
13/02/2005, 02:01 PM
|
| زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 04/11/2002 المكان: في كل حرف من صدى الكلمات
مشاركات: 415
| |
[align=center] مكافحة الإرهاب .. المزايدات والعلاج !! شئ مؤسف حقا ما نراه في مشهدنا العلمي والثقافي ، حيث أصبحت قضايا الأمة ومآسيها ميدانا للمزايدات على الوطن والأمن ..
فأصبح الشغل الشاغل لكثير من المثقفين والصحفيين وطلبة العلم والعلماء هو إحالة هذه القضايا التي نمر بها من شهود حالات العنف والقتال والدماء ميدانا لتوسيع الهوة بين أبناء البلد ، وتفريق الصف ، وتصفية الحسابات الخاصة . الجادون فقط هم الذين يعملون بصمت ، ويؤدون الرسالة بصدق ، وينطلقون في معالجة ظاهرة العنف والغلو في الدين من منطلق الناصح المشفق على امته ووطنه ، فهو يسعى الى الطريق السالك الجميل المثمر في سبيل تقليل الشر ان لم يكن قادرا على اجتثاث الامر من أصوله وانهائه بلا رجعة ! لقد ظهرت في الساحة مصطلحات كثيرة انتجتها حركة العنف التي تتبناها جماعات القتال والقاعدة ، حيث نسمع بين فينة وأخرى مصطلحات عائمة ،
فالمنهج الخفي ، والحية الخفية ، والمحرضون على الارهاب ، وغيرها هي كلمات تشعل فتيل المشكلة أكثر من اخماد نارها ، وليس هذا بمنهج متزن في معالجة مثل هذه المشكلة الراهنة والتي تشهد فصولها الأخيرة ان شاء الله تعالى . نعم .. هناك مشكلة فكرية نواجهها ، وهناك أوضاعا مأزومة نعيشها ، وهناك خطابا يحتاج الى مراجعة مرة بعد مرة ، وهذا كله لا يعني خلط الاوراق ، ولا اتهام البراء بالعيب والبهت ، ولا الاستقواء بالاسم والمنصب والمكانة الاجتماعية ليمارس الانسان كل ما يريد باسم " مكافحة الارهاب " ثم نفاجأ فاذا هو يقنن لارهاب من نوع جديد ، إنه الارهاب الفكري الصحفي الذي يرمي الناس بشرر من التهم والافتراءات والاكاذيب حيث ينصب نفسه الخصم والحكم في نفس الوقت . والله اني لا اقول هذا الكلام تحيزا لفئة ، او نصرة لمنهج على آخر ، بل إني ارغب في العيش في الميدان الرحب بعيدا عن كل تصنيف او اتباع لغير الحق الذي اراه واستعد ان اضحي في سبيله ان كان نافعا مثمرا ، ينتج وعيا ورقيا في العلم والفكر .
إننا معاشر الاخوة الكرام نعيش مرحلة خطيرة تتطلب منا وعيا بالمنهج الأقوم في مواجهة المشكلات ، والتركيز على الأفكار ونقدها بعيدا عن الاتهامات والتقاذف بالإدانات المتبادلة ، وعدم تسخير وسائل الاعلام لزيادة المشكلة بدلا من حلها ، فان الاعلام يمارس دورا خطيرا في بث الأفكار والقيم ، فان استخدم في اذكاء روح التطاحن داخل المجتمع فان هذا سيزيد من غلوا الفتنة ، وسيخسر الكثير من المستمعين لانعدام مصداقيته في المعالجة للمشكلة الراهنة ، وخاصة اننا نشاهج تسطيحا وسخفا في معالجة مشكلة خطيرة مثل مشكلة الاحداث الراهنة التي تعانيها البلد . عندما يقف ذلك المثقف او الصحفي او الاعلامي او الشيخ يتحدث عن مثل هذه المشكلة فانه يمارس في أحيان كثيرة الا ما ندر نوعا من " الاستعداء " للمستمعين ، غافلا ان مهتمته مخاطبة من يتبنى مثل هذه الافكار المنحرفة ، واستلال ما يحمل من أفكار بطرح هادئ متزن يحس فيه نوعامن الحدب عليه ، والحرص على سلامته من الغلو ،
