البكاء ليس عيبا كما يقال للرجال فالعيب ليس البكاء بذاته ولكن العيب ان يكون البكاء لامور تافهة ومن ذلك يتضح ان العيب ليس في البكاء بل في سبب البكاء .

اما البكاء ذاته فاعتقد انه ليس هناك من الرجال من لم يبكي.
فهناك من يبكي على فراق عزيز له او قريب او صديق وقد ذرفت دموع الرسول صلى الله عليه وسلم على وفاة ابنه ابراهيم حين قال صلى الله عليه ( ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وان على فراقك يابراهيم لمحزونون )
وقد قال صلى الله عليه وسلم (طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى عَلَى خطيئته)
والبكاء يكون في بعض المواقف ضروريا ان لم يكن واجبا وذلك في مواقف الخشوع والخضوع لله والتفكر في عظمة الخالق وفي جبروته واعتقد ان من في قلبه ذرة من ايمان سيبكي عند سماعه لقراءة القرآن وخصوصا عند سماع الايات التي تُذكِّر بيوم القيامة واهوالها واحوال اصحاب اليمين واصحاب الشمال والايات التي تصف احوال اهل الجنة واهل النار فكل هذه ايات تدعو للخشوع والتفكر والبكاء .
اما البكاء على امور تافهة او امور لاتستوجب البكاء فهذه هي ماتجعل البكاء عيبا عند العرب خاصة وعند غيرهم عامة فالبكاء يجلي هموم القلوب .
والبكاء نوعان بكاء العيون وبكاء القلوب فكم من قلبٍ بكى حتى احترق من بكائه وبكاء العين لا احد يجهله .
والبكاء على فراق الاهل والاحباب جائز ولكن النحيب هو الذي لايجوز .

اتمنى ان اكون وفقت في ردي هذا ولكم تحياتي .