ساكي يقترح على إيتو ثلاثة أضعاف راتبه, وإيتو يرفض.

حاول أريغو ساكي المدير التقني الجديد لريال مدريد إغراء المهاجم الكامروني سامويل إيتو بالعودة للريال بعد نهاية هذا الموسم, فكان الرد على محاولته هو : لا.

بعد انبهاره بعقلية إيتو المحبة للفوز دائما ومستواه التقني الرائع وتصدره لهدافي الليغا واحتلاله الصف الثاني في ترتيب الحذاء الذهبي لأفضل مهاجم أوربي, اتصل ساكي بإيتو منذ عدة أسابيع لإرجاعه إلى عاصمة إسبانيا, لكن الأسد رفض العرض رغم أن ساكي عرض عليه ثلاثة اضعاف راتبه الذي يتقاضاه في برشلونة وكان الجواب الحرفي هو:

"أنا حاليا لا أفكر إلا ببرشلونة, ومستقبلا لن أفكر إلا ببرشلونة".

بهذا الرد يكون إيتو قد رفض عرضا دسما من الناحية المادية, وأكد أن الريال بالنسبة إليه ملف مغلق الآن وفي يونيو وإلى الأبد.

محاولة للتشويش؟

لا يبدو سعي ساكي للتعاقد مع إيتو كمحاولة للتشويش على فريق برشلونة بقدر ما يبدو كتوجه جديد من إدارة الريال للتعاقد مع اللاعبين المميزين كرويا وليس دعائيا كما عرف على الفريق مؤخرا.
كما يبدو كذلك كاعتراف من ساكي بمستقبل هذا اللاعب الواعد الذي يجمع بين الموهبة والقتالية والواقعية التي قلما تجتمع في النجوم.

شيء آخر مهم, وهو أنه بإمكان إيتو التقدم بطلب للحصول على الجنسية الإسبانية لبتداء من الصيف القادم حيث سيكون قد أكمل عشر سنوات في إسبانيا.


بهذا الرفض أكد إيتو عدم اهتمامه الكبير بالمال مثل بعض اللاعبين, ويريد مواصلة مغامرته في برشلونة التي ما تزال في بدايتها, فهو كل يوم يزداد انسجاما مع لاعبين كبار كرونالدينيو وديكو.

يؤكد إيتو أنه أغلق تاريخه مع الريال منذ اللحظة التي وقع فيها لبرشلونة, هذا التاريخ الذي لم يكن سعيدا على الإطلاق, فهو لم يلعب سوى ثلاث مباريات في الليغا ومثلها في عصبة الأبطال, ولم يلبس القميص الأبيض إلا لمدة 88 و52 دقيقة على التوالي.

بعدها تمت إعارته إلى ليغانيس ثم إسبانيول ثم مايوركا التي أصبحت تتقاسم عقد اللاعب مع الريال, ورغم هذه الظروف غير العادية إلا أن اللاعب ظل وفيا لشخصيته كأسد غير مروض, وهو ما جعله يدخل إلى مصاف اللاعبين الكبار.

وكان من الطبيعي أن يطرق الريال بابه مرة أخرى, لكن لا توجد علاقة عقدية بين اللاعب و"البيت الأبيض", حتى أن فلورينتينو بيريز لم يشترط على مايوركا أن يكون الإمتياز لريال مدريد إن أرادوا إرجاع اللاعب لأنه لا يمثل الصنف المفضل للاعبين عند بيريز الذي يفضل النجوم الإعلاميين, بالإضافة إلى امتلاء دكة المهاجمين في مدريد مما يجعل إيتو اختيارا ثانويا عند بيريز.

على كل حال, انتهى المطاف بإيتو في فريق برشلونة ,العدو التقليدي للريال, حيث أبهر الجميع بتطور مستواه وأصبح يعد كانتصار شخصي للرئس خوان لابورتا على منافسه بيريز. ومن المؤكد أن ساكي سيعود للمحاولة من جديد لكن جواب الأسد لن يتغير.

بالإضافة إلى إيتو, تنبغي الإشارة إلى هوس جمهور الريال برونالدينيو الذي تمنوا في آخر استفتاء لهم أن ينتقل لفريقهم, لكن جواب البرازيلي لم يختلف عن جواب الكامروني, وهذان الإثنان بالذات يعتبران من تراث برشلونة, وهذا التراث ليس له ثمن.