أخوي جوكر موضوعك رائع جداً ويحكي الواقع فعلاً، واسمح لي أضع ردي هذا وان كنت حطيته في موضوع الغالي رشود. التفاعل مع موضوعك شجعني.

بسم الله الرحمن الرحيم

في الحقيقة لا أدري من أين أبدأ لكن سأبدأ،،

آرسين فينغر ذلك المدرب الذي صنع من نادي انجليزي تقليدي تحفة كروية تعشقه جميع
الجماهير من مختلف أصقاع العالم بل كسب ود الجماهير من الأندية المنافسة.

آرسين فينغر ذلك المدرب الذي وضع نظام وأسس وفلسفة خاصة بأكاديمية آرسنال للشباب،
حتى سميت الأكاديمية بريال مدريد أوروبا للشباب.

آرسين فينغر ذلك المدرب الذي يمتلئ قلبه بحب النادي وشغفه وولعه المنقطع النظير للكرة.

والكثير الكثير من هذا المدرب الأسطوري الذي يرتبط تطور البريمرليغ دوماً باسمه ويعتبر
أحد عرّابي البريمر بوجهه الحالي.

ولكن ،،،

عتبي الكبير كأي مشجع آرسنالي يقع على أخطاءه الساذجة و عيوبه التي تكدر كل ذلك
كما يكدر الخل العسل.

فطريقته في الابدال والاحلال تتخطى فهمي المتواضع، فكيف لك أن تشتت وتنسف فريق
جلب لك الدوري بلا هزيمة و يصعد لنهائي الأبطال كسابقة في تاريخ النادي بهذه
السهولة، كالتي نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثاً !!
تحتاج إلى المادة ؟ تحتاج لعمل توازن في سلم مرتبات اللاعبين ؟ تحتاج لمواكبة ظروف
بناء استاد جديد ؟ لا بأس، ولكن هذه ليست الطريقة المثلى. لديك 17 لاعب مميز، أبق
فقط على 6 لاعبين أصحاب خبرة وشخصية قيادية تساعدك في نقل ثقافة النادي وعقلية
الفوز والخبرة المتراكمة من سنوات حلوة ومرة للجيل الجديد وتصرف كما تشاء في الـ 11
البقية. أما أن تبني وتبدأ من الصفر من جديد فهذا يسمى حمق و سذاجة و "غلطة عُمُر".
ومع أنني أكره هذا المثال إلّا أنه أبلغ من ألف كلمة وكلمة، فما فعله غيغز وسكولز
وغاري نيفيل ومن قبلهم ومعهم سولسكيار ومن بعدهم ومعهم كذلك فيرديناند وفان سار و
فيديتش من نقل للعقلية القتالية وروح الانتصار يعجز أذكى وأدهى المدربين من زرع هذه
الخصال بالمحاضرات والطبطبة على الرأس، فهم مثال و قدوة حية لمن بعدهم. وبعد هذا
كله يكفيك أن أقول لك أن أقدم لاعب في الفريق حالياً هو كليشي، أترك المجال لخيالك عزيزي القارئ.

أيضاً طريقته في التعامل مع اللاعبين المقصرين، حتى متى التربيت على الكتف ودغدغة
المشاعر ؟ المحسن نقول له أحسنت ليزداد إحساناً والمقصر نقول له قصرت ليرجع
ويحاسب نفسه ويعلم أنه لا مجال للمجاملة. أما أن أدافع عنهم وأغطي أخطائهم في كل
مؤتمر صحفي ولقاء اعلامي فهذه كارثة وتحمله على التمادي بل تجعل المحسن يرى أنه
كغيره من اللاعبين العالة ولا داعي لبذل المجهود دام أنه لا يوجد فارق يذكر. وطبعاً لا
أطلق الأمر هكذا دائماً، ولكن تطبيق مبدأ شعرة معاوية مطلب. قد يقول البعض أنه
يتحدث مع اللاعبين من دون الحاجة للاعلام، فأقول له ليس كما تظن، فيكفيك تصريح
أحد اللاعبين -المستغربين- الموسم الماضي حينما قال أن فينغر دخل علينا بين الشوطين
في مباراة ليفربول وقال لنا أنتم لا تستحقون ارتداء هذا الشعار، وكيف أن هذا الغضب
يعد سابقة على اللاعبين ولم يعهدوها منه، وكانت نتيجة ذلك التوبيخ والتقريع الرجوع
بالنتيجة والانتصار، ويكفيك أيضاً أنه بعد كارثة نيوكاسل هذا الموسم حينما فرطوا بتقدم 4
أهداف كأول مرة في تاريخ البريمرليغ أقول يكفيك أن تعلم أن ردة فعله مع اللاعبين بكل
بساطة هي الصمت فقط وابداء الغضب بتعابير الوجه، أي ادارة للاعبين شبان هذه ؟!
وعلى النقيض السير أليكس يضع حفرة في جدار غرفة تبديل ملابس الفريق بويمبلي بعد
رميه الكرسي اتجاه سكولز الذي تسبب بخروج فريقه أمام السيتي بل يحرمه من عشائه
تلك الليلة وكأنه يعامل طفل وليس لاعب يعتبر أيقونة في انجلترا فضلاً عن ناديه أمام
زملاءه بالفريق. إنها الادارة والتوجيه وتصحيح المسار متى ما خرجت الأمور عن ما رسم لها يا سادة.

أضف إلى ذلك التجديد للاعبين أثبتوا عدم اضافتهم للفريق أي فائدة بل على العكس
تماماً، بمرتبات عالية لا يستحقون نصفها كأمثال روزيسكي و دينيلسون وحبيس غرفة
العلاج ديابي. بل أن هذا الشيء يجعل انتقالهم من النادي أمراً صعباً لعدم قدرتهم بالوفاء
بمرتباتهم الغير معقولة.

وهذا ينقلنا لادراك حقيقة يعلمها كل آرسنالي، أن هذه الأمور تأتي بعد رحيل شريك فينغر
بالنجاح وصديقه المقرب المدير التنفيذي السابق ديفيد دين. فمنذ رحيله لم يعد هناك
صوت فوق صوت فينغر، ولا تعرف الادارة إلا كلمة "تم" و "سم" فضلاً عن ابتعاد الفريق
عن سكة البطولات بعد رحيله. ولا أقول أنها ديكتاتورية من فينغر ولكنهم لا يستطيعون
مجاراة الرجل. واذا سُيِّرت الأمور بدون المشورة فقل على الدنيا السلام. وخصوصاً اذا
افتقدت المشورة من رجل كديفيد دين عرّاب الانتقالات.

وأختم بنقطة تكتيك السيد فينغر، مسألة أن رأس حربة الفريق يتواجد دائماً في عمق الوسط
فهذا سخف، وأن تلعب بلاعب في غير مركزه الذي يبدع به -ثيو ونيكلاس وروبن
ونصري- فالأولين رأسي حربة والثاني مهاجم متأخر والأخير محور هجومي وموزع.
وأن يتناقل الجهلة من مدربي الدوري ورقة تكتيك ايقاف الفريق بينهم، فهذه سذاجة لا تليق
بمدرب بمكانتك يا فينغر. كل ما أتمناه رجوع الفريق لخطة 4-4-2 التي عرفنا فيها
البطولات والأكثر مرونة في حال تغير طريقة لعب الخصم، ولكن لقد أسمعت لو ناديت
حياً ولكن لا حياة لا تنادي.

عبدالله.