واقناع من يتعاطف مع مثل هذه الأفكار بخطأ الطريق وعواقبه الوخيمة ، بعيدا عن الطرح الاستعلائي ، او الهجائية التي تحيل المستمع الى عدو للمتحدث أيا كان موقعه او مكانته العلمية او الدعوية . إن الضحالة في المخزون العلمي والفكري والثقافي ، وعدم معرفة أدبيات التوجهات العلمية والفكرية ومناهج التغيير والاصلاح هو الذي يبعث على هذا الخلط العجيب ، وجعل الناس في كفة واحدة بدون تمييز حتى يجعل خطيبا من المعتقين في الوقوف على منبر من المنابر يتهم جماعة " التبليغ " بانها وراء مثل هذه الأحداث ! ، ولا أدري هل يعي مثل هذا أن جماعة التبليغ ليس في أحندتها الدعوية طرح التغيير او العنف او الطرح السياسي ، ولكنه وجد الحدث فرصة لتفريغ شحناته النفسية على خصومه هؤلاء لأن له موقفا نفسيا او منهجيا من هؤلاء . في البعد القضائي والقانوني لا يجوز توجيه اتهام لأحد الا ببينه تثبت عليه التهمة ،
والا لأدعى اي أحد على خصومه الجريمة والانحراف ، وفي غياب المحاسبة القضائية الدقيقة لمثل هؤلاء صارت " الصحافة " ميدانا واسعا لاتهام الابرياء ، وتوجيه الاتهام لأي شخص اتحفظ على طريقته او منهجه ، والصقه بـ " الارهاب " واطبع عليه هذه الكليشة الجاهزة لكل من يقف في طريقي ورؤاي . ولو كان هناك ردع لمثل هؤلاء المتطاولين لما رأينا ما يحصل في الاعلام ، فإن الاتهام بالارهاب او الدفاع عن الارهابيين او الوقوف في صفهم هو دعوة الى معاملة هؤلاء معاملة الارهابين من القتل او السجن ، فان لم يثبت مثل هذا " الصحفي " التهمة بالبينات الواضحات فانها تعد من " الدعاوى " الكيدية التي يحكم بمثلها بالعقوبة على الكيدي ورد الاعتبار للمتهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال دماء اقوام واموالهم ، ولكن البينة على المدعي واليمين على من انكر " . إن السكوت على مثل هذه الممارسات لا يخدم البعد الامني في القضاء على ظاهرة الارهاب ، وهانحن نعيش على اعتاب مؤتمر اممي لمكافحة الارهاب ، فاذا لم نحسن التعامل مع قضيته تعاملا داخليا صحيحا فان الطرح الاممي سوف يكون اشق واصعب ، وفشل اهل الاعلام والفكر في معالجة الظاهرة من الداخل سيسقطهم في الخارج من باب اولى . يقول المثل الدارج ( صديقك من صدقك لا من صدّقك ) ، وهذه القاعدة حري ان يأخذ بها الساسة والمسؤولون في البلد ،
فان المكاشفة في الأخطاء ، وقبول النقد بصدر رحب سوف يفجر الطاقات في معالجة المشكلة بكل وضوح ، والوقوف على ابعادها الحقيقة ، والنظر اليها بشمولية لا تستثني أحدا من المحاسبة والمكاشفة ، وستجعل الناس يتركون القشور في المعالجة ويتوجهون الى اللب ، وكل يتحمل مسؤولية اخطائه ، فان الاعتراف بالحق خير من التمادي في الباطل ، واعطاء الناس مساحة كبيرة من الحرية في الحديث عن المشكلة بصدق دون حجب بعض جوانبها سيسهم اسهاما كبيرا في تظافر الجهود في حل المشكلة ووضع الترتيبات اللازمة حتى لا تعود المشكلات في المستقبل ، وليس هذا مقتصرا على قضية " الارهاب " بل لا بد ان تتعداها الى كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،
فان الجو الحر هو المناخ العظيم للاصلاح في كل مجالاته ، والشفافية والمصارحة هي التي تحل المشكلات والسكوت عليها بحجة الهاجس الامني لاهل الفكر والرأي هو الذي يعاظم المشكلات ولا يحلها ، وجو الحرية هو الذي يقطع الطريق على المقتاتين والمزايدين على جراحاتنا ومآسينا ... والله تعالى أعلم !  [/align]
[B] حدثنا قيس بن حفص حدثنا عبد الواحد حدثنا الحسن حدثنا مجاهد عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما قوله ( من قتل نفسا معاهدا )
