مشاهدة مشاركة بصفحة مستقلة
  #11  
قديم 13/04/2011, 05:29 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Dark-Side
Dark-Side Dark-Side غير متواجد حالياً
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 16/02/2010
المكان: في وسط الكتيبة الزرقاء
مشاركات: 1,790
كيف يضل الله من يشاء ثم يدخله النار

ا
كيف يضل الله من يشاء ثم يدخله النار
الذى يسأل هذا السؤال لم يفهم معنى الآية الكريمة

سأشرح لكم اولا معنى كلمة الهدى فى القرآن بمثال ولله المثل الأعلى
الهدى نوعيين
هدى دلاله وهو ان تدل شخص على طريق تحقيق هدفه مثلما يقابلك شخص ويطلب منك ان تدله على طريق يصل منه الى شارع معين فبمجرد ان توصف له الطريق شفهيا واشارة يدك كان تقول له اذهب يمينا ثم يمينا ثم الى الأمام فهذا يسمى هدى دلاله
فاذا قال لك الشخص هذا شكرا اخى وذهب ثم عاد اليك وقال لك اخى لم استطع الوصول ويطلب منك بأدب ان تدله ثانية فانت تقول له لأ بل سأقوم معك حتى أصل معك الى العنوان الذى تريده فهذا هو هدى إعانه ولو كان هذا الشخص استهتر بهدى الدلاله ولو قال لك لن اسمع كلامك فانا اريد منك ان تذهب بى الى العنوان الذى اريده اذا قال لك هذا متبجحا فلن يصل الى ان تهديه هداية الإعانة وستقول له شانك ونفسك
فالذين يتبعون منهج الله اى هدى الله يهديهم الله هداية اعانة والذين لا يتبعون هداية الدلاله وهو منهج الله اذا هم يشائون الا يهتدوا ولو شائوا لأتبعوا المنهج ولو شائوا لكان معنى ذلك انهم يريدون هدى الله هدى الإعانة "يهدى من يشاءاى يهدى الذى يشاء ان يهتدى ويضل الذى يشاء ان يُضَل
"
إذن فهناك هدى من الله لكل خلقه وهو أن يدلهم سبحانه وتعالى ويبين لهم الطريق المستقيم. هذا هو هدى الدلالة، وهو أن يدل الله خلقه جميعا على الطريق إلي طاعته وجنته. واقرأ قوله تبارك وتعالى:

وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(17)
سورة فصلت

إذن الحق سبحانه وتعالى دلهم على طريق الهداية .. ولكنهم أحبوا طريق الغواية والمعصية واتبعوه .. هذه هداية الدلالة .. أما هداية المعونة ففي قوله سبحانه:

وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ(17)
سورة محمد

وهذه هي دلالة المعونة .. وهي لا تحق إلا لمن آمن بالله واتبع منهجه وأقبل على هداية الدلالة وعمل بها .. والله سبحانه وتعالى لا يعين من يرفض هداية الدلالة، بل يتركه يضل ويشقى .. ونحن حين نقرأ القرآن الكريم نجد أن الله تبارك وتعالى: يقول لنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم:

إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(56)
سورة القصص


وهكذا نفى الله سبحانه وتعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم أن يكون هاديا لمن أحب .. ولكن الحق يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم:


وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ(52)
من الآية 52 سورة الشورى


فكيف يأتي هذا الاختلاف مع أن القائل هو الله.
نقول: عندما تسمع هذه الآيات اعلم أن الجهة منفكة .. يعني ما نفى غير ما أثبت .. ففي غزوة بدر مثلا أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حفنة من الحصى قذفها في وجه جيش قريش. يأتي القرآن إلي هذه الواقعة فيقول الحق سبحانه:


وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى

من الآية 17 سورة الأنفال

نفي للحديث وإثباته في نفس الآية .. كيف رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. مع أن الله تبارك وتعالى قال: "وما رميت"؟! نقول إنه في هذه الآية الجهة منفكة. الذي رمى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الذي أوصل الحصى إلي كل جيش قريش لتصيب كل مقاتل فيهم هي قدرة الله سبحانه وتعالى. فما كان لرمية رسول الله صلى الله عليه وسلم حفنة من الحصى يصيب كل جندي في الجيش.
أما قول الحق سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: "وإنك لتهدي إلي صراط مستقيم".
فهي هداية دلالة. أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبليغه للقرآن وبيانه لمنهج الله قد دل الناس كل الناس على الطريق المستقيم وبينه لهم. وقوله تبارك وتعالى: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء" .. أي إنك لا توصل الهداية إلي القلوب لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يهدي القلوب ويزيدها هدى وإيمانا. ولذلك أطلقها الله تبارك وتعالى قضية إيمانية عامة في قوله: "قل أن الهدى هدى الله" فالقرآن الكريم يحمل هداية الدلالة للذين يريدون أن يجعلوا بينهم وبين غضب الله وعذابه وقاية
والله اعلم
اللهم طهر قلوبنا من النفاق
تم الإستعانة بخواطر الشيخ الشعراوى
أنشروووووووووها أثابكم الله
اضافة رد مع اقتباس