في طائرة المنتخب الاسباني المتوجهة الى المانيا، بدأ فابريغاس التفكير في قضاء صيف مثير مع زملائه في المنتخب.
قدم المنتخب الاسباني جهداً كبيراً لبلوغ النهائيات، ورغم انه لم يخسر في طريق التصفيات، الا انه سمح لمنتخب صربيا ومونتنيغرو اعتلاء صدارة المجموعة بفارق نقطتين، مما وضع المنتخب الاسباني في مواجهة لحسم التأهل مع منتخب سلوفاكيا، وتمكن من كسبها دون صعوبة، لكن سيكون عليهم تحسين مستوى الأداء في نهائيات ألمانيا .
المنتخب الاسباني ومثل العديد من المنتخبات أجرى عددا من المباريات الودية استعداداً للمونديال، وقد كان سيسك حريصاً على ان يقدم افضل ما لديه من اجل ان يترك انطباعاً جيداً لدى المدرب، لكن كان هناك تنافساً قوياً على خط وسط المنتخب.
وجد فابريغاس نفسه على دكة الاحتياطي للمباراة الأولى في النهائيات امام المنتخب الأوكراني حيث قرر اراغونيس الدفع باللاعبين تشافي، اكزابي الونسو وماركوس سينا، لكن قبل النهاية ب15 دقيقة دفع به المدرب، ليصبح فابريغاس أصغر لاعب على الإطلاق يشارك مع المنتخب الاسباني في نهائيات كأس العالم، وهو بعمر 19 عاماً و 41 يوماً فقط .
ولم يتردد فابريغاس في الحديث لوسائل الإعلام بان منتخبه يملك التوازن اللازم في هذه البطولة حيث قال : " لكل منتخب مميزاته، هناك منتخبات أقوى لكنها تملك موهبة أقل او قدرات تحكم أقل، لكن أعتقد أن المنتخب الاسباني يملك خليطاً جيداً من اللاعبين ".
في حلقة الغد
أداء ينتزع إشادة مارادونا..
مواجهة سيسك وهنري في المونديال..