كذا ترجم بالذمي , وأورد الخبر في المعاهد وترجم في الجزية بلفظ " من قتل معاهدا " كما هو ظاهر الخبر , والمراد به من له عهد مع المسلمين سواء كان بعقد جزية أو هدنة من سلطان أو أمان من مسلم , وكأنه أشار بالترجمة هنا إلى رواية مروان بن معاوية المذكورة فإن لفظه " من قتل قتيلا من أهل الذمة " وللترمذي من حديث أبي هريرة " من قتل نفسا معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله " الحديث وقد ذكرت في الجزية من تابع عبد الواحد على إسقاط جنادة ونقلت ترجيح الدارقطني لرواية مروان لأجل الزيادة وبينت أن مجاهدا ليس مدلسا وسماعه من عبد الله بن عمرو ثابت فترجح رواية عبد الواحد لأنه توبع وانفرد مروان بالزيادة , وقوله " لم يرح " تقدم شرحه في الجزية , والمراد بهذا النفي وإن كان عاما التخصيص بزمان ما لما تعاضدت الأدلة العقلية والنقلية أن من مات مسلما ولو كان من أهل الكبائر فهو محكوم بإسلامه غير مخلد في النار ومآله إلى الجنة ولو عذب قبل ذلك . قوله ( أربعين عاما )
كذا وقع للجميع وخالفهم عمرو بن عبد الغفار عن الحسن بن عمرو عند الإسماعيلي فقال " سبعين عاما " ومثله في حديث أبي هريرة عند الترمذي من طريق محمد بن عجلان عن أبيه عنه ولفظه " وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا " ومثله في رواية صفوان بن سليم المشار إليها , ونحوه لأحمد من طريق هلال بن يساف عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم " سيكون قوم لهم عهد فمن قتل منهم رجلا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما " وعند الطبراني في الأوسط من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة بلفظ " من مسيرة مائة عام " وفي الطبراني عن أبي بكرة " خمسمائة عام " ووقع في الموطأ في حديث آخر " إن ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام " وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير من حديث أبي هريرة , وفي حديث لجابر ذكره صاحب الفردوس " إن ريح الجنة يدرك من مسيرة ألف عام " وهذا اختلاف شديد , وقد تكلم ابن بطال على ذلك فقال : الأربعون هي الأشد فمن بلغها زاد عمله ويقينه وندمه , فكأنه وجد ريح الجنة التي تبعثه على الطاعة , قال : والسبعون آخر المعترك ويعرض عندها الندم وخشية هجوم الأجل فتزداد الطاعة بتوفيق الله فيجد ريحها من المدة المذكورة , وذكر في الخمسمائة كلاما متكلفا حاصله أنها مدة الفترة التي بين كل نبي ونبي فمن جاء في آخرها وآمن بالنبيين يكون أفضل في غيره فيجد ريح الجنة , وقال الكرماني : يحتمل أن لا يكون العدد بخصوصه مقصودا بل المقصود المبالغة في التكثير , ولهذا خص الأربعين والسبعين لأن الأربعين يشتمل على جميع أنواع العدد لأن فيه الآحاد وآحاده عشرة والمائة عشرات والألف مئات والسبع عدد فوق العدد الكامل وهو ستة إذ أجزاؤه بقدره وهي النصف والثلث والسدس بغير زيادة ولا نقصان , وأما الخمسمائة فهي ما بين السماء والأرض . قلت : والذي يظهر لي في الجمع أن يقال إن الأربعين أقل زمن يدرك به ريح الجنة من في الموقف والسبعين فوق ذلك أو ذكرت للمبالغة , والخمسمائة ثم الألف أكثر من ذلك , ويختلف ذلك باختلاف الأشخاص والأعمال , فمن أدركه من المسافة البعدى أفضل ممن أدركه من المسافة القربى وبين ذلك , وقد أشار إلى ذلك شيخنا في شرح الترمذي فقال : الجمع بين هذه الروايات أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص بتفاوت منازلهم ودرجاتهم . ثم رأيت نحوه في كلام ابن العربي فقال : ريح الجنة لا يدرك بطبيعة ولا عادة وإنما يدرك بما يخلق الله من إدراكه فتارة يدركه من شاء الله من مسيرة سبعين وتارة من مسيرة خمسمائة . ونقل ابن بطال أن المهلب احتج بهذا الحديث على أن المسلم إذا قتل الذمي أو المعاهد لا يقتل به للاقتصار في أمره على الوعيد الأخروي دون الدنيوي , وسيأتي البحث في هذا الحكم في الباب الذي بعده
.  | |