السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أعلم من أين أبدأ ولا كيف أبدأ , فأنا مشتّت (هلاليّا) منذ ذلك الثلاثاء الحزين
دعونا بداية نتّفق على أن كرة القدم فوز و خسارة و يوم لك و يوم عليك
و دعونا نتّفق أيضا على أن كرة القدم لا يمكن لأي نادي فيها أن يكون بمستوى ثابت على طول الأيام
و دعونا قبل كل هذا نجزم على أن أي فريق و مهما كانت قوّته لن يبلغ و يحقّق ما يريد
إلا بتوفيق الله أولا و بـ (اتحاد) الرجال ثانيا , و ما بين القوسين ازداد عدد معجبينه في الفترة الأخيرة !!
كل هلالي مخلص و وفي و (عااااااشق) للكيان سيتّفق معي على أن هلال الثلاثاء لم يكن في يومه أبدا
و أن الفريق الهلالي قدّم يومها واحدة من أسوأ المباريات في تاريخه
و أنّنا خرجنا من بطولة استعصت علينا في السنوات التسع الأخيرة في وقت كانت هذه البطولة هواية هلاليّة خالصة
و لكن و كما يقال : رب ضارّة نافعة !
فبعد تلك المباراة تحديدا تابعنا في المنتديات الهلاليّة مسلسل (سقوط) (الأقنعة) و الذي لم تنتهي حلقاته إلى الآن
و هو بالمناسبة مسلسل لم يشهده الهلال منذ تأسيسه !
فخروجنا على يد الاتّحاد من الآسيويّة جعلنا نكتشف جميعا الفرق بين الهلاليّون و المتهلهلون
فالهلاليّون حزنوا كثيرا على هذا الخروج المر و أخذوا وقتهم الكافي من الحزن و لكن بعد ذلك
خرجوا و جدّدوا ثقتهم بفريقهم و بلاعبيهم بلا استثناء ليس حبا فيهم و لكن حبا للشعار الذي يزين صدورهم
و لم يبدؤوا بشن الهجمات تجاه الإدارة من جهة و تجاه اللاعبين من جهة أخرى
كما فعل أولئك المتهلهلون
و لم يبدؤوا بتصفية حساباتهم مع اللاعبين و مع الإدارة
كما فعل أولئك المتهلهلون
ليس لشيء إنّما حبا للشّعار الذي عشقوه منذ الصّغر
و لم يبدؤوا بمطالباتهم برحيل اللاعب الفلاني و المدرّب الفلاني و الإداري الفلاني
كما فعل أولئك المتهلهلون
بل كانوا رجالا (عاشقين) للكيان و الكيان فقط , و لأجله فقط جدّدوا ثقتهم بهم جميعا .
فهم يعلمون تماما بأن هلالهم يمرض و لا يموت .
كيف تفسّرون أيّها المتهلهلون محاربتكم للاعبي فريقكم و إدارته في وقت هم مقبلون فيه على بطولة مهمّة ؟
كيف تفسّرون أيّها المتهلهلون انهزاميّتكم الفاضحة و تطالبون لاعبي فريقكم بعكس ما أنتم عليه ؟
كيف تفسّرون أيّها المتهلهلون مطالبتكم برحيل بعض اللاعبين و هم مقبلون على بطولة لم يسبق أن حقّقها هلالنا ؟
كيف تفسّرون أيّها المتهلهلون نعتكم لبعض لاعبي فريقكم بالتخاذل و أنتم تتخاذلون في تشجيع فريقكم في أهم وقت ؟
سأطرح على المتهلهلين قصّة حدثت مع والدي رحمه الله و بقيت عالقة في ذهني إلى الآن ..
في يوم من الأيّام كان لأبي صديق يكنّى بـ (أبو خالد) و كان رجل كريم و شهم و تجده عند الحاجة
و كان هذا الرجل مثال للصديق المخلص و الوفي , و في يوم من الأيام قرّر (أبو خالد) الدخول في مشروع كبير
و وضع تقريبا جل أمواله فيه و تديّن من أشخاص كثر لأجل أن يشارك بهذا المشروع
و يوما بعد يوم بدأ يتطوّر المشروع و يكبر إلى أن حلّ قضاء الله و قدره
و حصل التماس كهربائي و احترق المجمّع أتلفت جميع موادّه , (أبو خالد) عندما علم بما حصل جن جنونه
و بدأ يبكي من شدّة قهره , و عندما بدأ والدي و بعض من الأصدقاء في تهدئته قال لهم
بأنه والله ليس بحزين على المشروع بل على الكيفيّة التي سيرد بها الديون لأصحابها !!؟
فسأله والدي عن المبلغ فقال له بأنه مبلغ كبير (لا أفضّل ذكره) فقال له والدي تعوّذ من إبليس و اذكر الله
و مايصير خاطرك إلا طيّب .
و بدأ والدي و صديق مقرّب له بالدّوران حول أصدقائه و طرح القصّة عليهم و سؤالهم عن إمكانيّة مساعدتهم
له من عدمها
فكان رد الأغلبية بالسّلب رغم أن أغلبهم حالتهم المادّيّة ممتازة و لله الحمد و لكن .....
فقرّر والدي و بمعيته خمسة من الأصدقاء بتكوين جمعيّة لجمع الأموال للأخ (أبو خالد) و بحمد الله و قوته
استطاع الوالد الفاضل و خمسة من أصدقائه المخلصين أن يجمعوا المبلغ المطلوب
و قدّموه إلى (أبو خالد) ليفكّوا ضيقته و ليسدّد ديونه
و سألت الوالد رحمه الله حينها (وش اللي حادّك إنّك تسوي هالشّي و تضايق نفسك) ؟
فقال لي : في وقت الشّدائد تظهر الرّجال و هم قلائل أما في وقت الفرح فيا كثر اللي يسمّون نفسهم رجال وانا أبوك !!
خلاصة القصة
إلى أولئك المتهلهلون و من يدّعون الهلاليّة و هم أبعد ما يكون عنها أقول : تعلّموا من أولئك الرّجال كيف
تقفون مع هلالكم في وقت الشّدّة و وقت الانكسار و تعلّموا كيف تتّحدوا لتخرجوا هلالكم من هذه المرحلة
فهلالنا في أمسّ الحاجة لنا في هذا الوقت تحديدا و إن لم نتكاتف و نتّحد لأجل هذا الهلال في هذا الوقت
فنحن والله لا نستحق هذا الهلال و من العيب و العار أن نسمّي أنفسنا كذلك .
جرأة قلم
- عجبي!! كيف استطاع برشلونة الإسباني أن يحقّق بطولة أبطال أوروبا بالرغم من فرحة جماهيريهم بتحقيق بطولة الدّوري!!
- من أبرز ما فعله المتهلهلون هو نسف كل مجهودات الإدارة و عملها الجبّار و نسف تاريخ أحد أساطير الهلال و (ريحة) جيل العمالقة فقط من أجل مباراة !!!
- اللاعب الذي كان صفر على الشمال أصبح اليوم مضرب مثل عند المتهلهلون و أصبح هو و فريقه بـ(نظرهم) قادرا على تكسير رؤوسنا !! فقط من أجل مباراة !!
- اللاعب (النّاطح) كان أكثر المكروهين فأصبح أول المطلوبين عند المتهلهلين !!
- من يبحث عن مصلحة الهلال (فعلا) عليه أن يقف مع كل لاعب (مهما بلغ من سوء) ليس لأجله إنّما لأجل مصلحة الهلال و في نهاية الموسم لكل حادث حديث .
- لن أحزن أبدا على رحيل المحارب رادوي و اسألوا من عاصر صالح النّعيمة عن السّبب !!!
- بعض هؤلاء المتهلهلون فضح نفسه و هو يقول بأن إدارة ابن مساعد فشلت في تحقيق آسيا و كأن الهلال كان قد حقّقها قبل استلامه للرئاسة بسنة !!!
- من أسوء ما قرأت فعلا هو استشهاد أحد المتهلهلين بـ محمد نجيب و المهرّجون الأربعة انتصارا لموقفه ضد الإدارة !!!! إلى أي حال وصلت عقولهم !!!!
- من يعرف الهلال حق المعرفة يعي تماما بأن الهلال قادر على العودة إلى مستواه و مكانه الطبيعي مهما طال الزّمن , فقط وقفة رجااااال !!!
- لم يجرؤ أي نادي على الاقتراب من رقم الهلال الآسيوي حتى و الهلال بعيد عن البطولة لما يقارب العقد من الزمان !!
ختاما , الحمد لله على نعمة الإسلام و الحمد لله بأن جعلني هلالي منذ مولدي
أخوكم / أبو صالح
